ماكين: أوباما أخطأ ولم يستمع لمستشاريه حول تسليح الجيش السوري الحر

الجمهوريون يتهمون أوباما بالتخاذل في مواجهة الإرهاب الذي ازداد نفوذه خلال 4 سنوات

ماكين: أوباما أخطأ ولم يستمع لمستشاريه حول تسليح الجيش السوري الحر
TT

ماكين: أوباما أخطأ ولم يستمع لمستشاريه حول تسليح الجيش السوري الحر

ماكين: أوباما أخطأ ولم يستمع لمستشاريه حول تسليح الجيش السوري الحر

يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات لاذعة حول سياسات إدارته في التعامل مع الإرهاب والتطرف العنيف، واتهم عدد كبير من الجمهوريين إدارة أوباما بعدم امتلاك سياسة واضحة تجاه مكافحة الإرهاب، ومكافحة التنظيمات المتشددة في العراق وسوريا مثل تنظيم «داعش».
ووجه السيناتور الجمهوري جون ماكين انتقادات شديدة للرئيس الأميركي، داعيا إلى ضرورة القيام بتدخل بري ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، والإسراع في تسليح الجيش السوري الحر، وفرض مناطق حظر طيران للقضاء على «داعش». وهاجم ماكين الإدارة الأميركية متهما الرئيس أوباما بالمساهمة في زيادة نفوذ «داعش» من خلال إصراره على عدم إبقاء قوات عسكرية أميركية في العراق والاكتفاء بإرسال قوات محدودة لتدريب القوات العراقية والكردية والعشائر.
وقال السيناتور جون مكين في برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأحد، في تعليق على الأحداث الإرهابية في فرنسا، إنه يجري تدريب الإرهابيين في سوريا وإرسالهم للخارج للقيام بمهام محددة، وقال: «إن (سوريا) المكان الذي يجري فيه التخطيط للهجمات الكبيرة، وأصبحت الجماعات الإرهابية تمثل أخطر تطرف في التاريخ، بينما إدارة أوباما ليست لديها استراتيجية لملاحقة وهزيمة (داعش)». وأضاف ماكين: «قد أخطأت الولايات المتحدة خطأ فادحا عندما لم تترك قوة داعمة في العراق، وعندما لم يستمع أوباما لمستشاريه للأمن القومي حول ضرورة تسليح الجيش السوري الحر».
واتهم ماكين إدارة أوباما بالتساهل في مكافحة الإرهاب، وقال إن الولايات المتحدة تواجه عددا من التهديدات الإرهابية نتيجة نهج «القيادة من الخلف»، الذي تتبناه الإدارة الأميركية، مشيرا إلى أن «داعش» هو الذي يفوز في الوقت الحالي.
وانتقد السيناتور جون ماكين عدم وجود استراتيجية واضحة للإدارة الأميركية في مواجهة «داعش»، داعيا إلى وضع استراتيجية أكثر تماسكا في مواجهة الإرهاب العالمي، وقال: «ليست لدينا استراتيجية لملاحقة وهزيمة (داعش)، ولا بد أن تتضمن وضع مزيد من القوات على الأرض في العراق وسوريا»، وأضاف: «لم نتمكن من دفع (داعش) من مدينة كوباني لعدة أشهر رغم استخدامنا كامل القوة الجوية الأميركية، وخسرنا 86 أميركيا، وجرح 400 في معركة استعادة الفلوجة، وهي تعد عشر حجم مدينة الموصل، وعلينا أن نلاحقهم من خلال وضع الأحذية (القوات الأميركية) على الأرض».
وشدد ماكين قائلا: «إننا بحاجة إلى مزيد من القوات على الأرض، وبحاجة إلى تسليح الجيش السوري الحر، وبحاجة إلى فرض حظر طيران، وهو ما ندعو له منذ سنوات، وبحاجة إلى استراتيجية متماسكة يمكن عرضها على الكونغرس لأنهم (الإدارة الأميركية) سيحتاجون إلى تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية».
وعلى الطريق نفسها، هاجم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أوباما، متهما إدارته بالتخاذل في مواجهة الإرهاب الذي ازداد نفوذه خلال السنوات الأربع الماضية. واتهم الإدارة الأميركية بارتكاب خطأ كبير من خلال سحب القوات الأميركية من العراق، مما سمح لـ«داعش» بزيادة النفوذ والتوسع. وانتقد غراهام عدم دعم الإدارة للجيش السوري الحر.
وقال السيناتور ليندسي غراهام لشبكة «فوكس نيوز»: «إذا كنا نريد حقا إحداث فارق، فعلينا الذهاب إلى العراق وسوريا مع قوات التحالف الدولي على الأرض، وتدمير هؤلاء الرجال (قوات داعش) وكل يوم يتم فيه السماح لهم بالبقاء على قيد الحياة، هو يوم نواجه فيه تهديدات إرهابية أكثر، وعلينا وضع استراتيجية متماسكة للفوز في سوريا والعراق».
وتأتي تلك الانتقادات من كبار المشرعين الجمهوريين في الكونغرس الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية، مما يشير إلى صدام متوقع بين الكونغرس بمجلسيه، والإدارة الأميركية، في ما يتعلق بسياسات الحرب على الإرهاب والأمن القومي بصفة عامة، وسياسات الإدارة الأميركية في مواجهة الأزمة السورية وتنظيم «داعش» بصفة خاصة.



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.