«كورونا» يعلق محادثات ما بعد «بريكست» في المرحلة الأخيرة

مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه (رويترز)
مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه (رويترز)
TT

«كورونا» يعلق محادثات ما بعد «بريكست» في المرحلة الأخيرة

مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه (رويترز)
مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه (رويترز)

علقت محادثات ما بعد «بريكست» بين مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست بسبب تسجيل إصابة بـ«كوفيد - 19» في الفريق الأوروبي، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وغرد بارنييه: «أحد مفاوضي فريقي ثبتت إصابته بكوفيد - 19. قررنا أنا وديفيد فروست تعليق المفاوضات على صعيدنا الشخصي لفترة قصيرة»، في حين دخلت هذه المحادثات مرحلتها الأخيرة، وأوضح «سيواصل الفريقان أعمالهما مع احترام القواعد المتبعة». ورد فروست مغردا أن «صحة أعضاء الفريقين فوق كل اعتبار».
وكان بارنييه أصيب بـ«كوفيد - 19» في مارس (آذار) مع بدء هذه المفاوضات.
ومن شأن هذا التعليق وإن كان لا يشمل سوى كبيري المفاوضين ومحيطهما، إبطاء المفاوضات أكثر. وكانت هذه المحادثات تأخرت أساسا عما كان مقررا في الأساس. ويبقى أقل من 50 يوما على 31 ديسمبر (كانون الأول) موعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي تلت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، وعند هذا التاريخ ستتوقف بريطانيا عن تطبيق المعايير الأوروبية.
ومن دون التوصل إلى اتفاق تجاري يحكم علاقتهما المستقبلية، قد يواجه الطرفان صدمة اقتصادية جديدة تضاف إلى تبعات جائحة كوفيد - 19. لذا ينبغي على المفاوضين التوصل إلى اتفاق قبل فترة كافية من انتهاء السنة حتى تتمكن بريطانيا والبرلمان الأوروبي من المصادقة عليه، مع العلم أن البرلمان الأوروبي يجتمع للمرة الأخيرة هذه السنة في 14 ديسمبر (كانون الأول).
وتتعثر المحادثات حول ثلاث مسائل هي ضمانات يطالب بها الأوروبيون بريطانيا في مجال المنافسة ووصول الأوروبيين إلى المياه البريطانية الغنية بالأسماك وطريقة بتّ الخلافات بموجب الاتفاق الجديد.
وقد يتم التطرق إلى وضع هذه المفاوضات، مساء الخميس، خلال مؤتمر عبر الفيديو لقادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، إلا أن الاجتماع سيكون مكرسا لخطة الإنعاش ومكافحة الجائحة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».