شبوة تنفض غبار الحرب وتطبع الحياة بمعرض كتاب

عدد من أبناء شبوة في معرض الكتاب الذي دشن تحت شعار شبوة تقرأ (الشرق الأوسط)
عدد من أبناء شبوة في معرض الكتاب الذي دشن تحت شعار شبوة تقرأ (الشرق الأوسط)
TT

شبوة تنفض غبار الحرب وتطبع الحياة بمعرض كتاب

عدد من أبناء شبوة في معرض الكتاب الذي دشن تحت شعار شبوة تقرأ (الشرق الأوسط)
عدد من أبناء شبوة في معرض الكتاب الذي دشن تحت شعار شبوة تقرأ (الشرق الأوسط)

وسط غيوم الحرب التي تخيم على البلاد منذ نحو ست سنوات، قدمت محافظة شبوة (جنوب شرقي) اليمن نفسها بصورة تنفض غبار الصراع، عبر تطبيع الأوضاع وعودة الحياة وإطلاق العديد من المشاريع التنموية والثقافية والأدبية خلال الفترة الماضية.
ودشنت المحافظة الأسبوع الماضي معرضاً للكتاب تحت شعار «شبوة تقرأ» يضم أكثر من 2700 عنوان بمشاركة محلية وعربية، في أقوى إشارة إلى عودة الحياة وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
«نريد أن نوقد مشاعل النور من قلب الظلام»، بهذه الكلمات يؤكد محمد سالم الأحمدي مدير مكتب الثقافة في شبوة على الهدف من تدشين معرض الكتاب. وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلاً «البلاد تمر بأزمات متلاحقة لكن شبوة تثبت أننا نستطيع إيقاد مشاعل النور من قلب الظلام وهذا ما نحاول تأكيده».
ويشهد اليمن حرباً لإعادة الحكومة الشرعية بعد الانقلاب الحوثي والاستيلاء على السلطة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، ثم محاولتها التمدد في أرجاء البلاد، قبل أن يتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ويدعم الشرعية، ويتمكن من تحرير 85 في المائة من أراضي البلاد. وتابع الأحمدي بقوله «في مثل هذه الأزمات التي تمر بها البلاد اليوم، شبوة تقول كلمة مختلفة، وتظهر بعنوان آخر، وأنها بخير، انتقلت من مرحلة الحرب إلى مرحلة البناء والتنمية، شبعنا حروباً وتجاوزنا تبعاتها».
وبحسب الأحمدي فإن المعرض يضم أكثر من 2741 عنواناً بمشاركة 6 دور نشر يمنية ومصرية، مشيراً إلى أنه سيستمر 8 أيام ويشهد فعاليات وأنشطة فنية وثقافية مصاحبة تشمل الأمسيات الشعرية والمحاضرات الثقافية والدراسات الأدبية والنقدية لحياة عدد من رموز الفكر والشعر والثقافة بالمحافظة.
وفي وقت تحاول بقية المحافظات المحررة تجاوز آثار الحرب وتداعياتها، تبدو الصورة مختلفة في شبوة التي تمكنت من إزاحة الركام، وأطلق المحافظ محمد صالح بن عديو مشاريع حيوية منها إنشاء أول ميناء على بحر العرب، إلى جانب متنزه سياحي وشق عدد من الطرقات.
ويؤكد محمد الأحمدي أن «المحافظة اليوم أصبحت بيئة خصبة للاستثمار أمام القطاع الخاص اليمني والعربي». متمنياً أن «تحذو بقية المحافظات حذونا وتطبع أوضاعها».
وفي تعليقه على الانتقادات التي تتعرض لها السلطة المحلية حول أدائها، يرى الأحمدي أن «الانتقادات أمر طبيعي، ودليل على أننا نعمل (...) هناك انتقاد بغرض التصحيح والتقويم، وآخر لمجرد العرقلة والتشكيك في النيات، ولا نلتفت إلا لما يفيدنا».
من جانبه، أوضح محمد سعيد طالب أن تطبيع الأوضاع في شبوة مثل بارقة أمل لأبنائها. وقال محمد وهو نائب مدير عام ‏إذاعة شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن «نموذج شبوة يلهم بقية المحافظات للبناء وتجاوز معاناة الحرب».
وأضاف «معرض الكتاب يشكل نقلة نوعية للمحافظة بشكل عام وينعكس بشكل كبير على الطلاب والدارسين والمهتمين بالعلم، ويتيح الفرصة للشباب نحو التقدم ومواكبة التطور والانفتاح في شتى المجالات».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.