دور إيران وكيف يحاول «الإخوان» العودة والتأثير؟

> أتيحت الفرصة الكبرى لـ«الإخوان المسلمين» مع تبوئهم السلطة في مصر. إلا أن تجربتهم لم تكمل سنة، حتى جاءت «الثورة التصحيحية» فخسروا العديد من المكاسب التي حققوها، وأنهت قوة المؤسسات حضورهم، وتلاشت رموزهم. وفي المقابل، واصل التنظيم الدولي لـ«الإخوان» حشد جمهوره، عبر استغلاله خلال السنوات الأخيرة منصات التواصل الاجتماعي، ودعمه قنوات تلفزيونية وتأسيس أخرى للنيل من أي تقارب لدول الاعتدال العربي، خاصة السعودية ومصر. وعام 2017، كان للأمير محمد بن سلمان، لقاء تلفزيوني، سأله المذيع «رأينا الاتجاه الذي ذهب إليه الإعلام المصري، حتى قلنا إن العلاقات بين البلدين في طريقها إلى القطيعة»، حينها رد الأمير «تقصد الإعلام المصري الإخونجي». ولعل الأهم، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، ما كشفه موقع «ذي إنترسبت» الأميركي، من وثائق سرّية مسرّبة، أن عام 2014 شهد اجتماعاً تنسيقياً في مدينة إسطنبول التركية، حضره ممثلون من «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، تمحور حول استهداف السعودية. وبعدها كان تأكيد ذلك الاجتماع؛ إذ قال إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة «الإخوان المسلمين»، إن الاجتماع عقد بالفعل وجرى خلاله التطرق للحديث عما يجري في المنطقة والخلاف مع السعودية، وفق ما ذكره لوسائل إعلام تتبع لتنظيم «الإخوان». وتابع منير «إنه كان هناك استماع لوجهات النظر المتبادلة، وشعرنا بأنهم مهتمون بالقضية المصرية»... وإن جماعة «الإخوان» تعلم أن إيران تحترم الجماعة وتقدّر مواقفها. وعن طبيعة العلاقة بين جماعة «الإخوان» وإيران حالياً، قال منير «إن العلاقة بينهما الآن لم تتغير، فهي كما كانت سابقاً، ولم يحدث فيها جديد لا سلباً أو إيجاباً»، مضيفاً أنه «أحياناً ما تجمعنا لقاءات عامة في بعض الندوات والمحاضرات المفتوحة».
وحقاً، علاقة تنظيم «الإخوان المسلمون» بالثورة «الخمينية» ونظام «الملالي» في إيران، هي ذاتها مع تفاصيل علاقاتها مع تنظيمات متطرفة، ومنها الأبرز تنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذي كانت إيران حاضنة لقاداته. ولعل آخرهم «أبو محمد المصري»، الرجل الثاني في «القاعدة»، الذي أعلن مقتله في طهران قبل أيام.
إن التقارب السياسي، لا الديني، بين التنظيمات الإرهابية على أرض إيران، يكشف للمحللين عن أن الهدف هو استعادة مواقع سابقة للحضور المؤثر، ومحاولة تفجير القلاقل في عواصم عربية تسيطر طهران على قرارها، ولعل أبرزها صنعاء وبيروت. وبالمختصر، فهي تستثمر الإسلام السياسي كحركة فاعلة، رغم كل العقبات التي تواجههم والمحاور القوية التي تتشكل لتحطيمهم داخلياً وخارجياً.