تفجيرات جبل محسن تعيد الحذر إلى مناطق نفوذ حزب الله

شاهد عيان لـ «الشرق الأوسط» : أحد أبناء المنطقة عانق الانتحاري الثاني وانفجرا معا

لبنانيات يتابعن جنازة ضحايا تفجير جبل محسن في طرابلس أمس (رويترز)
لبنانيات يتابعن جنازة ضحايا تفجير جبل محسن في طرابلس أمس (رويترز)
TT

تفجيرات جبل محسن تعيد الحذر إلى مناطق نفوذ حزب الله

لبنانيات يتابعن جنازة ضحايا تفجير جبل محسن في طرابلس أمس (رويترز)
لبنانيات يتابعن جنازة ضحايا تفجير جبل محسن في طرابلس أمس (رويترز)

شيعت منطقة جبل محسن في شمال لبنان أمس الضحايا الـ9 الذين سقطوا نتيجة التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا ليل الأحد الماضي. وبينما لا يزال بعض جرحى التفجير الذين بلغ عددهم 37 شخصا، في المستشفيات، يسود منطقة الشمال وطرابلس بشكل خاص حالة من الخوف والقلق من عودة الأحداث الأمنية، بعد فترة من الهدوء لم تستمر أكثر من 4 أشهر، منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية. وهو ما يشير إليه أحد أبناء جبل محسن، قائلا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كانت لدينا معلومات أن حدثا أمنيا سيحدث في المنطقة لكن لم نكن نتوقع وقوع تفجير أو عملية انتحارية»، مع العلم أنها المرة الأولى التي تستهدف «جبل محسن» بتفجير انتحاري.
وعن لحظة وقوع التفجير، قال: «عندما فجر الانتحاري الأول نفسه ظننا أنها أسطوانة غاز، قبل يصرخ الثاني (الله أكبر)، فما كان حينها من الشاب عيسى خضور إلا التوجه نحوه فانفجر الحزام الناسف بهما».
وكان مصدر أمني أفاد بأن أحد الانتحاريين وصل بعيد الساعة السابعة والنصف من مساء السبت إلى «مقهى الأشقر» في حي مأهول في جبل محسن وفجر نفسه بواسطة حزام ناسف. وبعد نحو 7 دقائق، وبينما كان الذعر سائدا في المكان، وصل الانتحاري الثاني وفجر نفسه، ما تسبب في مقتل 9 مدنيين وإصابة 37 آخرين بجروح.
واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «محاولات فرض إمارة في طرابلس لا تزال مستمرة»، مشددا على أن «المجرمين لا يلقون تجاوبا داخليا لأنه لا بيئة حاضنة للإرهاب والتكفير». ورأى درباس، في حديث إذاعي، في تفجير جبل محسن محاولة لتعطيل الحوار الحاصل بين حزب الله وتيار المستقبل، لافتا إلى أن ردود الفعل الشعبية جاءت مخالفة لما توقع الإرهابيون. أما عن خطوات الحكومة المقبلة، فأكد درباس أنها لن تقبل بإعادة طرابلس إلى نقطة الصفر، داعيا إلى تنفيذ المشاريع الموضوعة للمدينة التي لن تتمكن من الخروج من أزمتها إلا بعد الخروج من مستنقعها الاقتصادي.
من جهة أخرى، وبينما أعاد تفجير جبل محسن لبنان إلى دائرة خطر الاعتداءات التي طبعت العام الماضي، وأثار الخوف من عودة التفجيرات إلى لبنان من بوابة طرابلس، أشارت بعض المعلومات إلى قيام حزب الله بإجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة خوفا من تجدد استهداف مناطقه، وهو ما نفاه الخبير العسكري، العميد المتقاعد المقرب من حزب الله، أمين حطيط، مؤكدا أن الإجراءات الأمنية هي نفسها لم تتغير منذ نحو سنة ونصف السنة، عند بدء استهداف المناطق التابعة للحزب.
وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «التهديدات والمخاوف قائمة منذ التفجير الأول الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت»، مؤكدا أن «الذي أدى إلى توقفها ليس تراجع الإرهابيين إنما الإجراءات الأمنية المتبعة في هذه المنطقة من قبل الحزب والجيش اللبناني»، مضيفا: «إذا كان هناك بعض التساهل في الفترة الأخيرة فمن الطبيعي أن تتشدد الإجراءات أكثر بعد تفجير طرابلس».
واعتبر حطيط أن «أمن لبنان قد يهتز في الفترة المقبلة لكنه لن يقع»، مشيرا إلى استمرار إمكانية وقوع بعض التفجيرات في بعض المناطق ذات المناعة الأمنية المنخفضة، لكن من شأن الحوارات التي تحصل بين الأفرقاء السياسيين أن تساهم إلى حد كبير في عدم انفجار الوضع في لبنان».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.