«رائعة بشكل مذهل»... فاوتشي يشيد بنتيجة لقاح «موديرنا» ضد كورونا

شركة «موديرنا» الأميركية تعلن أن لقاحها التجريبي المضادّ لـ«كوفيد - 19» فعّال بنسبة تقارب 95 % (رويترز)
شركة «موديرنا» الأميركية تعلن أن لقاحها التجريبي المضادّ لـ«كوفيد - 19» فعّال بنسبة تقارب 95 % (رويترز)
TT

«رائعة بشكل مذهل»... فاوتشي يشيد بنتيجة لقاح «موديرنا» ضد كورونا

شركة «موديرنا» الأميركية تعلن أن لقاحها التجريبي المضادّ لـ«كوفيد - 19» فعّال بنسبة تقارب 95 % (رويترز)
شركة «موديرنا» الأميركية تعلن أن لقاحها التجريبي المضادّ لـ«كوفيد - 19» فعّال بنسبة تقارب 95 % (رويترز)

رحّب مدير المعهد الأميركي للأمراض المُعدية الطبيب أنطوني فاوتشي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بإعلان شركة «موديرنا» الأميركية أنّ لقاحها التجريبي المضادّ لـ«كوفيد - 19» فعّال بنسبة تقارب 95 في المائة في مكافحة الفيروس.
وقال فاوتشي، عضو الخلية الرئاسية لمكافحة فيروس كورونا: «يجب أن أعترف بأنني كنت سأكون راضياً بنسبة فاعلية 70 في المائة أو على الأكثر 75 في المائة».
وأكد أن «فكرة امتلاكنا لقاحاً فعّالاً بنسبة 94.5 في المائة رائعة بشكل مذهل»، مضيفاً: «هذه نتيجة مذهلة حقاً، لا أظن أنّ أحداً كان يتوقّع أن تكون جيّدة إلى هذا الحدّ».
ويدير فاوتشي المعهد الأميركي للأمراض المُعدية الذي انكبّ على تطوير لقاح لـ«كوفيد - 19» منذ يناير (كانون الثاني) بعيد نشر السلطات الصينية التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجدّ.
ويرتكز لقاح «موديرنا» على تكنولوجيا حديثة تقوم على إدخال تعليمات وراثية إلى الخلايا البشرية لتحفيزها على إنتاج بروتين مطابق لبروتين فيروس «كوفيد - 19» وإحداث استجابة مناعية ضدّ هذا البروتين.
ووفقاً لفاوتشي، فإنّ «كثيراً من الناس كانت لديهم تحفّظات» على هذه التكنولوجيا «التي لم تكن قد اختبرت بعد وأثبتت فاعليتها»، مشيراً إلى أنّ «البعض انتقدنا على ذلك».
والنتيجة التي توصلت إليها شركة «موديرنا» تعني أن خطر الإصابة بـ«كوفيد - 19» تقلّص بنسبة 94.5 في المائة بين مجموعة الأشخاص الذين تلقوا علاجاً وهمياً ومجموعة المتطوعين الذي تلقوا اللقاح خلال التجربة السريرية واسعة النطاق التي تجري حالياً في الولايات المتحدة وتضمّ 30 ألف شخص، بحسب تحليل أولى الحالات. وفي هذا السياق، أُصيب 90 مشاركاً من مجموعة الأشخاص الذين تلقوا الدواء الوهمي بـ«كوفيد - 19»، في مقابل 5 فقط في المجموعة التي تلقت اللقاح.
وتابع فاوتشي: «سُجّلت 11 إصابة خطيرة، لا إصابات (خطيرة) في المجموعة التي تلقت اللقاح، 11 فقط في المجموعة التي تلقت دواءً وهمياً. إذن فإن ذلك يحسم مسألة معرفة ما إذا كان (اللقاح) يساعد في الوقاية من الأشكال الخطرة للمرض. هذه هي الحال قطعاً».
ولا تزال مدة الحماية التي يمنحها اللقاح مجهولة. وقال فاوتشي إنه «واثق» من أن هذه المدة ستكون طويلة، لكن «لا نعرف ما إذا كانت عاماً أو عامين أو ثلاثة أعوام أو خمسة أعوام، لا نعرف».
وإذا ثبت مستوى الفاعلية المسجل في التجربة السريرية على مستوى السكان بصورة إجمالية، فسيكون أحد أكثر اللقاحات فاعلية في العالم، وشبيهاً باللقاح ضد الحصبة الفعال بنسبة 97 في المائة على جرعتين، وأفضل من اللقاحات ضد الإنفلونزا (بين 19 في المائة و60 في المائة بالسنوات العشر الأخيرة)، وفق المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وكان تحالف شركتي «فايزر» الأميركية و«بايونتيك» الألمانية أعلن الأسبوع الماضي، أنّ لقاحه التجريبي المضادّ لـ«كوفيد - 19» الذي يستند إلى التكنولوجيا نفسها أثبت فاعلية بنسبة 90 في المائة في منع الإصابة بالفيروس الفتّاك.
وتؤكّد هاتان النتيجتان، في نظر فاوتشي، سلامة هذه التكنولوجيا، لأنّ «البيانات واضحة».
وأضاف: «أظن أنّه عندما يكون لدينا لقاحان مثل هذين اللقاحين اللذين أثبتا فاعليتهما بنسبة تزيد على 90 في المائة» لا تعود التكنولوجيا مضطرّة «لأن تقدّم مزيداً من الإثباتات».
غير أنّ الطبيب المرموق حذّر من أنّ «الطريق لا تزال طويلة أمامنا»، مشيراً خصوصاً إلى الصعوبات اللوجيستية التي تعترض عملية نقل جرعات اللقاح، ومبدياً قلقه العميق من الثقافة المناهضة للقاحات التي تسود في أوساط شريحة واسعة من سكان الولايات المتحدة، أكثر الدول تضرراً من الوباء في العالم.
وقال: «ثمة شعور واسع مناهض للقاحات في هذا البلد. يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه وإقناع الناس بالتلقيح، إذ لا نفع لأي لقاح عالي الفاعلية إذا لم يتم تحصين أحد به».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.