دورة تاسعة رقمية للمهرجان المغاربي للفيلم

دورة تاسعة رقمية للمهرجان المغاربي للفيلم
TT

دورة تاسعة رقمية للمهرجان المغاربي للفيلم

دورة تاسعة رقمية للمهرجان المغاربي للفيلم

تحت شعار «وجدة ملتقى للسينما المغاربية»، تحتضن عاصمة الشرق المغربي الدورة التاسعة للمهرجان المغاربي للفيلم، التي تنظم رقميا، خلال الفترة ما بين 25 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وذلك في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة تفشي وباء (كورونا).
وقالت «جمعية سيني مغرب» إن تنظيم دورة هذه السنة وبث فقرات برنامجها على المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي يهدف إلى «المساهمة في تنشيط الساحة الفنية المغاربية وتقوية العلاقات بين الشعوب والثقافات»؛ مشددة على أنها «ستكون محطة مفصلية تُنزل فيها أنشطتها على المنصات الرقمية وصفحات التواصل الاجتماعي، مما سيسمح بلقاء أكبر عدد من الجمهور في الدول المغاربية وخارجها».
ويرى المنظمون أن الدورة ستلتئم في سياق غير مسبوق، حيث أصبحت الأحداث الثقافية نادرة بشكل عام، والأحداث السينمائية بشكل خاص. وشددوا، في هذا الصدد، على أنهم اختاروا تنظيم الدورة في ظل الظروف الصحية التي يعيشها العالم، لأنهم يؤمنون بأن الثقافة والسينما حاجات أساسية، مشيرين إلى أنهم سيتجندون من أجل إنجاح هذا اللقاء وجعله أكثر إشعاعا من أي وقت مضى، للاستمرار في الترويج للسينما المغاربية والسماح لصانعي الأفلام بعرض أعمالهم وأفلامهم. كما تحدثوا عن إدراكهم للدور الواضح الذي لا ينكر للفن السابع في التواصل بين الشعوب، والزخم الدولي والمتنوع الذي جعل مدينة وجدة ملتقى للقاء الفنانين والمشاهير وصانعي الأفلام ومحبيها من بلدان مختلفة، يتبادلون تجاربهم وخبراتهم الشخصية، الشيء الذي جعل من المهرجان اليوم، منصة للاستماع والعمل الذي يساهم في التنمية الثقافية للمنطقة، من خلال التكوين وتبادل الموارد والمهارات المتخصصة، في مجال صناعة السينما، والقطاع السمعي البصري بشكل عام.
وتتخلل فقرات دورة هذه السنة، بالإضافة إلى المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة، ورشات ستخصص لمهن السينما، ندوات ولقاءات ودروس في السينما.
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة دورة هذه السنة من عبد السلام الكلاعي (المغرب) رئيسا، وعضوية كل من ريم تاكوشت (الجزائر) وأسامة رزق (ليبيا) وعائشة بن أحمد (تونس) وسيدي محمد شيكر (موريتانيا).
وفضلا عن العروض السينمائية، تقترح دورة هذه السنة ثلاث ورشات: ورشة الإخراج مع المخرج والممثل المغربي حميد زيان؛ وورشة السيناريو مع المخرج وكاتب السيناريو المغربي الحسين شاني؛ وورشة التأثيرات الخاصة والمكياج مع الفنان المغربي ياسين علوش المتخصص في المكياج المحترف والمتخصص في المؤثرات الخاصة. وفي فقرة الندوات، تستضيف التظاهرة مجموعة من المتحدثين المغاربيين؛ وتتوزع بين محوري «الثقافة والسينما بعد كوفيد - 19» بمشاركة عامر الشرقي ومحمد امباركي وخليل الدامون وكمال كمال وخالد زايري (المغرب) ولمياء بقايد غيغة (تونس) جمال ميحيمدي (الجزائر) وبيارو ماتيو (فرنسا)؛ و«دور الثقافة والسينما في التنمية» بمشاركة زهر الدين طيبي ومحمد امباركي ومحمد ملحاوي وسعيد أندام ومراد الريفي (المغرب) وثورية سنوني (تونس) وإلياس بوخموشة (الجزائر).
وضمن فقرة دروس السينما، التي سيديرها المخرج المغربي عبد الإله الجوهري، تستضيف الدورة الممثل ربيع القاطي والممثل عمر لطفي (المغرب) والممثلة عائشة بن أحمد (تونس).



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».