«القاهرة السينمائي» يستعد لإطلاق دورته الـ42 وسط إجراءات استثنائية

سوكوروف رئيساً لتحكيم المسابقة الدولية

«القاهرة السينمائي» يستعد لإطلاق دورته الـ42 وسط إجراءات استثنائية
TT

«القاهرة السينمائي» يستعد لإطلاق دورته الـ42 وسط إجراءات استثنائية

«القاهرة السينمائي» يستعد لإطلاق دورته الـ42 وسط إجراءات استثنائية

كشف مهرجان القاهرة السينمائي عن اختيار المخرج الروسي أليكساندر سوكوروف رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية وتضم قائمة الأعضاء كلاً من الفنانة لبلبة والمنتج غابي خوري من مصر، والمخرجة نجوي نجار من فلسطين، ونايان جونز أليز من المكسيك، وبرهان قرباني من ألمانيا، وكريم إينور من البرازيل.
وأكد محمد حفظي، رئيس المهرجان، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن المهرجان الذي يعقد في الفترة (2 - 10 ديسمبر (كانون الأول) 2020)، ليس فقط في ظروف استثنائية، بل يواجه تحديات كبيرة، ودورنا في «القاهرة السينمائي» أن نستمر وأن نقيم الدورة الـ42 بالتحدي نفسه، مشيراً إلى أنه لم يكن المهرجان ليقام من دون دعم من وزارة الثقافة والرعاة الأساسيين.
وأعلن عمر قاسم، المدير التنفيذي للمهرجان، عن حزمة إجراءات احترازية من خلال بروتوكول «كوفيد - 19»؛ إذ سيقدم دعماً طبياً لضيوف المهرجان داخل فندق إقامتهم، وسيجرى اختبار لكل ضيوف حفل الافتتاح، وسيكون ذلك اختيارياً للأجانب وإلزامياً للصحافة، ويقيم المهرجان مسرحاً مفتوحاً ببهو الأوبرا لإقامة حفل الافتتاح والسجادة الحمراء.
وكشف رئيس المهرجان حفظي، عن بوستر الدورة الحالية المستوحى من أسطورة إيزيس وأوزوريس وتظهر خلاله إيزيس حاملة الهرم الذهبي، وأعلن حفظي عن تكريم الكاتب البريطاني كريستوفر هامبتون ومنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لمسيرته المهنية الممتدة، وهي الجائزة نفسها التي قرر المهرجان منحها للكاتب وحيد حامد، ومنح جائزة فاتن حمامة للتميز للممثلة منى ذكي، التي تُمنح لمبدعين تمكنوا في سن مبكرة نسبياً من تحقيق إنجاز سينمائي ملموس.
وتشهد الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي (2 - 10 ديسمبر 2020) مشاركة 48 دولة وعرض 83 فيلماً، منها 67 فيلماً طويلاً، و17 فيلماً قصيراً، من بينها 13 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و7 أفلام في عروضها الدولية الأولى، و52 فيلماً في عرضها الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تشارك السينما المصرية لأول مرة بعشرة أفلام في مسابقات المهرجان المختلفة.
وأعلن الناقد أندرو محسن، منسق المكتب الفني للمهرجان، أن المسابقة الدولية للمهرجان يشارك بها 15 فيلماً من إنتاج 2020، من بينها ثلاثة أفلام مصرية، هي «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس، و«عاش يا كابتن» إخراج مي زايد، و«عنها» إخراج إسلام العزازي، كما يشارك من فلسطين فيلم «غزة مونامور» من إخراج الشقيقين عرب ناصر وطرزان ناصر.
وفي مسابقة «آفاق السينما العربية»، أكد الناقد رامي عبد الرازق، أن عروض المسابقة تفتتح بالفيلم السعودي «حد الطار» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، وأشاد عبد الرازق بتطور حركة السينما في السعودية، كما تشارك أفلام «تحت السماوات والأرض» إخراج روى عريضة، و«نحن من هناك» إخراج وسام طانيوس، والفيلمان من إنتاج فرنسا ولبنان، والفيلم المصري «ع السلم» لنسرين الزيات. والفيلمان المغربيان «خريف التفاح» لمحمد مفتكر، و«ميلوديا المورفين» لهشام أمل. بينما يشارك في مسابقة أسبوع النقاد الدولي سبعة أفلام، ويشارك في مسابقة «سينما الغد» الدولية للأفلام القصيرة 17 فيلماً.
