خطبة موحدة بمساجد مصر حول «الهجرة غير المشروعة»

بالتوازي مع جهود حكومية ومبادرة رئاسية للتوعية بمخاطرها

TT

خطبة موحدة بمساجد مصر حول «الهجرة غير المشروعة»

قررت وزارة الأوقاف المصرية تخصيص خطبة الجمعة المقبلة في المساجد، عن «الهجرة غير المشروعة والحفاظ على الأنفس» للتحذير من مخاطرها. يأتي هذا بالتوازي مع جهود حكومية للحد من «الهجرة غير المشروعة»، حيث تواصل وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج «الأنشطة التوعوية إلكترونياً للوصول إلى الفئات المستهدفة بمحافظات مصر الأكثر تصديراً لـ(الهجرة غير المشروعة)، ضمن خططها لاستكمال المبادرة الرئاسية (مراكب النجاة)».
وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نهاية عام 2019، وزارة «الهجرة المصرية»، بالتنسيق مع الجهات المعنية، لإطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المصدرة للهجرة. وتستهدف المبادرة «تحقيق حياة كريمة للمواطن المصري، والحفاظ على حياته من مخاطر (الهجرة غير المشروعة)، والتوعية بمخاطر الهجرة مع طلاب المدارس».
ووفق «الأوقاف المصرية»، سوف «يتم ترجمة الخطبة الموحدة إلى 18 لغة أجنبية مختلفة، إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية، ومرئية بلغة الإشارة، على موقع الوزارة الإلكتروني، خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة». وأكد مصدر في «الأوقاف» أن «ذلك يأتي في إطار واجب (الأوقاف) الدعوي للتحذير من تداعيات ومخاطر (الهجرة غير المشروعة) التي يقع فيها بعض الشباب».
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أمس، إن «الهجرة غير القانونية، هي هجرة (غير مشروعة)»، لافتاً إلى أن «حُرمة الدول كحُرمة البيوت وأشد، وكما لا يجوز لأحد أن يدخل بيت غيره بدون إذنه؛ فإنه لا يجوز أن يدخل الشخص دولة بدون إذن سلطتها القانونية، لأنه دخول أي دولة، هو عهد أمان له، فكما أن الدول توفر للشخص الإقامة الآمنة المستقرة، فينبغي على الشخص الحفاظ على أمن هذه الدولة وأمان أهلها، بغض النظر عن ديانتهم أو جنسهم أو لونهم». وشددت «الأوقاف»، وهي المسؤولة عن المساجد في مصر، على الأئمة ومديري المديريات في ربوع البلاد، أمس، «الالتزام بموضوع الخطبة، سواء أكان نصاً أم مضموناً على أقل تقدير؛ وألا يزيد زمن أداء الخطبة على 10 دقائق، مراعاة لظروف أزمة فيروس (كورونا المستجد)»، مؤكدة «ثقتها في سعة أفق الأئمة العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة». وتمثل «الهجرة غير المشروعة» مشكلة كبيرة للقارة الأوروبية. وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، «ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لـ(الهجرة غير المشروعة) من منظور شامل، والتوصل إلى حلول على مستوى إقليمي ودولي، وذلك خلال لقاء جمعه مع نظيره المالطي، إيفاريست بارتولو، في سبتمبر (أيلول) الماضي». وقالت القاهرة في وقت سابق، إنها «استطاعت وفقاً لاستراتيجية شاملة تبنتها للتصدي للظاهرة، القضاء عليها (بشكل تام)، بدليل أنه لم يخرج مركب (هجرة غير مشروعة) واحد إلى أوروبا، أو غيرها من مصر منذ عام 2016»، وفقاً لتصريحات مصرية رسمية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.