مايا ساندو... حلم «التكامل الأوروبي» في بلد تمزقه السياسة واللغة والجغرافيا

رئيسة مولدافيا العزباء تدير معركة الإصلاح من شقة متواضعة

مايا ساندو... حلم «التكامل الأوروبي» في بلد تمزقه السياسة واللغة والجغرافيا
TT

مايا ساندو... حلم «التكامل الأوروبي» في بلد تمزقه السياسة واللغة والجغرافيا

مايا ساندو... حلم «التكامل الأوروبي» في بلد تمزقه السياسة واللغة والجغرافيا

لا تنتمي مايا ساندو، الرئيسة الشابة المنتخبة حديثاً رئيسة لجمهورية مولدافيا (مولدوفا) إلى أوساط النخب السياسية التقليدية التي برزت في الفضاء السوفياتي السابق على مدار العقدين السابقين. فهي لا تشبه النخب السوفياتية التي خلعت «العباءة الحمراء» والتحفت برداء قومي، وظلت متمسكة بمقاعدها في إدارة شؤون البلاد في بعض جمهوريات الاتحاد المنحل. كذلك، فهي لم تبرز بين الوجوه المعارضة التي حملتها «الثورات الملونة» إلى سدة الحكم بشكل مفاجئ، في غمار الفوضى والتدخلات الخارجية، كما جرى في جمهوريات سوفياتية سابقة أخرى.
أنها «الابنة العاقة» لنظام قام على حكم نخب أوليغارشية استحوذت على ثروات البلاد المحدودة أصلا، وأفقرتها أكثر. ومنذ أن برزت كأصغر وزيرة في تاريخ البلاد وسط «حيتان» الطبقة السياسية قبل ثماني سنوات، ومايا ساندو تتنقل بخطوات سريعة رافعة شعار محاربة الفساد، وخلفه حلم التكامل الأوروبي، الذي يدغدغ آمال كثيرين في بلد مزقته السياسة واللغة والجغرافيا، بين روسيا من جانب، ورومانيا التي جمعته معها تاريخيا روابط عميقة.

ولدت مايا ساندو، الرئيسة المولدافية التي انتخبت أخيراً بغالبية مريحة، عام 1972 في منطقة فاليشتي المحاذية للحدود مع رومانيا، لعائلة متوسطة لم تمارس السياسة يوما. إذ كان والدها طبيباً بيطرياً ووالدتها معلمة في مدرسة ابتدائية. ولقد أنهت مايا دراستها في أكاديمية التربية الاقتصادية بمولدافيا، قبل أن تلتحق بأكاديمية الإدارة العامة التابعة للديوان الرئاسي حيث دراسة العلاقات الدولية. ولعل ما أهلها للانخراط في أول نشاط عملي في الحكومة، عملها موظفة في وزارة الاقتصاد. وهي الخطوة التي قفزت سريعاً بالشابة التي لم تتجاوز 24 سنة من عمرها في العام 1996 لتغدو مستشارة في القسم الرئيسي للتعاون مع المنظمات الاقتصادية الدولية.
لعبت السنوات اللاحقة في هذه الوظيفة دوراً أساسيا في تفتح مايا ساندو على العالم، وعززت طموحاتها العلمية، التي يبدو أنها انسجمت مع طموحات سياسية لم تكن أعلنت عنها في أي وقت. إذ أنها قادتها بعد ذلك لمواصلة التعليم عبر منحة دراسية، في معهد الإدارة العامة بجامعة هارفارد الأميركية العريقة حيث تخرجت منها في العام 2010 لتشغل منصباً مهماً، كمستشارة للمدير التنفيذي للبنك الدولي في واشنطن. وفي هذا المنصب عملت حتى عام 2012.
صراع على اللغة
عادت ساندو إلى كيشيناو (الاسم المحلي/الروماني للعاصمة كيشينيوف) عام 2012. بعدما تلقت دعوة لتولي منصب وزيرة التعليم في الحكومة التي شكلها الحزب الديمقراطي الليبرالي، وكانت هذه فرصتها السانحة لدخول عالم السياسة العليا الذي لن تغادره خلال السنوات اللاحقة. وخلال السنوات الثلاث التي أمضتها ساندو في مقعد الوزارة، بدأت تترجم أفكارها وأقوالها إلى أفعال. وإبان توليها الوزارة جرى اعتماد لائحة جديدة لإجراء الامتحانات الوطنية وتغيير ترتيب تدريس اللغات. وأصبحت دراسة اللغة الروسية اختيارية للراغبين.
وفي وقت لاحق، خلال مقابلة صحافية عشية الانتخابات، قالت ساندو إن 25 في المائة من مواطني مولدافيا يتكلمون الروسية، ويعتبرونها لغتهم الأم. واتهمت الرئيس المنتهية ولايته، إيغور دودون، بأنه «يخيف الناخبين بشكل غير عادل بفكرة أنها تنوي قمع حقوق الناطقين بالروسية». وأوضحت «أريد أن يفهم الجميع: بالنسبة لي، حقوق الإنسان هي الأهم. لن يفعل أحد أي شيء ضد المتحدثين بالروسية». ولكن، لم تخف السياسية الشابة أنها تواصل البحث عن وسائل لضمان تدريس جميع لغات الأقليات، مشيرة إلى توافر الفرصة لدفع تعليم اللغة الرومانية بالتوازي مع السماح بحرية تعليم اللغات الأخرى. وللعلم، ينص دستور مولدافيا على أن اللغة المولدافية هي اللغة الرسمية، لكن الجذور التاريخية التي تربط المولدافيين (البُغدان) مع رومانيا لم تنقطع رغم خضوع البلاد للحكم السوفياتي منذ أن سيطر عليها الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. وتشير دراسات إلى أن 74 في المائة من المولدافيين يؤيدون اندماج بلادهم مع رومانيا مجدداً. وعموماً، عام 2017. حاول نواب ينتمون إلى كتلة الحزب الديمقراطي الليبرالي تمرير قانون يجعل اللغة الرومانية رسمية في البلاد لكنهم فشلوا بسبب تحكم الحزب الاشتراكي القريب من موسكو بغالبية في المجلس.

