اقتصادات السعودية والإمارات والبحرين تؤسس هيئات رقمية متقدمة لإدارة النمو

مؤشر عالمي جديد يحدد معايير تجعل الاقتصاد الرقمي أكثر ثقة ومرونة

TT

اقتصادات السعودية والإمارات والبحرين تؤسس هيئات رقمية متقدمة لإدارة النمو

كشفت «ماستركارد» وكلية فليتشر للدراسات العليا في الشؤون الدولية بجامعة «تافتس» (Tufts)، أمس (الثلاثاء)، عن إطلاق «مؤشر الذكاء الرقمي»، الذي يوضح التقدم الذي أحرزته البلدان على مستوى النهوض باقتصادها الرقمي وتعزيز الثقة ودمج الاتصال في حياة الناس.
وكشفت الدراسة أن اقتصادات مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، أسست هيئات رقمية متقدمة لتوجيه النمو. وقد حددت هذه الدول خططاً استراتيجية طويلة الأجل مدعومة بمستويات عالية من التعليم، وارتفاع نسبة الشباب بين سكانها، والقدرة على الوصول إلى المواهب العالمية لتنويع اقتصاداتها والتحول من دول مصدِّرة للطاقة إلى اقتصادات متقدمة رقمياً.
وقالت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إن اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حققت تقدماً لافتاً مع توفير الإنترنت للملايين من الناس وتمكين الذين لم يكن لهم حقوق رقمية سابقاً من الانضمام إلى الاقتصاد الرقمي.
وفي هذا الشأن، قال بهاسكار شاكرافورتي، عميد كلية إدارة الأعمال الدولية في كلية فليتشر للدراسات العليا في الشؤون الدولية: «لربما كان الوباء هو الاختبار الأقوى للتقدم الذي حققه عالمنا في مجال التحول الرقمي. لدينا اليوم رؤية أكثر وضوحاً حول دور الاقتصاد الرقمي الحيوي في تعزيز مرونة الاقتصاد خلال مرحلة من الاضطرابات غير المسبوقة في العالم ودورها في إحداث التغيير والتعافي».
وقال آجاي بالا، رئيس الحلول الأمنية والمعلومات لدى «ماستركارد»: «نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لفهم العوامل التي تحفّز التحول الرقمي وتعزز الثقة الرقمية. إذ يمكّن التعرف على هذه العوامل والشركات والحكومات من العمل معاً لمساعدة 7.6 مليار شخص حول العالم للاستفادة من الفرص الهائلة التي يمكن للاقتصادات المتقدمة رقمياً توفيرها. وعلى الرغم من أننا نعيش اليوم في مرحلة يسودها الغموض وعدم الاستقرار، فإنه من الواضح أن النجاح الرقمي يشكل لبنة أساسية للتعافي على مستوى العالم».
ويستكشف مؤشر هذا العام عنصرين، هما: التطور الرقمي، والثقة الرقمية. يكشف التطور الرقمي الزخم التاريخي للاقتصاد مع التحوّل من الماضي المادي إلى الحاضر الرقمي. أما الثقة الرقمية فهي الجسر الذي يربط رحلة التطور من الحاضر إلى مستقبل رقمي أكثر ذكاء وشمولية.
يدرس المؤشر 90% من مستخدمي الإنترنت حول العالم، ويستند إلى 12 عاماً من البيانات. ويقيس معيار «التطور الرقمي» 160 مقياساً ضمن 90 اقتصاداً عبر أربع ركائز أساسية هي: مناخ المؤسسات، ومستوى الطلب، والإمداد أو العرض، والقدرة على الابتكار والتغيير. وتنقسم هذه الاقتصادات، وفق الدراسة، إلى أربع فئات:
الأولى، المتميزة: سنغافورة، والولايات المتحدة، وهونغ كونغ، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وألمانيا، وإستونيا، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية التشيك، وماليزيا، وليتوانيا... وهذه البلدان متقدمة رقمياً ولديها زخم كبير. تتمتع هذه الدول بالريادة في قيادة الابتكار، وتستفيد من مزاياها الحالية بطرق فعّالة.
الثانية، الواعدة: السويد والمملكة المتحدة وهولندا واليابان وكندا، وهي اقتصادات رقمية ناضجة تتمتع بمستويات عالية من التبني الرقمي على الرغم من تباطؤ الزخم. تميل هذه الدول لمقايضة السرعة بالاستدامة وعادةً ما تستثمر في توسيع الشمول الرقمي وبناء مؤسسات قوية.
الثالثة، المستعدة: الصين والهند وإندونيسيا وبولندا وروسيا، والتي تتطور بسرعة. ولديها زخم قوي ومساحة واسعة للنمو، وعادةً ما تكون جذابة للغاية للمستثمرين.
الرابعة، المراقبة: نيجيريا وأوغندا وكولومبيا وبيرو وباكستان وسريلانكا، والتي لديها بعض الثغرات في البنية التحتية. ومع ذلك، يُظهر الشباب فيها حماساً لمستقبل رقمي مع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمدفوعات عبر الهاتف المحمول.
ويقيس معيار «الثقة الرقمية» 198 مؤشراً في 42 من اقتصادات المؤشر استناداً إلى أربع ركائز، هي: السلوك والمواقف والمناخ والتجربة.


مقالات ذات صلة

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
TT

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني» لأنها تمنع الإنفاق الضروري على الدفاع وغيرها من الأولويات.

وأضاف المرشح عن حزب «الخضر» لمنصب المستشار في مؤتمر صناعي في برلين يوم الثلاثاء: «هذه القواعد لا تتناسب مع متطلبات العصر»، وفق «رويترز».

وأشار هابيك إلى أن الحكومة الائتلافية تفاوضت بشكل غير صحيح على إصلاحات القواعد الأوروبية، دون أن يذكر كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق المسؤول عن تلك المفاوضات.

وأدى نزاع حول الإنفاق إلى انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما قام المستشار أولاف شولتز بإقالة ليندنر، المعروف بتوجهاته المتشددة في مجال المالية العامة، ما فتح الباب لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وفي إشارة إلى مطالبات بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القيود المفروضة على الاقتراض بموجب الدستور، قال هابيك: «لا يمكننا التوقف عند مكابح الديون الألمانية». وأضاف أن ألمانيا قد تضطر إلى تحقيق مزيد من المدخرات في موازنتها لعام 2025 للامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية، حتى إذا التزمت بالحد الأقصى للاقتراض بنسبة 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما ينص دستور البلاد.

وبعد أشهر من النقاشات، وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2023 على مراجعة قواعده المالية. وتمنح القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) الدول أربع سنوات لترتيب شؤونها المالية قبل أن تواجه عقوبات قد تشمل غرامات أو فقدان التمويل الأوروبي. وإذا اقترن مسار خفض الديون بإصلاحات هيكلية، يمكن تمديد المهلة إلى سبع سنوات.

وأشار هابيك إلى أن القواعد الجديدة قد تسمح بزيادة الاقتراض إذا أسهم ذلك في زيادة النمو المحتمل.

وردّاً على انتقادات هابيك، قال ليندنر إن الدول الأوروبية بحاجة إلى الالتزام بحدود إنفاقها، مشيراً إلى «قلقه الشديد» بشأن مستويات الديون المرتفعة في فرنسا وإيطاليا. وأضاف ليندنر لـ«رويترز»: «الوزير هابيك يلعب باستقرار عملتنا». وأكد قائلاً: «إذا شككت ألمانيا في قواعد الاتحاد الأوروبي المالية التي تفاوضت عليها بشق الأنفس أو خالفتها، فإن هناك خطراً في انفجار السد».