تونس تسجل أدنى حصيلة وتبدأ تخفيف الإجراءات

TT

تونس تسجل أدنى حصيلة وتبدأ تخفيف الإجراءات

أعلنت السلطات التونسية تخفيف بعض الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها منذ 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لمحاصرة وباء كورونا، واعتمدت في ذلك على تراجع ملحوظ على مستوى الوفيات التي استقرت يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في حدود 41 وفاة فقط، بعد أن كانت خلال اليوم الذي سبقه لا تقل عن 69 وفاة.
وتوقعت نصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة (حكومي)، أن يشهد الوضع الوبائي في تونس انفراجاً بعد أسابيع من الانتشار السريع للوباء. وقالت في تصريح إعلامي إن السلطات الصحية تنتظر مرور الفترة المحددة الجديدة التي حددتها الحكومة والمقدرة بثلاثة أسابيع وتنتهي في السادس من الشهر المقبل، لضبط خطة مغايرة قد تفضي إلى تخفيف بعض الإجراءات الوقائية بشكل أكبر، لكن ذلك مرتبط بالنتائج، على حد تعبيرها.
في السياق ذاته، قرر ولاة أربع ولايات (محافظات) تونسية كبرى تخفيف إجراءات الحد من تحركات التونسيين بعد الانتشار السريع للجائحة، واتخذوا منذ الاثنين الماضي، مجموعة من الإجراءات الجديدة في ولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة، وهي ولايات متجاورة، وتشمل العودة إلى إقامة الصلوات الخمس في المساجد، مع الالتزام المشدد بتطبيق البروتوكول الصحي توقياً من فيروس كورونا مع مواصلة تعليق صلاة الجمعة إلى حين إشعار آخر.
كما قرروا استئناف نشاط الأسواق الأسبوعية مع إجبارية ارتداء الكمامات الطبية، واحترام التباعد الجسدي، إضافة إلى التمديد في ساعات العمل بالنسبة للمطاعم إلى الساعة السابعة مساء، بعد أن كانت إلى الرابعة مساء، مع السماح لهم بالعمل ليلاً دون قبول الحرفاء، وذلك ببيع المأكولات عبر التوصيل المنزلي.
وفي المجال الثقافي، ونتيجة لمجموعة من الضغوط التي مارسها المختصون في المهن الفنية، فقد قررت السلطات التونسية السماح باستئناف بعض الأنشطة الثقافية من ضمنها تنظيم الورشات والتمارين وتنظيم الإقامات الفنية مع الاقتصار على الأنشطة التراثية داخل المتاحف والمواقع والمعالم التراثية.
ولا تزال السلطت التونسية تنفذ مجموعة أخرى من الإجراءات، على رأسها حظر الجولان الليلي ومنع التنقل بين الولايات ومنع التجمعات لأكثر من 4 أشخاص باستثناء وسائل النقل.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أفادت بتسجيل 41 حالة وفاة جديدة، ليبلغ العدد الإجمالي للوفيات منذ بداية الجائحة وإلى غاية يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، 2862 وفاة، وهو ما قد ينعكس على حد تقدير عدد من المختصين على أعداد الوفيات مستقبلاً.
وأكدت تسجيل 485 حالة إصابة جديدة بالفيروس خلال اليوم نفسه، وهي أدنى حصيلة منذ أسابيع عديدة، وبلغ عدد المتعافين 63846 من بين إجمالي 89196 حالة حاملة للفيروس.
وأضافت المصادر ذاتها أنه يتم حالياً التكفل بـ1461 مصاباً بفيروس كورونا في المستشفيات، مشيرة إلى أنه يقيم حالياً 297 مصاباً بأقسام العناية المركزة بالقطاعين العمومي والخاص، في حين يخضع 128 مصاباً للتنفس الصناعي.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.