شعار التكامل الأوروبي

لم تخف ساندو في أي مرحلة من نشاطها السياسي لاحقاً، اقتناعها بأن «النموذج الأوروبي هو الأقرب إلى مولدافيا». إذ قالت للصحافيين غير مرة «نريد أن تُحترم حقوقنا كي نكون أحراراً، وكي لا يُملى لمن نصوت ومن لا ينبغي أن نصوت له». وعكست هذه العبارة الاختلاف الخفي (أو غير المباشر) مع النموذج الآخر المطروح في البلاد، الذي ينادي به «الحزب الاشتراكي»، أي النموذج الروسي. وفي الوقت ذاته، دافعت السياسية الصاعدة، عن أهمية تقديم ملف مكافحة الفساد عن أي فكرة أخرى، وأقرت بشيء من الأسف في أحد خطاباتها بأن «المسار الأوروبي يمكن أن يفقد مصداقيته في البلاد لأن العديد من الحكومات لدينا أعلنت تمسكها بالقيم الأوروبية، لكنها في الوقت نفسه كانت فاسدة».

زعيمة الحزب ورئيسة الحكومة

عام 2015، أعلنت مايا ساندو عن تأسيسها حزبها الخاص، وقدمته بداية باسم فريد بالنسبة للأحزاب السياسية في هذه المنطقة من العالم، وهو «قُم بخطوة مع ساندو» لكنها سرعان مع استدركت الوضع ليغدو اسم الحزب كما هو معروف حالياً «حزب العمل والتضامن» المعروف اختصاراً باسم «ساد». وركز برنامج الحزب على تقارب مولدافيا مع الدول الغربية، والتكامل الأوروبي، وترسيخ اقتصاد السوق، وبناء نظام تعليمي فعال، ومحاربة صارمة للفساد.
وفي إطار نشاطها الحزبي، رشحت ساندو نفسها لمنصب رئيس الدولة في العام 2016. إلا أنها خسرت الجولة الثانية في الانتخابات أمام الرئيس المنتهية ولايته حالياً، إيغور دودون. لكن خسارتها المؤقتة لمقعد الرئيس لم تبعدها عن مسرح السياسة العليا، بل عكس ذلك، حولتها إلى أحد أبرز الأسماء البارزة المطروقة بقوة في المنعطفات الأساسية.
وهكذا، عام 2019 اختيرت ساندو رئيسة للوزراء وهو منصب لم تبق فيه أكثر من ستة أشهر، لكنها كانت حافلة. إذ أصبحت الموافقة عليها في البرلمان «المعادي لأفكارها» بمثابة حل وسط للسياسة الداخلية والخارجية. ووافق حزب دودون الاشتراكي على تعيينها، وأصبح التعيين نفسه ممكناً نتيجة للاتفاقيات بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وضع هذا نهاية للتحكم طويل الأمد لرجل الأعمال والأوليغارشية فلاديمير بلهوتنيوك، الذي سيطر على الحياة السياسية في مولدافيا من خلال الحزب الديمقراطي وعبر التأثير على الأحزاب الأخرى. لكن ساندو فور خروجها من المنصب، بدأت تعد للاستحقاق الأكبر، أي انتخابات الرئاسة في العام التالي، بمواجهة الخصم القوي دودون «حليف موسكو»... والسياسي الذي تحيط به شبهات فساد كثيرة، أثارتها ساندو بقوة إبان الحملة الانتخابية.
ومقابل حملة دودون الشرسة ضد ساندو، التي وصفها خلالها بأنها «سياسية مخادعة» وصلت إلى السلطة بمساعدة الأوليغارشيين الذين تشن ضدهم حروبا إعلامية، فتحت الأخيرة عدداً من الملفات التي تتهم دودون بأنه استفاد من مختلف الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة. وبين التهم تهمة احتكار تهريب السجائر إلى البلاد من إقليم بريدنوستروفيه الانفصالي المدعوم من موسكو. وهنا أيضا برز تلميح ساندو لوجود دور روسي في دعم الفاسدين.
أما على المستوى الشخصي فسعت ساندو لإبراز شخصية مختلفة عن الطبقة السياسية السابقة في البلاد، وقالت السيدة العزباء التي تعيش في كيشيناو، في شقة متواضعة تتكون من غرفتين بمساحة 74 متراً مربعاً. إنها لا تنوي الانتقال منها كي لا «تبدد أموال الدولة على السكن». وشددت السياسية التي رفعت شعار مكافحة الفساد على مدى سنوات أنها ستدير من هذه الشقة شؤون البلاد الشائكة والمعقدة.

