نتنياهو يَعِد بولارد الجاسوس السابق بأميركا بحياة رغدة في إسرائيل

جوناثان بولارد (رويترز)
جوناثان بولارد (رويترز)
TT

نتنياهو يَعِد بولارد الجاسوس السابق بأميركا بحياة رغدة في إسرائيل

جوناثان بولارد (رويترز)
جوناثان بولارد (رويترز)

وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأميركي جوناثان بولارد، الذي قضى 30 عاماً في السجن بالولايات المتحدة لتجسسه لحساب إسرائيل، بترحاب حار وحياة رغدة في إسرائيل بعد أن انتهت القيود المرتبطة بإطلاق سراحه المشروط.
وقال نتنياهو في مقطع فيديو وزّعه مكتبه، أمس (الثلاثاء)، يصور جزءاً من اتصال هاتفي مع بولارد وزوجته إستر، يوم الاثنين: «نحن في انتظارك بذراعين مفتوحتين حتى رغم فيروس كورونا، وسوف تستمتع بالحضن الحقيقي للشعب الإسرائيلي»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأُلقي القبض على بولارد، وهو محلل معلومات سابق في سلاح البحرية الأميركية، في عام 1985 خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن التي أبعدته بينما كان يطلب اللجوء عندما أطبق عليه رجال إنفاذ القانون. وصدر الحكم على بولارد بالسجن مدى الحياة في عام 1987.
ويوم الاثنين، انتهت القيود التي فُرضت على بولارد عندما أُطلق سراحه بشروط في عام 2015. وقال بولارد (66 عاماً) إنه وزوجته سيذهبان إلى إسرائيل للعيش فيها، لكن لم يحدد موعداً لسفرهما.
وقال نتنياهو لبولارد الذي تعاني زوجته من المرض: «يجب أن تنعم الآن بالحياة الرغدة... وبإمكاننا أن نعتني بإستر بأحسن علاج طبي في العالم».
وبينما كان بولارد، المولود في تكساس، في السجن منحته إسرائيل جنسيتها، ولوقت طويل ضغطت إسرائيل من أجل الإفراج عنه لكن عدة رؤساء أميركيين لم يستجيبوا لضغوطها.
وأقر بولارد بالذنب في عام 1986 بتهمة التآمر من أجل التجسس وذلك بتزويد إسرائيليين بمئات الوثائق السرية التي حصل عليها من عمله في مخابرات البحرية مقابل آلاف الدولارات.
ويرى البعض أن قرار وزارة العدل الأميركية عدم إعادة فرض أي قيود على تنقلات بولارد هو هدية الوداع لإسرائيل من إدارة الرئيس دونالد ترمب.
وقال نتنياهو: «أريد حقاً أن أهنئك على انتهاء الكابوس الذي كنت تعيش فيه وأنه باستطاعتك العودة إلى الوطن، إلى إسرائيل». وأضاف: «ستكون حقاً لحظة مهمة، لحظة مهمة لنا جميعاً».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.