أزمة الجوع تدق ناقوس الخطر في عدد من دول العالم

الكثير من الناس أصبحوا غير قادرين على شراء الغذاء لأطفالهم (رويترز)
الكثير من الناس أصبحوا غير قادرين على شراء الغذاء لأطفالهم (رويترز)
TT

أزمة الجوع تدق ناقوس الخطر في عدد من دول العالم

الكثير من الناس أصبحوا غير قادرين على شراء الغذاء لأطفالهم (رويترز)
الكثير من الناس أصبحوا غير قادرين على شراء الغذاء لأطفالهم (رويترز)

حذر مسؤولو الأمم المتحدة من تزايد أزمة الجوع في مختلف أنحاء العالم، مؤكدين أنها وصلت إلى مستوى «خطير» في عدد من البلدان على وجه الخصوص.
وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد أكدت وكالات الأمم المتحدة أن هناك نحو 250 مليون شخص في 20 دولة مهددون بارتفاع حاد في سوء التغذية أو حتى المجاعة في الأشهر المقبلة.
وأطلق مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع تمويلاً طارئاً بقيمة 100 مليون دولار لسبع دول أكثر عرضة لخطر المجاعة هي أفغانستان، وجنوب السودان، وإثيوبيا، ونيجيريا، والكونغو، وبوركينا فاسو.
لكن ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، يقول إن هناك حاجة إلى مليارات من المساعدات الجديدة.
وأضاف بيزلي في مقابلة مع «أسوشييتد برس» الأسبوع الماضي «من دون هذه المساعدات الجديدة، ستكون لدينا مجاعات خطيرة في عام 2021».
وفي العديد من البلدان، أضاف وباء كورونا عبئاً جديداً لتأثير الحروب المستمرة؛ مما دفع المزيد من الناس إلى الفقر، وأصبحوا غير القادرين على شراء الغذاء، في الوقت الذي انخفضت فيه المساعدات الدولية.
وقد يكون جنوب السودان أقرب إلى المجاعة من أي بلد آخر، حيث تتسبب أزمة تلو أزمة في طحن السكان المستنفدين بالفعل جراء خمس سنوات من الحرب الأهلية.
وتوقعت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام أن ربع سكان ولاية جونقلي، التي تضم أكثر من 1.2 مليون نسمة، سيعانون من المجاعة في وقت قريب.
والآن، تسببت الفيضانات في تضرر الزراعة وانخفاض إنتاج المحاصيل بشكل كبير في جنوب السودان.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية جراء تفشي فيروس كورونا الذي أدى إلى تقييد التجارة والسفر.
وأدى تفشي الفيروس في أفغانستان إلى مزيد من الخسائر في الوظائف وارتفاع أسعار المواد الغذائية. من المتوقع أن يقفز معدل الفقر هذا العام من 54 في المائة من السكان البالغ عددهم نحو 36 مليوناً إلى 72 في المائة، وفقاً لتوقعات البنك الدولي.
وفي العاصمة الأفغانية كابل، قال المواطن زيماراي حكيمي، إنه لا يستطيع إعطاء أطفاله سوى وجبة واحدة في اليوم، وعادة ما تكون خبزاً صلباً أسود مغمساً في الشاي. وأشار حكيمي إلى أنه فقد عمله كسائق تاكسي بعد إصابته بـ«كورونا»، وينتظر الآن يومياً في الشارع للبحث عن عمل باليومية نادراً ما يأتي.
وأضاف حكيمي «عندما يشتكي أطفالي من الجوع أقول لهم أن يتحملوه. فربما يمكننا في يوم من الأيام أن نحصل على طعام أفضل».
وتبدو الأسواق في كابل مليئة بالمواد الغذائية. لكن أصحاب المتاجر يقولون إن عدداً قليلاً من العملاء يمكنهم شراء أي شيء نتيجة لتأثير تفشي «كورونا» على الاقتصاد.
وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الوفيات يومياً في العالم بسبب الجوع الناجم عن تداعيات جائحة كورونا سيزيد على عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس.
ومن المتوقع أن تستمر تبعات أزمة الغذاء الحالية في مناطق عدة من العالم لسنوات طويلة. فحتى في أفضل التوقعات، ترى الأمم المتحدة أن أزمة الجوع ستكون أشد من التقديرات السابقة خلال السنوات العشر المقبلة. وقد يصل عدد الذين يعانون من نقص التغذية في العالم بحلول 2030 إلى نحو 909 ملايين إنسان، في حين كانت التقديرات قبل جائحة كورونا تشير إلى نحو 841 مليون إنسان.


