من الأمراض المعدية إلى المشكلات النفسية... 5 طرق يضر بها تغير المناخ صحتك

حريق تعرضت له غابات الأمازون في البرازيل عام 2019 (أ.ف.ب)
حريق تعرضت له غابات الأمازون في البرازيل عام 2019 (أ.ف.ب)
TT

من الأمراض المعدية إلى المشكلات النفسية... 5 طرق يضر بها تغير المناخ صحتك

حريق تعرضت له غابات الأمازون في البرازيل عام 2019 (أ.ف.ب)
حريق تعرضت له غابات الأمازون في البرازيل عام 2019 (أ.ف.ب)

حذر العلماء من الآثار الضارة الناتجة عن التغير المناخي؛ مؤكدين أنها لا تقتصر على النباتات والحيوانات؛ بل تشمل البشر أيضاً.
وفي تقرير نشرته شبكة «إيه بي سي نيوز»، تحدثت مجموعة متنوعة من خبراء الصحة عن أهم خمس طرق يؤثر بها تغير المناخ على صحة الإنسان، وهي كالآتي:

- الأمراض الناجمة عن الحرارة:

قال الدكتور آرون برنشتاين، طبيب الأطفال، والمدير المؤقت لمركز المناخ والصحة والبيئة العالمية في جامعة «هارفارد»: «في الفترة الأخيرة ازدادت نسب الإصابة بالأمراض الناجمة عن الحرارة بشكل كبير، نتيجة لتغير المناخ».
وأضاف برنشتاين: «من بين هذه الأمراض: التشنج الحراري والإغماء الحراري. كما أن موجات الحرارة قد تؤدي إلى تفاقم مجموعة واسعة من الأمراض، من الربو إلى اضطرابات الصحة العقلية إلى مرض السكري وأمراض الكلى».
ومن جهتها، قالت الدكتورة جيسي بيل، أستاذة الصحة والبيئة في كلية الصحة العامة بجامعة «نبراسكا»: «من المحتمل أن تقتل موجات الحر عدداً من الناس في الولايات المتحدة أكثر من أي كارثة أخرى متعلقة بالمناخ؛ لأنها تحدث في جميع أنحاء الولايات المتحدة».
وأضافت: «أعتقد أن الوباء العالمي القادم سينتج عن تغير المناخ».

- الأمراض المعدية:

قالت الدكتورة ميشا روزنباخ، طبيبة الأمراض الجلدية والناشطة في مجال تغير المناخ: «بعض الأمراض المعدية التي كانت موجودة بالفعل في أميركا الشمالية في الماضي، مثل مرض (لايم) وداء (الليشمانيات) الجلدي والالتهابات الفطرية المختلفة، انتشرت على نطاق واسع مؤخراً في المناطق التي لم تتأثر بها سابقاً».
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض، فقد تضاعف عدد حالات «لايم» في الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة أضعاف، منذ عام 1995.
وفي الوقت نفسه، سهل تغير المناخ أيضاً انتشار الأمراض المعدية التي تنقلها المياه.
وقالت روزنباخ: «يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم في ارتفاع مستوى سطح البحر، وارتفاع درجة حرارة مياه البحر، وزيادة الكوارث الطبيعية الشديدة، مثل الأعاصير والفيضانات. وهذه الأحداث مرتبطة بمجموعة من الأمراض المعدية، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجلد».
وتسببت الكوارث الطبيعية في ظهور أمراض مثل «الكوليرا» والالتهابات البكتيرية، وفقاً للدكتور ساول هايمز، الأستاذ المساعد في طب الأطفال السريري، والمتخصص في أمراض الأطفال المعدية في مستشفى «ستوني بروك» للأطفال.
وقال هايمز إن تغير المناخ يساهم بشكل غير مباشر في انتقال الفيروسات من مضيفها الحيواني إلى البشر.
وأضاف هايمز: «يتسبب تغير المناخ في تدمير بعض المناطق والغابات التي يعيش بها الحيوانات، الأمر الذي يدفعهم للهجرة لمناطق مأهولة بالسكان. ويؤدي ذلك إلى مزيد من الاتصال بين البشر والحيوانات، ومن ثم يزيد احتمالية انتقال الأمراض بينهم».

- أحداث الطقس المتطرفة:

إلى جانب وباء «كورونا» المستجد، شهد عام 2020 أيضاً موسماً للأعاصير حطم الأرقام القياسية، بالإضافة إلى حرائق الغابات والفيضانات في جميع أنحاء العالم. ويُعتقد أن تغير المناخ يسهم في شدة كل هذه الظواهر الجوية المتطرفة.
ويتوقع الخبراء أن هذه ليست أحداثاً شاذة؛ بل بداية لوضع طبيعي جديد.
وقالت بيل: «من المرجح أن يستمر ذلك خلال القرن المقبل».
وللظواهر الجوية الشديدة آثار صحية غير مباشرة على الإنسان؛ حيث تؤدي إلى تدمير المنازل والشوارع وتزيد من عدد اللاجئين. وقد تصبح مناطق إيواء أولئك اللاجئين مزدحمة للغاية، وبالتالي تكون «بؤراً لانتقال الإنفلونزا وغيرها من الالتهابات الفيروسية الشائعة من شخص لآخر»، وفقاً لهايمز.

- جودة الهواء:

هناك طريقة أخرى يؤثر بها تغير المناخ على صحة الإنسان، من خلال تأثيره على جودة الهواء.
وبينما يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى تلويث الهواء بشكل مباشر، فإن الاحتباس الحراري الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري يساهم أيضاً في تدهور جودة الهواء وتدميرها.
وقال هايمز: «على سبيل المثال، أدى تغير المناخ إلى الجفاف وإلى موجات الحرارة التي تسببت في حرائق الغابات في كاليفورنيا، كما أن الدخان والجسيمات الناتجة عن هذه الحرائق تضر بشكل مباشر أولئك الذين يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو».

- الصحة النفسية والصدمات:

وفقاً لبيل، يمكن أن تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى حدوث مشكلات عقلية ونفسية كبيرة.
وقالت بيل: «لقد دمرت هذه الأحداث ممتلكات كثير من الناس ومنازلهم. وهذا بالتأكيد يسبب مشكلات نفسية كبيرة، ويزيد معدلات الاكتئاب والقلق».


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)

ملصق يحمل صورة تركي آل الشيخ بمناسبة فوزه

تُوّجَ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلالَ حفل جوائز «MENA Effie Awards»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعدُّ الجائزةُ من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير. ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه.