طبيب يصف ما يراه المتوفون بـ«كورونا» في نهاية حياتهم

أنابيب جهاز التنفس الصناعي موصولة بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلوس أنجليس (أ.ب)
أنابيب جهاز التنفس الصناعي موصولة بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلوس أنجليس (أ.ب)
TT

طبيب يصف ما يراه المتوفون بـ«كورونا» في نهاية حياتهم

أنابيب جهاز التنفس الصناعي موصولة بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلوس أنجليس (أ.ب)
أنابيب جهاز التنفس الصناعي موصولة بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلوس أنجليس (أ.ب)

بعد إخطار أسرة بوفاة أحد أفرادها بفيروس «كورونا»، شعر الدكتور كين ريمي الذي يعالج المرضى في وحدة العناية المركزة بأنه مضطر لتوجيه رسالة لتأكيد مدى أهمية ارتداء الأقنعة الواقية والالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين لتقليل فرص انتقال العدوى، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وقام الطبيب بتصوير مقطع فيديو يحاكي مريض «كوفيد - 19» وهو يضع جهاز التنفس الصناعي، فيما يمكن أن تكون آخر لحظة في حياته وهو مستيقظ.
وقال ريمي في الفيديو: «آمل ألا تبدو اللحظات الأخيرة من حياتك هكذا»، بينما كان يحمل منظار الحنجرة وأنبوب التنفس المستخدم عند المرضى في الحالات الحرجة. وتابع: «هذا هو ما ستراه في نهاية حياتك إذا لم تبدأ في ارتداء الأقنعة الواقية».
وريمي عالِم رعاية حرجة للبالغين وطبيب للأطفال في المركز الطبي بجامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري الأميركية. ويقول إنه عالج أكثر من ألف مريض بـ«كوفيد - 19» وقام بوضع أجهزة التنفس الصناعي لأكثر من 100 منهم.
وتتضاعف حالات فيروس «كورونا» في ولاية ميسوري كل شهر تقريباً. وتُبلغ الولاية عن أكثر من 4 آلاف حالة جديدة كل يوم.
أكثر فأكثر، يستمع ريمي لأشخاص يزعمون خطأً أن ارتداء الأقنعة غير فعال في منع «كوفيد - 19»؛ ويخبره بعض المرضى أنهم لا يخشون الفيروس لأن احتمالية الوفاة بسببه منخفضة.
وقال عن فرص الوفاة بـ«كورونا»: «إذا كان عليّ الفوز باليانصيب بهذه الفرص، فسوف ألعبها كل يوم».
وريمي ليس مجرد طبيب في وحدة العناية المركزة، بل يدير مختبر «كوفيد - 19» في جامعة واشنطن الذي يختبر علاجات جديدة لمساعدة المرضى على البقاء على قيد الحياة.
وبعد رفع منظار الحنجرة وأنبوب التنفس في الفيديو، يواصل ريمي القول: «أعدك أن هذا ما ستراه والدتك أو والدك أو أطفالك عندما يصابون بمرض (كوفيد – 19) في نهاية حياتهم... هذا أمر خطير. أرجوكم من فضلكم اتّبعوا الاحتياطات اللازمة للحد من انتقال مرض (كوفيد – 19) حتى نتمكن من الوقاية بشكل فعال من المرض».
في الأسابيع الأخيرة، يقول ريمي إنهم يشهدون زيادة كبيرة في الحالات التي تحتاج إلى الاستشفاء، وكان لديهم الكثير من الوفيات.
وأضاف: «سيموت العديد من هؤلاء المرضى بشكل غير متوقع، وفي نهاية اليوم، بصفتي طبيباً في وحدة العناية المركزة، فأنا من يجب أن يتصل بعائلاتهم... أعتقد أن ذلك يثقل كاهلي».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».