خلاف على أوكرانيا

بنفس المقدار الذي دافعت به ساندو عن أهمية تعزيز الروابط مع رومانيا، فإنها أصرت دائماً على أهمية انتهاج سياسة إيجابية حيال البلد الجار الثاني لمولدافيا، وهي أوكرانيا التي تشكل إحدى العقد الأساسية في العلاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ومقابل اعتراف الرئيس السابق بضم القرم إلى روسيا، شددت ساندو في دعايتها الانتخابية على احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، ورأت أن «هذه هي الطريقة الوحيدة لبناء علاقات جيرة إيجابية وفعالة مع هذا البلد». ولم تخف أن «مولدافيا وأوكرانيا تقفان على الرابط الجيوسياسي نفسه». مشيرة لاتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوروبي يجب تعزيزها.
من ناحية ثانية، تقف ساندو على يسار كل الأحزاب اليمينية المولدافية التي تدعو إلى قطيعة نهائية مع موسكو. وهي ترفع شعار «العلاقات مع روسيا بحاجة إلى التطوير، بما في ذلك لصالح مواطني الدولة الذين يعيشون في روسيا». وتؤيد وضع حلول ملائمة لمشاكل أبناء الجالية المولدافية في روسيا، وخصوصا تلك المتعلقة بالمعاشات التقاعدية والضمان الاجتماعي، علما بأن تقديرات تشير إلى وجود نحو نصف مليون مولدافي يعملون في روسيا، وبالمناسبة فإن مثل هذا الرقم تقريبا يمثل حجم الجاليات المولدافية في أوروبا.
مشكلة بريدنوستروفيه
لكن العلاقة مع موسكو تمر عبر تعقيدات أكثر تشابكاً وصعوبة من ملف العمال، والتسهيلات التجارية والضريبية والجمركية المطلوبة. إذ تصر ساندو على ضرورة إجراء حوار جاد ومتسق بمشاركة الشركاء الدوليين حول تسوية نزاع بريدنوستروفيه (ترانسنيستريا) وهو الإقليم الذي تقطنه غالبية ناطقة بالروسية، ويسعى للانفصال عن مولدافيا. وترى الرئيسة المنتخبة أن أحد عناصر الحوار المطلوب، يتركز على انسحاب الجيش الروسي من الإقليم. وكانت موسكو زجت قوات حفظ السلام الروسية إلى أراضي ترانسنيستريا عام 1992. ويقول أنصار ساندو إن قوات حفظ السلام يجب أن تضم ممثلين من عدة دول، وليس روسيا وحدها.
هذا الملف يشكل عقدة أساسية في العلاقة مع موسكو، التي لا ترغب بإشراك أي أطراف أوروبية في تسويته، وتصر على أنها تدافع في الإقليم عن حقوق الناطقين بالروسية الذين بينهم كثيرون حصلوا على الجنسية الروسية خلال السنوات الماضية، بعدما منحت موسكو تسهيلات واسعة لذلك. ومع ذلك، أعربت ساندو عن استعدادها لفتح حوار مباشر وعملي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول هذا الموضوع. وعندما سألها صحافيون عما إذا كانت تتوقع الكثير من هذا الحوار أجابت أنها تمثل المواطنين والدولة وعليها أن تجري هذا الحوار.
في الوقت ذاته جاء تعليق فاديم كراسنوسيلسكي، زعيم الانفصاليين في بريدنوستروفيه، المقرب من موسكو، على الانتخابات المولدافية. وفيه أبدى استعداده لـ«التعامل مع أي رئيس منتخب من قبل مواطني جمهورية مولدافيا»، قبل إضافة عنصر آخر للجدل حول التحديات المقبلة لساندو، وهو أن «الشرط الرئيسي هو ضمان حق تقرير المصير وحريات المواطنين في الإقليم، وتكثيف عملية التفاوض، وإقامة حوار مثمر، وتجنب الشعارات الفارغة». هذه العبارات ترجمها معلقون روس، بأنها حملت تحذيرا مبطناً إلى الرئيسة الجديدة. وقال بعضهم إن «هذا بيان مهم لمولدافيا. لأنه يوضح استعداد تيراسبول (عاصمة الإقليم) للحوار مع كيشيناو، وفق شروط محددة».

