عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> حمد بن محمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودي، تفقد سير العمل في مشروع منصة «مدرستي»، خلال زيارته لمركز التحكّم والدعم الفني بشركة تطوير للخدمات التعليمية، حيث قام بتكريم الفريق التقني لمنصة «مدرستي»، الذي عمل بالتكامل مع فريق الوزارة على تنفيذ وتطوير مشروع المنصة، وأكد الوزير على دعم واهتمام القيادة الرشيدة للتعليم، وتوفيرها جميع الإمكانات لتطوير واستمرار العملية التعليمية عن بُعد، مشيراً إلى أن منصة «مدرستي» من الخيارات الاستراتيجية لعمل الوزارة في هذه المرحلة.
> بريدجيت بريند، السفيرة البريطانية في عمان، التقت تيسير النعيمي، وزير التربية والتعليم الأردني، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات وبخاصة التعليمية، وعرض الوزير خلال اللقاء الخطط والبرامج التطويرية التي تنفذها الوزارة، لا سيما تلك المتعلقة بالاستجابة لجائحة كورونا. وأشادت السفيرة بعلاقات التعاون التي تربط المملكة المتحدة بالأردن، والإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة التربوية الأردنية، مبدية استعداد الحكومة البريطانية لدعم الوزارة في تنفيذ خططها وبرامجها التطويرية.
> خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، استقبل أول من أمس، ضراب الدين قاسمي، سفير دولة طاجيكستان بالقاهرة، الذي حرص على لقاء الوزير بعد تسلمه مهام منصبه كسفير لبلاده بالقاهرة، واستهل الوزير اللقاء بالترحيب بالسفير، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهام عمله، وأن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التعاون بين البلدين في مجال العمل السياحي والأثري، وخلال اللقاء تمت مناقشة تعزيز سُبل التعاون وتفعيل قنوات التواصل في مجال العمل الأثري وزيادة الحركة السياحية بين البلدين.
> وليد بن عبد الكريم الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، استقبل أول من أمس، سفير سويسرا لدى المملكة العربية السعودية أندريه شالر، في مكتبه بديوان الوزارة بالرياض، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
> محمود المغربي، قدم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً لمصر لدى جمهورية سنغافورة إلى رئيسة الجمهورية حليمة يعقوب، ونقل السفير تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً تكليفه بدفع وتنمية العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها وبالتركيز على مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وذلك بالبناء على زيارة الرئيس الأخيرة لسنغافورة، مبرزاً اهتمام مسؤولي بلاده بنقل الخبرة والتجربة السنغافورية في شتى المجالات، والعمل على الاستفادة من موقع مصر كمدخل لأفريقيا في تنمية الاستثمارات السنغافورية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
> لويس دي البكارك فيزلوزو، سفير البرتغال بالجزائر، استقبله أول من أمس، وزير الصناعة الجزائري، فرحات آيت علي براهم، حيث استعرض الطرفان العلاقات الاقتصادية الثنائية لا سيما في القطاع الصناعي وسبل ترقيتها، وتطرق الوزير إلى مختلف التدابير التي اتخذتها الحكومة لتشجيع الاستثمار وإلى قانون الاستثمار الجديد الذي سيكون جاهزاً قبل نهاية السنة الجارية.
> السيد القصير، وزير الزراعة المصري، استقبل أول من أمس، نظيرته بدولة جنوب السودان جوزفين لاجو، وصرح الوزير بأن هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع كل إمكانيات وزارة الزراعة في خدمة الأشقاء بجنوب السودان. من ناحيتها، أعربت الوزيرة عن سعادتها بوجودها في بلدها الثاني، وأكدت أن العلاقة بين البلدين تاريخية وممتدة، كما توجد علاقة ثقافية منذ 1970، حيث كانت مصر أول بلد في أفريقيا تستقبل طلبة من جنوب السودان للدراسة بها.
> سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أكدت أول من أمس، أن اختيارها لقائمة «أكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم» لعام 2020، التي تعدها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، يؤكد الدور المؤثر للمرأة الإماراتية ومدى التقدم الذي أحرزته في مختلف المجالات الحيوية والعلمية، مضيفة أن قيادة الدولة تولي ثقة كبيرة بالكفاءات الوطنية وتعزز دورها في تطوير البرامج وتنفيذ المبادرات التي تسهم في دعم الجهود الوطنية بما يضمن تعزيز الحضور العالمي للدولة.
> أنور حبيب الله، سفير الصين لدى المنامة، استقبله أول من أمس، عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية البحرين، الذي سلمه رسالة من وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حول العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الصديقين، وجرى خلال اللقاء بحث وتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)