مقالات ذات صلة

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )
المشرق العربي فتى فلسطيني نازح من شمال قطاع غزة يجلس على أنقاض منزل مهدم على مشارف مدينة غزة (أ.ف.ب)

خبراء في الأمن الغذائي: المجاعة الوشيكة في شمال غزة «احتمال قوي»

حذّرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي من «احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق» شمال قطاع غزة، فيما تواصل إسرائيل هجومها على حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)

«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

إنها الحرب؛ بشاعتها تفرض البحث عن ملاذ، ومطاردة لحظة تُحتَسب، والسعي خلف فسحة، فيتراءى الطعام تعويضاً رقيقاً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
خاص يحمل الأطفال الفلسطينيون الأواني في طابور لتلقي الطعام من مطبخ خيري في رفح (رويترز)

خاص الجوع في العالم... تحدٍّ أخلاقي يتطلب حلاً مستداماً

يمثل الجوع وانعدام الأمن الغذائي تحديات أخلاقية وإنسانية تؤثر على الملايين حول العالم، ما يفرض مسؤولية أخلاقية تجاه المتضررين.

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم فلسطينيون يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي في جباليا بشمال غزة (رويترز)

«الأمم المتحدة» تحذر من تفاقم الجوع في غزة والسودان ومالي

حذرت وكالات الأغذية، التابعة للأمم المتحدة، من تفاقم مستويات الجوع، خلال الأشهر السبعة المقبلة، في أجزاء كثيرة من العالم، وأكثرها إثارة للقلق غزة والسودان.

«الشرق الأوسط» (روما)

أكثر من 800 مليون مريض سكري بين البالغين حول العالم

أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما لا يتلقون العلاج (رويترز)
أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما لا يتلقون العلاج (رويترز)
TT

أكثر من 800 مليون مريض سكري بين البالغين حول العالم

أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما لا يتلقون العلاج (رويترز)
أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما لا يتلقون العلاج (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن أكثر من 800 مليون بالغ حول العالم مصابون بمرض السكري، وهو ما يعادل ضعف ما توقعته تقييمات سابقة.

كما أظهرت أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما لا يتلقون العلاج. وأضافت الدراسة المنشورة في ذا لانسيت أنه في عام 2022 كان هناك 828 مليون شخص تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مصابين بالسكري من النوعين الأول والثاني. وقال الباحثون إنه من بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 30 عاما فأكثر كان هناك 445 مليون مريض لا يتلقون العلاج.

وأشارت تقديرات سابقة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 422 مليون شخص مصابون بالسكري، وهو مرض مزمن أيضي يؤثر على مستويات السكر بالدم وقد يتسبب في تدهور صحة القلب والأوعية الدموية والأعصاب وأعضاء أخرى إذا لم يُعالج. وأشارت الدراسة إلى أن معدل الإصابة بالسكري عالميا قد تضاعف منذ 1990 إذ ارتفع من سبعة بالمئة إلى 14 بالمئة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع أعداد الحالات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وأوضح الباحثون أنه على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة فإن معدلات تلقي العلاج في تلك المناطق لم تشهد ارتفاعا يذكر، في حين تحسنت الأمور في بعض الدول ذات الدخل المرتفع مما يؤدي إلى اتساع فجوة العلاج.

وفي بعض مناطق من أفريقيا جنوب الصحراء على سبيل المثال لم يحصل على العلاج سوى خمسة إلى عشرة بالمئة ممن تشير التقديرات إلى أنهم مصابون بالسكري. وقال واضعو الدراسة التي أجريت بالتعاون بين مؤسسة التعاون بشأن عوامل خطورة الأمراض غير السارية ومنظمة الصحة العالمية إنها تمثل أول تحليل عالمي يتضمن معدلات وتقديرات العلاج لجميع الدول. واستندت إلى أكثر من ألف دراسة تشمل أكثر من 140 مليون شخص.