تحديات داخلية
داخلياً، بعد فوزها في الانتخابات، وعدت ساندو بإيجاد طريقة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. لكن الصعوبة التي تواجهها الرئيسة الجديدة تكمن في أن مولدافيا جمهورية برلمانية، وبالتالي فدعم النواب ضروري للدعوة إلى انتخابات. لكن الغالبية في البرلمان لحزب الاشتراكيين المقرب من موسكو.
بناءً عليه، يبدو حل الانتخابات المبكرة أحد السيناريوات الضرورية لتتمكن ساندو من تنفيذ خططها ووعودها الانتخابية. وهي بذا تراهن على الدعم الشعبي الذي حصلت عليه في انتخابات الرئاسة لإيصال مرشحي حزبها والأحزاب الحليفة إلى البرلمان. لكن، مع السعي لانتخاب برلمان جديد تبدو المهمة الملحة حالياً أمام ساندو هي التوصل إلى اتفاق مع مجلس الوزراء.
في الوقت نفسه، سعت مايا ساندو لتوحيد الشعب المولدافي بعد مرحلة انقسام حاد شهدها خلال الانتخابات، بين مسارين سياسيين أحدهما يدعو للمحافظة على نهج التقارب مع موسكو، والآخر يدعو إلى النظر نحو الغرب. وقالت ساندو في خطاب بدا إنه يهدف إلى كسب فئات من أنصار خصومها السياسيين «لقد ناضلنا لتحسين حياة كل واحد منكم، من أجل هيئات الدولة المتخصصة، من أجل رفع مستوى المعيشة، من أجل نمو الاقتصاد، والمعاشات التقاعدية والأجور. يجب أن يشعر الجميع بهذه التحسينات، بما في ذلك أولئك الذين صوتوا لخصمي. أقول لهم: أنتم لم تخسروا، سأعمل على كسب ثقتكم بأعمال ملموسة».
وزادت الرئيسة المنتخبة «نحن، جميع مواطني جمهورية مولدافيا - حصلنا اليوم على فرصة لظروف معيشية كريمة. سنبني بلدنا معاً حيث يشعر المواطنون من جميع المجموعات العرقية بالأمان، حيث تُحمى حقوقهم بما في ذلك الحق في استخدام لغتهم. سنبني دولة سيشغل فيها الأكفاء مناصب رئيسية بغض النظر عن عرقهم. سنبني توازناً حقيقياً في السياسة الخارجية على أساس مصالح بلادنا وسنقيم حواراً عملياً مع جميع البلدان، بما في ذلك رومانيا وأوكرانيا والدول الأوروبية وروسيا والولايات المتحدة. سأعمل من أجل جميع مواطني البلد».
هذه العبارات قوبلت بتعليقات حذرة في روسيا، حيث قال خبراء «لو سمع المواطنون الناطقون بالروسية في جمهورية مولدافيا هذه الكلمات في عام 1992، لما حدث الصراع في بريدنوستروفيه. لكن تقديم الوعود أمر وتنفيذها أمر مختلف تماماً. وإدراكاً لذلك، يأمل مواطنو مولدافيا الناطقون بالروسية ألا تنحرف أفعال ساندو عن كلماتها».


مقالات ذات صلة

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع يأتي انتخاب «عرّو» في وقت حرج لإقليم أرض الصومال لا سيما مع تحديات استمرار رفض مقديشو توقيع الإقليم مذكرة تفاهم مع إثيوبيا

عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو»... دبلوماسي يقود «أرض الصومال» في «توقيت مصيري»

حياة مغلفة بـ«هم الاستقلال»، سواءً عن المستعمر القديم في السنوات الأولى، أو تشكيل «الدولة المستقلة» طوال فترتَي الشباب والشيخوخة، لم تثنِ عبد الرحمن محمد عبد

محمد الريس (القاهرة)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».