في خلال شهر واحد ظهرت ثلاثة إعلانات تعرض امتلاك منزل في قرية إيطالية مقابل مبلغ زهيد للغاية (1 دولار). يمكن وضع هذه الإعلانات في خانة الأحلام إذا أردت، ولكن من الواضح أن هناك قرى في إيطاليا تعاني من هجرة سكانها وتردي حالة مبانيها القديمة، وهناك اعتقاد من قبل مسؤوليها أن إعلانات كهذه ستجذب أناساً يحبون الحياة البسيطة في قرى جبلية جميلة بمناظر خلابة مكتملة بالطعام الإيطالي اللذيذ.
وحسب تقرير لوكالة «سي إن إن» أمس، فهناك عرض جديد وهذه المرة من منطقة موليزي بجنوب إيطاليا، وتحديداً من قرية اسمها «كاستربينيانو» تبعد مسافة 140 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من العاصمة روما، وتتميز بقلعة ترجع للعصور الوسطى.
وبشكل مختلف عن قرى أخرى عرضت تملك منازلها القديمة مقابل ترميمها، يريد عمدة المدينة نيكولا سكابيلاتي أن يجري الأمور بطريقة مختلفة، فهو لا يريد طرح المباني في المزاد أو منحها لمن يدفع، بل يرغب في العمل مع الراغبين في الشراء من أجل الحصول على المنزل المناسب لهم من بين 100 منزل مهجور في القرية.
وحسب «سي إن إن»، قال سكابيلاتي عن ذلك «تعمل خطة الإسكان هنا بصورة مختلفة بعض الشيء. إنني أعمل على مسارين متوازيين، التواصل مع المشترين المحتملين والمالكين القدامى للمباني المهجورة في الوقت نفسه، وخطوة بخطوة، أحاول أن أجعل الطلب يلبي العرض».
سكابيلاتي لديه خطة محددة ويريد من المهتمين أن يتواصلوا معه شخصياً على البريد الإلكتروني مباشرة، موضحين تصورهم والهدف من شراء المنزل، ويقول «أرحب بأي شخص يرغب في شراء منزل جديد في قريتنا وأدعوه لمراسلتي بالبريد الإلكتروني مباشرة (nicola.scapillati[AT]me.com) مع عرض تفاصيل خطة إعادة تصميم المبنى وما الهدف الذي يرغب في شراء العقار من أجله – بمعنى أن يجعله منزلاً يعيش فيه، أو محلاً تجارياً، أو متجراً للحرف أو الفنون».
وأضاف سكابيلاتي يقول «ينبغي على المشترين المحتملين عرض أي متطلبات ربما تكون لديهم بشأن المبنى، مثل تسهيل وصول الأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة. فإن القرية صغيرة للغاية ولا يمكن للسيارات أن تتحرك فيها بحرية كبيرة بسبب ضيق الشوارع والسلالم فيها».
وكلما كان الطلب أكثر تحديداً كان من اليسير العثور على المسكن المناسب والاتصال المباشر بالمالك الحالي للمبنى.
ومن أجل إضفاء الصفة الرسمية على الإجراءات، قام العمدة سكابيلاتي بإرسال الإخطارات إلى السفارات الإيطالية في الخارج، لإحاطتهم علماً بالمشروع الجاري في قريته الصغيرة.
ولكن، ما هي الفائدة من ذلك؟ هناك بالطبع شروط خاصة لكل مشروع. إذ لا بد على المشترين التعهد بتجديد العقار المشترى في غضون 3 سنوات من تاريخ الشراء، وسداد دفعة ضمان بقيمة 2000 يورو (2378 دولاراً)، تلك التي يتم استردادها بمجرد انتهاء أعمال تجديد العقار المتفق عليها.
ولقد بدأ هذا المشروع في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، عندما أبلغت السلطات الإيطالية أصحاب العقارات المهجورة في القرية بأنهم إن لم يقوموا بتجديد العقارات بأنفسهم، فسوف تتدخل المدينة للاستحواذ عليها لاعتبارات تتعلق بالسلامة العامة.
وحتى الآن، وافق العديد من أصحاب العقارات على تسليم المباني المملوكة لهم بالفعل؛ حرصاً منهم على التخلي عن المنازل التي سوف يكلف هدمها أموالاً كثيرة.
ويشعر العمدة سكابيلاتي بثقة كبيرة في أن 50 في المائة من أصحاب العقارات سوف يشاركون في الأمر. وإن لم يفعلوا، سوف يتحرك مجلس البلدية لمصادرة المنازل التي لا يستجيب أصحابها لقرارات السلطات المحلية، ويعرضها للبيع على النحو المذكور سالفاً.
وفي الأثناء ذاتها، تواصل العشرات من الأشخاص المهتمين بالعرض من أوروبا مع سكابيلاتي وطلبوا شراء المنازل في قريته. وهو يأمل – بمعاونتهم – أن تستعيد القرية بهجتها ورونقها، وأن تصبح أكثر أماناً عن ذي قبل.
يقول عمدة القرية «إنه يؤلمني كثيراً أن أرى جماليات موقعنا التاريخي العتيق وقد تشوهت بسبب المنازل الآيلة للسقوط والعقارات المتداعية فيها. إنه لأمر يبعث على الحزن والخطورة في آن واحد. وفي غياب أعمال الترميم والتجديد الضرورية، سوف تشكل هذه المباني تهديدات جمة. فربما تنهار في أي لحظة، وهي من أهم المسائل لكي تكون قريتنا آمنة للجميع».
قرية إيطالية ثانية تبيع المنزل بدولار واحد مقابل ترميمه والعيش فيه
قرية إيطالية ثانية تبيع المنزل بدولار واحد مقابل ترميمه والعيش فيه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة