مقترح بتكثيف التعاون مع الدائنين كـ«حل» لإعادة جدولة ديون الدول الفقيرة

قادة دول «المجموعة» ملتزمون بقرارات الاجتماع الماضي

مقترح بتكثيف التعاون مع الدائنين كـ«حل» لإعادة جدولة ديون الدول الفقيرة
TT

مقترح بتكثيف التعاون مع الدائنين كـ«حل» لإعادة جدولة ديون الدول الفقيرة

مقترح بتكثيف التعاون مع الدائنين كـ«حل» لإعادة جدولة ديون الدول الفقيرة

حمل مقترح أمس أبداه مسؤول في صندوق النقد الدولي حلولاً لمعالجة وضع الأزمة المالية المترتبة جراء آثار فيروس كورونا المستجد على الدول الفقيرة، إذ دعا إلى «تكثيف» التعاون بين الدائنين والمدينين من الدول الفقيرة لإعادة جدولة الديون.
وأكد بندر الحمالي مستشار أول للمدير التنفيذي السعودي في صندوق النقد الدولي، أن قادة دول مجموعة العشرين ملتزمون بالقرارات التي أقروها في الاجتماع الماضي والاجتماعات التي تلته، في مقدمة ذلك مبلغ 11 تريليوناً لدعم التعافي من الجائحة، لا سيما ما يخص مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، واستفادت الدول المعنية من هذه المبادرة بتوجيه تلك المدفوعات في مكافحة الفيروس.
وما زالت تداعيات «كورونا» تؤثر على الجوانب المالية، وهو ما دعا دول مجموعة العشرين لتمديد فترة هذه المبادرة حتى نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام المقبل 2021.
وشدد الحمالي على أن ذلك يصب في دعم تعافي الاقتصاد العالمي، إذ تعهدت دول مجموعة العشرين بحزمة مالية غير مسبوقة لإنعاش الاقتصاد الدولي، بالإضافة إلى الدعم المالي المقدم من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم اقتصادات الدول الناشئة والنامية، وذلك بطلب من دول مجموعة العشرين، والمبادرة الثالثة التعهد التي نفذته دول مجموعة العشرين بسد الفجوة في النظام الصحي العالمي، بما يقارب 21 مليار دولار.
وصادقت مجموعة العشرين برئاسة السعودية، للمرة الأولى في تاريخها، على إطار العمل المشترك لمعالجة الديون، بمشاركة واسعة من الجهات المقرضة في العالم، التي تمثل أكثر من 30 دولة مشاركة في هذه المبادرة، كما تم ضمن إطار الحلول التمويلية المتنوعة، تحفيز استثمارات القطاع الخاص في الدول النامية والدول المنخفضة الدخل من خلال دعم توفير ضمانات ضد مخاطر الاستثمار.
وقال الحمال إن الهدف من المبادرة قصير المدى من خلال معالجة أثر السيولة، لكن المخاطر طويلة الأجل مرتبطة باستدامة الديون التي يتم معالجتها من خلال العديد من الإجراءات، منها تشجيع استثمارات القطاع الخاص، وكذلك تعزيز التعاون بين الدائنين عند الحاجة لإعادة جدولة الديون، خصوصاً للدول التي لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها.
ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي تعهد بدعم اقتصاد العالم عبر تقديم تريليون دولار كمبلغ يعادل إجمالي القدرة التمويلية لصندوق النقد الدولي متى ما دعت الحاجة لذلك.
من جهة أخرى، رحبت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، بمبادرة مجموعة العشرين لتعليق خدمات الدين لأشد البلدان فقراً، وتمديدها لمدة ستة أشهر أخرى، لكنها لفتت إلى رفض الولايات المتحدة المشاركة الفاعلة، وسط تفاؤل بتغير الموقف مع جو بايدن الرئيس المنتخب الجديد. وأكدت أورسولا على وجوب أداء منظمة الصحة العالمية دوراً محورياً في هذه الأزمة، وتحسين فعاليتها بشكل عام خلال أزمة الجائحة الراهنة.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.