توسيع برنامج المكافآت تحت {قانون قيصر}

TT

توسيع برنامج المكافآت تحت {قانون قيصر}

مرر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يفرض تعديلات على برنامج «المكافآت من أجل العدالة» الذي ترعاه وزارة الخارجية الأميركية.
ويعدل المشروع برنامج المكافآت التي تقدمها الولايات المتحدة للأشخاص، أو المجموعات التي توفر معلومات مرتبطة بالكشف عن أشخاص تطالهم العقوبات الأميركية. وقد فرضت هذه التعديلات على البرنامج بهدف تعزيز قانون قيصر وتوسيع نطاق العقوبات التي تفرض على منتهكيه، وذلك من خلال عرض تحفيزات أكبر لمن يقدم معلومات عن المتهربين من العقوبات الأميركية، والعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على المنتهكين في سوريا.
وتحدث عرّاب المشروع النائب الجمهوري جو ويلسون عن تفاصيله، مشيداً بالدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، الذي أدت جهوده إلى تمرير هذا المشروع. وقال ويسلون: «هذا المشروع سيوسع من برنامج المكافآت في وزارتي العدل والخارجية، للسماح بتقديم هذه المكافآت للأشخاص الذين يقدمون معلومات عن المتهربين من العقوبات وأساليبهم في التهرب منها. لقد ساهم هذا السوري الشجاع والدبلوماسي السابق في السفارة السورية بسام بربندي في تعديل القانون، ولقد قدم معلومات مفصلة عن السوريين المقربين من الأسد وأساليب تهربهم من العقوبات، ما أدى إلى فرض عقوبات على عدد منهم العام الماضي».
وقال ويسلون إن هذا البرنامج سيدفع بالمزيد من الأشخاص لتقديم معلومات من هذا النوع لتوسيع أطر العقوبات ومحاسبة كل المنتهكين تحت إطار قانون قيصر، مضيفاً أن «توسيع هذا البرنامج سيسمح لنا كذلك بالحصول على معلومات متعلقة بالأنشطة غير الشرعية التي تدعم أنظمة، مثل إيران وكوريا الشمالية وغيرها من الأنظمة الفاسدة».
وحث ويلسون وزارة الأمن القومي على العجلة في الموافقة على طلب بربندي في اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة، وقال: «أنا أشكره على شجاعته ووطنيته في وجه نظام الأسد المجرم، وآمل في أن تكافئ وزارة الأمن القومي بطل الديمقراطية الشجاع هذا».
يشار إلى أنه على مجلس الشيوخ تمرير هذا التعديل أيضاً قبل إرساله إلى البيت الأبيض، بانتظار توقيع الرئيس الأميركي عليه ليصبح مشروعاً نافذ المفعول.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.