إيران ترصد أعلى زيادة إصابات يومية رغم القيود الصارمة

وزير الصحة أعادها إلى تراكم حالات الدخول للمستشفيات

بائع مظلات خارج المحال المغلقة خلال ثاني أيام الإغلاق في طهران الأحد (أ.ب)
بائع مظلات خارج المحال المغلقة خلال ثاني أيام الإغلاق في طهران الأحد (أ.ب)
TT

إيران ترصد أعلى زيادة إصابات يومية رغم القيود الصارمة

بائع مظلات خارج المحال المغلقة خلال ثاني أيام الإغلاق في طهران الأحد (أ.ب)
بائع مظلات خارج المحال المغلقة خلال ثاني أيام الإغلاق في طهران الأحد (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة في إيران، أمس، تسجيل زيادة قياسية في حالات الإصابة الجديدة بفيروس «كورونا» بلغت 13843 حالة، ما رفع إجمالي الإصابات في إيران، البلد الأكثر تضرراً من الجائحة في الشرق الأوسط، إلى 894385 حالة.
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية، سيما سادات لاري، بأن المرض أودى بحياة 469 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما رفع إجمالي الوفيات إلى 46207، حسب «رويترز». وأبلغت المستشفيات الإيرانية عن تسجيل 2370 حالة دخول، فيما وصلت الحالات الحرجة في غرف العناية المركزة إلى 5832 شخصاً. ومنذ نحو شهرين تصنف إيران في «الوضع الأحمر» 27 من أصل 31 محافظة إيرانية، فيما توضع 4 محافظات متبقية في «حالة الإنذار والتأهب». وعبّر مسؤولو الصحة في البلاد عن قلقهم من ارتفاع الإصابات، وحثوا المواطنين على الالتزام بالقواعد الصحية التي بينها استخدام الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وفرضت السلطات في إيران بدءاً من يوم السبت قيوداً أكثر صرامة لمدة أسبوعين لكبح انتشار الموجة الثالثة من التفشي، ومن بين الإجراءات إغلاق المشاريع التجارية والشركات غير الضرورية وفرض قيود على التنقلات.
وقال وزير الصحة، سعيد نمكي: «إذا كان شعبنا لا يزال يتلقى إحصاءات مفزعة بالوفيات الناجمة عن (كورونا)، فهذه دليل على تراكم الحالات السابقة من الدخول غير المتوقع من المرضى إلى المستشفى. نحن في مواجهة الوباء، لن يتراجع في المستقبل القريب عدد الوفيات مع تركز عدد حالات الدخول إلى المستشفيات».
وصرح نمكي بأن اللقاح الإيراني لوباء «كورونا» ستبدأ تجاربه الإنسانية الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن الوزارة تتابع توفير اللقاح عبر 3 طرق؛ هي أن تشتري نحو 17 مليون لقاح من مجموعة «كووكس» عبر منظمة الصحة العالمية وهو ما يغطي 8 ملايين و400 ألف شخص، ما يعادل 10 في المائة من الإيرانيين. وأشار إلى أن بلاده تعمل مع شركة عالمية لإنتاج 5.5 مليون لقاح مشترك، كما أنها تحاول شراء ما يتراوح بين 41 و42 مليون لقاح لما بين 20 و21 مليون إيراني. وقال نمكي إن 4 من أصل 12 شركة إيرانية «أحرزت تقدماً» في إنتاج اللقاح، مضيفاً أن إحدى تلك الشركات حصلت على إذن رسمي لبدء التجارب البشرية.
وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، اتفقا على عضوية رئيس لجنة الصحة البرلمانية، أمير حسين قاضي زاده هاشمي، في «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)».
وبذلك، رضخت الحكومة لضغوط مارسها نواب على مدى الأسبوعين الماضيين، لإضافة رئيس البرلمان أو أحد النواب إلى تشكيلة اللجنة. وقالت وكالة «إيسنا» إن اتفاق روحاني وقاليباف يأتي على خلفية احتجاج بعض النواب على غياب البرلمانيين عن «لجنة مكافحة (كورونا)».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إسرائيل تعد «ملفاً» لتبرير استئناف الحرب في غزة

TT

إسرائيل تعد «ملفاً» لتبرير استئناف الحرب في غزة

مسلحون من «حماس» يسلمون رهينة كانت محتجزة في غزة إلى اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (رويترز)
مسلحون من «حماس» يسلمون رهينة كانت محتجزة في غزة إلى اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (رويترز)

في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر سياسية مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن طاقماً خاصاً في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعد للرئيس الأميركي دونالد ترمب «ملفاً بالخروقات التي تقوم بها (حماس) لاتفاق وقف النار وتبادل الأسرى حتى يساند إسرائيل في احتمال استئناف الحرب»، كشفت مصادر في تل أبيب ورام الله أن هذه التصريحات جاءت لتغطي على حقيقة أخرى يتضح منها أن نتنياهو يعود إلى سياسته القديمة بتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي بواسطة تعزيز قدرات «حماس» على الحكم.

وبحسب مسؤول في السلطة الفلسطينية، وُصف بأنه «مطَّلع على آليات تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة (حماس) في قطاع غزة»، فإن المظاهر الاستعراضية التي قامت بها «حماس» بخروج عدد كبير من المسلحين بالزي العسكري في شوارع غزة قبيل تسليم المحتجزات الإسرائيليات، مساء الأحد، هي أمر متفَّق عليه بين الطرفين. وقال إن «الاتفاق بين (حماس) وإسرائيل يتضمن ملحق بروتوكول أمني غير معلن، تسمح إسرائيل بموجبه للشرطة المدنية التابعة لحكومة (حماس) بالعمل باللباس الأزرق الرسمي داخل مناطق محددة ذات الكثافة السكانية، ومتفق عليها في قطاع غزة فور دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، صباح الأحد».