وأكد الناقد أسامة عبد الفتاح، أن مسابقة أسبوع النقاد الدولي تشهد مشاركة 7 أفلام تمثل التجربة الأولى أو الثانية لمخرجيها، وتحظى بتنوع كبير في الأفلام، في حين تشهد مسابقة «سينما الغد» مشاركة 17 فيلماً، وأشار الناقد أندرو محسن إلى أنه سيتاح للمهرجان لأول مرة ترشيح الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم لمسابقة الأوسكار.
ويحتفي مهرجان القاهرة بمئوية ميلاد المخرج الإيطالي فيديريكو فليني، أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما، حيث يقيم معرضاً خاصاً لكواليس أفلامه للمصور الإيطالي الكبير ميمو كاتارنيتش بالتعاون مع السفارة الإيطالية في القاهرة، كما يعرض خلالها الفيلم الوثائقي «أرواح فليني» من إخراج سيلما ديلوليو، ويعد الفيلم محاولة جديدة للكشف عن بعض أسرار أعمال فليني الخالدة، كما يعرض في إطار الاحتفالية النسخ المرممة لأربعة من أشهر أفلامه هي: «ليالي كابيريا» (1957)، و«الحياة الحلوة» (1960)، و«8.5» (1963)، و«أرواح جولييت» (1965).
واستحدث المهرجان في دورته الـ42 ثلاث جوائز نقدية، الجائزة الأولى تقدمها منصة watch it للفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير بمسابقة «سينما الغد»، وجائزة ثانية تقدمها اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية لأفضل فيلم يعالج قضايا الاتجار بالبشر، أما الجائزة الثالثة فهي جائزة nut لأفضل فيلم يمثل المرأة، مقدمة من صندوق مشاريع المرأة العربية.
ويواصل القاهرة السينمائي عقد منتدى «أيام القاهرة لصناعة السينما» في نسخته الثالثة التي تقام في الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر بالشراكة مع مركز السينما العربية، حيث يلتقي أهم العاملين في صناعة السينما والتلفزيون من أجل إتاحة الفرصة للقاءات وفرص التعاون المحتملة مع صناع الأفلام والتلفزيون.
ويقام على هامش المهرجان «ملتقى القاهرة السينمائي» في نسخته السابعة، ويقدم جوائز للأفلام الفائزة تصل إلى 250 ألف دولار، ويتنافس على جوائزه 15 مشروعاً عربياً، من بينها الفيلم الطويل «أسطورة زينب ونوح» للمخرج يسري نصر الله، والفيلم الوثائقي في مرحلة التطوير «بنات ألفة» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وتضم لجنة التحكيم كلاً من المخرج أبو بكر شوقي، الممثلة الأردنية صبا مبارك، المنتجة المغربية لمياء الشرابي.
وتشهد هذه الدورة مشاركة سبعة أفلام ضمن عروض منتصف الليل سبعة أفلام هي «تيدي» من فرنسا، و«حقيقة» من كندا، و«سكون» من ألمانيا، و«طفل» من إسبانيا، و«عرض ثانوي» من المملكة المتحدة، و«عمار» من مصر، و«وحوش تتشبث في القش» من كوريا الجنوبية.
وتنطلق ورشة «نجوم الغد من العرب» بالاشتراك مع «سكرين إنترناشيونال» وبرعاية «إم بي سي»؛ بهدف الاحتفاء بالمواهب العربية وإلقاء الضوء على نجوم المستقبل من الممثلين والمؤلفين والمخرجين الذين يُحضّرون ليتركوا بصمتهم في صناعة السينما الدولية على مدار السنوات المقبلة، ويتم اختيار خمس مواهب يعلن عنها ضمن برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)