حملات توعوية وخطة طبية لمكافحة «كوفيد ـ 19» في ليبيا

حملة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية بطرابلس (المركز الوطني)
حملة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية بطرابلس (المركز الوطني)
TT

حملات توعوية وخطة طبية لمكافحة «كوفيد ـ 19» في ليبيا

حملة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية بطرابلس (المركز الوطني)
حملة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية بطرابلس (المركز الوطني)

وضعت السلطات الطبية في شرق ليبيا مجموعة من الضوابط والاحتياطات للحد من تفشي جائحة «كوفيد - 19» بالبلاد، في وقت تبذل نظيرتها بغرب البلاد جهودا بتفعيل الحملات التوعوية والتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية لمكافحة الفيروس.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس (الثلاثاء)، أن 15 مختبرا تابعا له تسلمت 4347 عينة للتحليل، وتبين بعد فحصها بتقنية Real Time PCR إيجابية 612 عينة، من بينها 415 جديدة و197 من المخالطين، في تراجع طفيف بمستوى الإصابات عن اليوم الذي سبقه. ولفت المركز إلى أن إجمالي العدد التراكمي قفز إلى 74936 إصابة، بينها 28524 حالة نشطة، مع تعافي 45371 مصابا، وتوفي 1041 حالة.
وسعيا لمكافحة الفيروس في البلاد، أطلق المركز الوطني الحملة الوطنية للتوعية المجتمعية بمدينة طرابلس بالشراكة والتعاون مع بلدية طرابلس المركز.
وتستمر الحملة التي انطلقت، أول من أمس، 3 أيام ويتم من خلالها التوعية والتعريف بجائحة فيروس «كورونا» لأئمة المساجد والمحال التجارية والمرافق الخدمية والمخابز والمطاعم الواقعة داخل نطاق البلدية، مشيرا إلى أن أعضاء الحملة يوزعون الملصقات التوعوية على المواطنين وفي الأماكن العامة، كما ينظمون دورات تدريبية للعناصر الطبية والطبية المساعدة العاملة داخل المرافق الصحية.
ويتضمن برنامج الحملة توفير عيادات متنقلة توجد أمام بلدية طرابلس لإجراء التحاليل وأخذ العينات العشوائية حسب رغبة المواطنين. وبجانب ذلك، أطلق المركز الوطني، حملة ثانية للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، واستهدفت هذه الحملة الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، مثل العاملين في المرافق الصحية، وكبار السن والنساء الحوامل، والذين يعانون من الأمراض المزمنة. وأشار مصدر طبي في المركز إلى أنهم يستهدفون حماية هذه الفئات «مخافة تعرضهم للإنفلونزا و(كورونا) معا مما يمثل خطورة على حياتهم».
وانتهت أمس، فعاليات الدورة التدريبية لإعداد القادة في مجالات التوعية بالصحة النفسية والوقاية من المخدرات و«الإيدز»، والتوعية المجتمعية حول فيروس «كورونا» بمشاركة 18 متدربا من المرشدين النفسيين والاختصاصيين الاجتماعيين ومنتسبي مؤسسات المجتمع المدني بمدينة زليتن.
في سياق قريب، أصدر وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة الدكتور سعد عقوب، عدة توجيهات للمرافق الصحية بالبلاد لتنظيم عمل القطاع في ظل أزمة «كوفيد - 19»، مشددا على كافة مديري المستشفيات العامة والتعليمية والقروية والمراكز الطبية بالبلديات ضرورة إلزام الاستشاريين والاختصاصيين كل وفق اختصاصه بضرورة المرور على المرضى والنزلاء بأقسام المستشفيات بشكل يومي ومتابعة أوضاعهم الصحية. وطالب عقوب في بيان مساء أول من أمس، بضرورة تفعيل قرارات الوزارة بشأن إعادة تشكيل اللجان الطبية التنفيذية لمكافحة «كورونا»، موجها كافة رؤساء اللجان الطبية التنفيذية باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة لمراكز العزل السريري الطبي، بالإضافة إلى توفير كل الإمكانيات والمستلزمات الطبية التي يحتاجها العاملون بمراكز العزل لمواجهة «كورونا». وأكد عقوب «ضرورة اتباع كافة نظم الجودة والمعايير القياسية لمكافحة العدوى حتى تكون كافة القطاعات الصحية على أهبة الاستعداد والتنسيق الكامل لمواجهة حدوث موجة ثانية محتملة، الأمر الذي قد يعيد ليبيا إلى المربع الأول».
وانتهى عقوب إلى التشديد على أهمية جاهزية محارق النفايات الطبية، وتوفير مخزون كاف من الأكسجين الطبي، ووقود الديزل وخطوط التغذية البديلة لمعالجة مشكلة انقطاع الكهرباء لتشغيل المولدات، موجها تعليماته لمركز الرصد والتقصي بأهمية الجاهزية وعدم التهاون لمواجهة هذا الوباء العالمي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».