وأضاف أن «الشرطة ستتولى المسؤولية الكاملة عن إدارة حركة وتنقُّل النازحين من جنوب قطاع غزة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، وقوات (حماس) هي التي تتسلم المساعدات الدولية، وتشرف على توزيعها على السكان». وأكد أن الاتفاق ينص على ألا تقترب الشرطة وغيرها من القوات المسلحة التابعة لـ(حماس) من المواقع التي توجد فيها قوات الجيش الإسرائيلي، والتي وفق الاتفاق، ستبقى على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.

تأكيد إسرائيلي

وفي إسرائيل، أكد هذا الموقف أيضاً مسؤولون سياسيون. وبحسب موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الضجة التي أقامها مسؤولون في الحكومة حول المظاهر المسلحة لرجال «حماس» هي ضجة مفتعلة. وبحسب المحرر العسكري للموقع، رون بن يشاي: «لقد استخدمت (حماس) تحرير المحتجزات الثلاث فرصةً لإجراء استعراض للقوة في غزة، وهو بالمناسبة لم يكن مبهراً؛ فقد كان هناك فقط بضع عشرات من المسلحين، ويبدو أنهم لم يكونوا منظَّمين وبقيادة كما ينبغي، ما شكَّل خطراً على حياة المخطوفات الإسرائيليات».

هذا طلب يجب طرحه على الوسطاء كي يطرحوه على «حماس» و«الصليب الأحمر»: «نقل المخطوفين والمخطوفات يجب أن يتم في مكان خفي، وليس في قلب جمهور معربد».

كابوس تلو كابوس

وفي الصحيفة نفسها، كتب المتخصص في الشؤون الفلسطينية آفي يسسخروف، أن إسرائيل وصلت إلى اليوم التالي، حتى إن كان مؤقتاً، لتستيقظ من كابوس وتدخل الكابوس نفسه. ففي الجانب الآخر من الحدود ستواصل «حماس» الحكم، بناء أنفاق وتجنيد مزيد من الناس، دون أن يقوم لها بديل محلي. يبدو أن من رأى في «حماس» ذخراً ذات مرة لم يعد يمكنه أن يُشفى من هذا.

وأضاف أن صور المخطوفات الثلاث وهن يُنقلن إلى مركبات «الصليب الأحمر» في قلب غزة محوطات بآلاف الفلسطينيين، وبينهم مئات المسلحين مع ربطات رأس خضراء، تجسد حجم الهزيمة السياسية لدولة وحكومة اختارتا عن وعي تخليد حكم «حماس» في غزة حتى بعد 15 شهراً من الحرب. «حماس» بقيت على حالها. وقد كان هذا الهدف الأعلى لـ«حماس» فور بدء الحرب، ورغم أن الحكومة برئاسة نتنياهو أعلنت أنها ستعمل على تصفيتها، إذ إن المنظمة لم تنجُ عسكرياً فقط، بل حكمها بقي على حاله، وهذا بقدر غير قليل بفضل حكومة إسرائيل.

مراسم دفن جندي إسرائيلي قُتل في غزة (رويترز)

شعارات فارغة

ولفت الكاتب إلى أنه «على مدى أشهر، رفض نتنياهو ووزراؤه بحزم خوض نقاش معمق على إقامة بديل سلطوي لـ«حماس»، وذلك رغم أنه يوجد عدد لا يحصى من محافل الأمن الذين حذروا من أنه من الواجب عمل ذلك، وإلا فإن هذه الحرب ستكون عبثاً، عدد لا يحصى من المحللين والخبراء حذروا، لكن نتنياهو لم يرغب في ذلك. لقد فهم رئيس الوزراء أن كل نقاش سيؤدي في نهاية الأمر إلى استنتاج واضح – بديل سلطوي لا يمكنه أن يقوم في غزة إلا مع السلطة الفلسطينية وحركة «فتح». وقد رفض نتنياهو ذلك لاعتبارات سياسية، والخوف الأكبر لديه كان من الثنائي سموتريتش وبن غفير. الشعارات الفارغة عن أن السلطة الفلسطينية سيئة مثل «حماس» ومحظور «السماح للنازيين بأن يحلوا محل النازيين» انكشفت عندما رأينا أنه بدلاً من جسم فلسطيني يمكنه أن يعمل إلى جانب إسرائيل، ويساعدها مثلما يحدث في الضفة الغربية، تلقينا أمس دليلاً آخر على أنه لا توجد خيارات جيدة في الشرق الأوسط – فقط سيئة وأسوأ. وحكومة إسرائيل اختارت عن وعي الخيار الأسوأ – استمرار حكم حماس».

وحتى وزير المالية المتطرف، بتسليئيل سموتريتش، انتبه إلى ذلك من زاوية أخرى، وقال إن «حماس» ربحت في الحرب نحو مليار دولار، من سيطرتها على المساعدات الإنسانية في غزة والاتجار بها. وعاد ليهدد بإسقاط الحكومة إذا لم تخرج إلى الحرب لتصفية «حماس» بالكامل.

وكان نتنياهو قد أقنع سموتريتش بالبقاء في الحكومة بالقول إنه واثق بأن «حماس» ستخرق الاتفاق، ما سيبرر لإسرائيل أن تعود إلى القتال. وأوضح له أنه يقيم في مكتبه دائرة تتابع نشاط «حماس»، بل تنصب لها الكمائن حتى تقع فيها، وتظهر سيطرتها على قطاع غزة بعد الحرب. وتطرح الملف أمام الرئيس ترمب ليوافق على استئناف القتال.