كشف تقرير جديد لمؤشر الإرهاب العالمي «جي تي آي» أن عدد الوفيات حول العالم بسبب الإرهاب انخفض إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات في عام 2019. إذ وصل إلى نسبة 59 في المائة منذ عام 2014.
وشدد هذا المؤشر الذي يعده معهد الاقتصاد والسلام في سيدني، المتخصص برصد الحركات والأعمال الإرهابية في العالم، أن التراجع في الوفيات كان الأكثر وضوحاً في العراق وسوريا ونيجيريا. وبلغ عدد البلدان التي شهدت وفاة واحدة على الأقل من جراء الإرهاب العام الماضي 63 ضحية، وهذا أدنى مستوى منذ عام 2013. وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انخفاضاً بنسبة 87 في المائة في الوفيات المرتبطة بالإرهاب منذ عام 2016 وفي عام 2019 وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2003. ولا تزال أفغانستان الدولة التي شهدت أكبر عدد من الوفيات بسبب الإرهاب، فيما توجد سبع من الدول العشر التي شهدت أكبر زيادة في الإرهاب في أفريقيا جنوب الصحراء.
ويتركز 96 في المائة من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في مناطق الصراع مثل أفغانستان وسوريا والصومال وغيرها. وأفاد في بيان بأن «حركة (طالبان) تبقى المجموعة الإرهابية الأكثر حصداً للأرواح، عام 2019، مع أن الحصيلة المنسوبة إليها تراجعت بنسبة 18 في المائة. أما تنظيم (داعش)، فقد استمرت قوته ونفوذه بالتراجع بعد نهاية دولة (الخلافة) التي أعلنتها عام 2019. وأوضح المؤشر «للمرة الأولى منذ بدأ التنظيم نشاطه، كان مسؤولاً عن أقل من ألف قتيل خلال سنة».
في المقابل، أصبحت منطقة الساحل التي تنتشر فيها مجموعات متطرفة متشعبة مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» من أكثر المناطق عرضة للإرهاب. وسجلت في بوركينا فاسو التي تستهدفها المجموعات المتطرفة الناشطة في المنطقة بكثرة، الرقم القياسي مع ارتفاع نسبته 590 في المائة في عدد الضحايا. وتعرف مالي والنيجر المجاورتان لها تراجعاً كبيراً في الوضع كما الحال في سريلانكا وموزمبيق. وقال إن «أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت الأكثر تضرراً مع وجود سبع من أكثر عشر دول شهدت ارتفاعاً في عدد الضحايا، في هذه المنطقة». وقد وقع في هذه المنطقة 41 في المائة من القتلى الذين سقطوا في هجمات منسوبة إلى «داعش» في العالم العام الماضي. في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية وأوقيانيا أتى الارتفاع الأكبر من إرهاب اليمين المتطرف (89 قتيلاً في 2019 أي بزيادة 250 في المائة عام 2014).
وأوضح التقرير أن الإرهاب اليميني المتطرف في أوروبا تزايد «وسط صعود الشعبوية والاضطرابات المدنية والعنف السياسي بشكل عام». ووجد أن الوفيات الناجمة عن الإرهاب السياسي تجاوزت الوفيات الناجمة عن الإرهاب الديني في الغرب للمرة الأولى في عام 2018. ويتوقع أن ترتفع هذه الوفيات بسبب «عدم الاستقرار السياسي والعنف» الناجمين عن التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس «كورونا».
سجلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في الغرب، وحلتا في المرتبتين 29 و30 على المؤشر.
وقال رئيس معهد الاقتصاد والسلام ستيف كيليلي إنه «مع دخولنا عقداً جديداً، نشهد ظهور تهديدات جديدة للإرهاب. ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك صعود اليمين المتطرف في الغرب والتدهور في منطقة الساحل». وأضاف: «كما رأينا في الهجمات الأخيرة في فرنسا والنمسا، فإن العديد من الجماعات الأصغر المتعاطفة مع فلسفات (داعش) لا تزال ناشطة». واستدرك أنه «لكسر هذه التأثيرات، هناك حاجة إلى ثلاث مبادرات رئيسية، لكسر تغطيتها الإعلامية والشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت، وتعطيل تمويلها وتقليل عدد المتعاطفين معها»، مع تراجع ملحوظ في عدد ضحايا الإرهاب مع 13826 قتيلاً في 2019، أي بتراجع نسبته 15 في المائة على سنة، و59 في المائة منذ عام 2014. وسجل التراجع الأكبر في أفغانستان ونيجيريا مع أنهما البلدان الوحيدان اللذان سقط فيهما أكثر من ألف قتيل في أعمال إرهابية خلال السنة.
ضحايا الإرهاب عند أدنى مستوى منذ 5 سنوات
دراسة أكدت تراجعاً ملحوظاً في الشرق الأوسط مقابل صعود العنف اليميني
ضحايا الإرهاب عند أدنى مستوى منذ 5 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة