أبناء منصور الرحباني: فيروز ليست شريكة في الإنتاج

أسامة يعتبر أن «الكيل طفح»

ريما الرحباني
ريما الرحباني
TT

أبناء منصور الرحباني: فيروز ليست شريكة في الإنتاج

ريما الرحباني
ريما الرحباني

بالنيابة عن أولاد منصور الرحباني الثلاثة، مروان، وغدي وأسامة، أصدر المحامي وليد حنا، بياناً مطولاً أول من أمس، فنّد وجهة نظر موكليه حيال الإرث الرحباني، في رد على ما أسماها «الحروب الوهمية المغرضة والمنظمة التي تخوضها الآنسة ريما الرحباني، منذ عشر سنوات، والتي عادت واتخذت منحى تصاعدياً خلال الفترة الأخيرة بأسلوب تحريضي مسيء».
وجاء البيان قاسياً، متحدثاً عن «الأحقاد والأوهام والأضاليل غير المجدية» التي ساقتها ريما الرحباني، وعن «صمت التزمه الموكلون دوماً تجاه ابنة عمهم... على الرّغم من الأسلوب الشتّام والمهين الذي تستخدمه تجاه الراحل الكبير منصور الرحباني، وتجاه الموكلين أو تجاه أشخاص يعملون معهم... وصولاً إلى لجوئها للعبارات النابية وتمنيها الموت لابن عمها أسامة بشكل علني على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامات واهية بحق عمّها منصور، محاولة دوماً تصوير الأمور عن وجود مؤامرة تحاك ضد فيروز وعاصي الرحباني!».
وقال أسامة الرحباني في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه، إنّ هذا البيان ما كان ليصدر لولا «أنّ الكيل قد طفح». مؤكداً «أنّ كل المشكلات حول الإرث الرحباني يمكن أن تحلّ، من خلال مؤسسة، ويمكن أن تناقش حول طاولة. لكن الطرف الآخر لا يستند إلى القانون وصوت الحق، ويفضل إعلاء الصوت والاستقواء بالناس والرأي العام، ليحدث ضغطاً علينا». وأضاف «نحن في غاية الحزن، لأنّنا جميعنا خاسرون جراء ما يحدث».
واتهم البيان ريما الرحباني، بـ«محاولة خلق واقع جديد يرمي إلى تصوير السيدة فيروز كشريكة في الإنتاج الفني وفي عمليتي التأليف والتلحين لمنحها حصة كبيرة في الحقوق، وذلك في السياق نفسه للمحاولة الفاشلة الرامية إلى فصل عاصي عن منصور بشكل ينافي الوقائع الثابتة والأكيدة بالمستندات...؛ لذلك وجب على الموكلين، ووضعاً للأمور في نصابها الواقعي والقانوني الصحيح» إيضاح بعض النقاط، بناءً على الاتفاقيات والقوانين والأنظمة التي ترعى حماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية والفنية في لبنان والعالم.
وذكّر البيان بأن القوانين تعتبر الملحنين والمؤلفين «الحلقة الأضعف» في الاستفادة من الحقوق المادية. أمّا «أصحاب الحقوق المجاورة من مؤدين وعازفين عادة ما يستفيدون من أدائهم وعزفهم بشكل مباشر وببدلات يتقاضونها عن أدائهم أو تسجيلاتهم».
وفي البيان تذكير بأنّ الحقوق المادية للمؤلف، في القانون، تختلف عن تلك الممنوحة لأصحاب الحقوق المجاورة العائدة للمؤدين. فمدة الحقوق المادية للمؤلف التي «تستمر طيلة حياة هذا الأخير مضافاً إليها خمسون سنة تسري اعتباراً من نهاية السنة التي حصلت فيها وفاة المؤلف أو وفاة آخر المؤلفين في الأعمال المشتركة». أمّا أصحاب الحقوق المجاورة المادية للفنانين المؤدين (والقصد فيروز) فالمدة «هي خمسون سنة تسري اعتباراً من نهاية السنة التي تكون التأدية قد تمت فيها، أي على سبيل المثال فإنّ مدة حماية الحقوق المجاورة المادية لأداء مثبت سنة 1950 تنتهي سنة 2020».
ومما جاء في البيان:
في حالة الأخوين الرحباني أصحاب حقوق المؤلف والملحن هما مبتكرا تلك الأعمال أي الأخوين عاصي ومنصور فقط وحصراً، ومن بعدهما ورثتهما، جميعهم من دون استثناء، ويجب استئذانهم جميعاً عند الحاجة إلى استغلال أو تحوير أي لحن أو كلام، بخلاف حالة الأداء العلني فقط التي تستوجب تسديد الرسوم اللازمة لشركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى – ساسيم.
أمّا أصحاب الحقوق المجاورة فهم كل من اشترك في تلك الأعمال، ومن بينهم السيدة فيروز وغيرها من الفنانين الذين لمعوا مع الأخوين الرحباني كل بالنسبة للعمل المثبت أداؤه عليه حصراً دون أن يعطيه أي حقوق على تلك الأعمال بشكل مطلق في حال إعادة التوزيع أو الأداء من قبل مؤدين آخرين. إذ إن تلك الحقوق تكون مرتبطة بالمؤلفين والملحنين حصراً وفقاً للقانون. إن دور وحقوق السيدة فيروز في الإرث المذكور هو مماثل لدور وحقوق أي وريث آخر دون أي تفضيل أو أولوية. أما حقوقها المجاورة فتنحصر بصوتها فقط، المثبت على تلك الأعمال عند استغلالها بصوتها وفقاً لعقود موجودة وموثقة. إن مساهمتها الكبيرة في نشر تلك الأعمال لا تمنحها بأي شكل من الأشكال أي حقوق مادية تتجاوز النسب المحددة باتفاق الأطراف في حال وجوده وتلك المعمول بها في الحالات المماثلة تبعاً للممارسات السابقة، كما أنها لا تمنحها صفة المشارك بإنتاج تلك الأعمال؛ لأن الإنتاج يفترض المشاركة في الربح والخسارة. في حين أن السيدة فيروز كانت تتقاضى أتعابها عن أدائها وعن التسجيلات دوماً بمبالغ مقطوعة مع نسبة مئوية على المبيع ولم تكن يوماً شريكة في الإنتاج بخلاف ما تزعمه الآنسة ريما الرحباني...
أما القول بأن لا أحد يحق له أداء أعمال الأخوين الرحباني سوى السيدة فيروز، فهو أمر مخالف للقانون الذي أجاز الأداء العلني شرط تسديد الحقوق من قبل الجمعيات المتخصصة في إدارة حقوق المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لأن تلك الأعمال ليست محصورة بالسيدة فيروز منفردة، بل كان هناك العديد من المؤدين الذي برزوا معهم...
وفي سياق حربها أيضاً، تستمر الآنسة ريما الرحباني بالتطاول على الراحل الكبير منصور الرحباني أحد «الأخوين الرحباني» في محاولة لتصوير أن هذا الأخير ليس سوى مستفيد مادي من تلك الأعمال، وصولاً إلى اتهامها إياه بسرقة مكتب بدارو غداة تعرضه للقصف أثناء الحرب اللبنانية! إن هذه الاتهامات الحقيرة مرفوضة بشكل مطلق ومستهجنة، فمن كان لينقذ محتويات المكتب لولا قيام منصور بذلك. وهو شريك في ملكية تلك الأعمال؟ وألم تحصل الآنسة ريما على نسخة عن جميع المؤلفات والأعمال والتي سلمها لها الكبير منصور؟ والسؤال الذي يطرح نفسه، ما الغاية من وجود ظاهرة الأخوين الرحباني طوال تلك السنوات في حال لم يكن لمنصور الرحباني دوراً أساسياً فيها؟ ولماذا استمر عاصي مع منصور لغاية رحيله سنة 1906، ولا سيما بعد خلافه مع السيدة فيروز وتركها المنزل الزوجي؟
النية أضحت واضحة يوماً بعد يوم أنّ هنالك تصويباً لإلغاء إنتاج وجهد وتأليف كل ما صدر عن الكبير منصور الرحباني أكان ذلك خلال فترة العمل المشترك منذ خمسينات القرن المنصرم ولغاية رحيل عاصي سنة 1906 أو جهده الفكري بعد رحيل عاصي والذي استمر طوال 23 سنة، أصدر خلالها 11 مسرحية غنائية وخمسة دواوين شعرية والقداس الماروني وعروضاً في لبنان والخارج تكللت بنجاح منقطع النظير.
ولعل أدهى وأفظع ما تم القيام به ضمن الحرب المستمرة لكسر صورة الأخوين من خلال محاولة إلغاء الكبير منصور الرحباني، والتي بدأت منذ منتصف ثمانينات القرن المنصرم، نجد الصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي ترعاها وتديرها الآنسة ريما الرحباني والتي تقوم من خلالها باستعمال أعمال الأخوين الرحباني بعد إجراء عملية مونتاج وتصوير أفلام وثائقية وحذف الكبير منصور ومحاولة تزوير الحقائق لتصوير الأمر بأن الأعمال هي أعمال عاصي وفيروز فقط. وكل ذلك يشكل أفعالاً متمادية موثقة بالأدلة والبراهين، وذلك كله دوّن في مخالفة صارخة للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء.
في الختام، نشير إلى أن هذه الحرب الإلغائية والاتهامات الواهية الواردة ضمنها، لا سيما لجهة إطلاق النعوت والشتائم ضد الموكلين والاتهامات الواهية بحق الراحل الكبير منصور الرحباني، ومحاولة ضرب ظاهرة الاخوين الرحباني، لن تثني الموكلين عن البقاء أوفياء لأعمال «الأخوين الرحباني» الفكرية والذين لن يألوا جهداً في المدافعة عن هذا الإرث العالمي العظيم في وجه كل من يعمل على تشويهه وهدمه وهدم سيرة من حققه ونعني «الأخوين الرحباني» دون فصل؛ لأن هذه كانت مشيئتهما وهذه كانت حقيقتهما بعد أن قررا نكران ذاتهما والالتحام تحت راية الأخوين الرحباني. وسيستمر الموكلون بالدفاع عما حققه الأخوان تجاه أي كان كما اعتاد الجميع عليهم في جميع أحاديثهم ومقابلاتهم بشكل مستقر ومستمر في مواجهة تلك الحرب الحاقدة على الاخوين الرحباني والتي لن يتغاضى عنها الموكلون بعد اليوم لأن ما يصح على ورثة منصور يصح على ورثة عاصي، والعكس صحيح. فعلى ورثة عاصي الالتزام بما يطالبون الغير بتطبيقه؛ ولأن أكل مال التاجر لن يصح مع الأخوين الرحباني، وبالتالي فإننا الموكلين يرفضون جميع ما ورد على لسان الآنسة ريما الرحباني ضمن بياناتها أو مقابلاتها لفقدانه لأي أساس واقعي أو قانوني صحيح.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».