حرب إثيوبيا تطرق أبواب إريتريا

استنكار أميركي لاستهداف تيغراي أسمرة... واللاجئون يتجاوزون 20 ألفاً

لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)
لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)
TT

حرب إثيوبيا تطرق أبواب إريتريا

لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)
لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)

طرقت الحرب الأهلية المندلعة في إثيوبيا بين السلطات المركزية وإقليم تيغراي الحدودي، أبواب إريتريا المجاورة، بعد تأكيد زعيم الإقليم، دبرصيون غبراميكائيل، استهداف مطار أسمرة بالصواريخ، ما ينذر بتصعيد كبير في الحرب يوسع نطاقها إقليمياً في منطقة القرن الأفريقي.
وقال دبرصيون إن قواته تتعرض لهجوم «على جبهات عدة»، متهماً إريتريا المجاورة بإرسال دبابات وقوات بالآلاف إلى داخل تيغراي دعماً لهجوم الحكومة الإثيوبية. وأضاف: «تهاجمنا بلادنا بالاستعانة بدولة أجنبية هي إريتريا. (إنها) خيانة!»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز».
ومع تقييد الوصول إلى الإقليم، وانقطاع معظم الاتصالات فيه، يصعب التحقق من تأكيدات كل طرف بخصوص الصراع المستمر منذ 12 يوماً.
وفيما بدا رداً ضمنياً على اتهامات دبرصيون، كتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على «تويتر»، أمس، إن إثيوبيا قادرة على تحقيق أهدافها في تيغراي «بنفسها». وقال إن العمليات العسكرية «تسير بشكل جيد»، وإن بلاده «ستنتصر» من دون مساعدة خارجية. وأوضح أن «إثيوبيا أكثر من قادرة على تحقيق أهداف العملية بنفسها».
وكان أبي قد شرع في الحملة العسكرية على تيغراي في الرابع من الشهر الحالي، بعدما اتهم القوات المحلية بمهاجمة قوات اتحادية متمركزة في الإقليم الشمالي الذي يقع على الحدود مع إريتريا والسودان، ويسكنه زهاء خمسة ملايين نسمة من عرقية تيغراي التي كانت مهيمنة على السلطة قبل أن يقصيها وصول أبي أحمد المتحدر من عرقية الأمهرة للحكم في 2018.
وتسبب الصراع في مقتل المئات على الجانبين، وفرار آلاف إلى السودان، كما أنه يهدد بزعزعة استقرار مناطق أُخرى في إثيوبيا والقرن الأفريقي. وكانت مجموعة الأزمات الدولية حذرت غداة بدء أديس أبابا الهجوم قبل أقل من أسبوعين، من أن أي مشاركة لإريتريا في الصراع قد تجر السودان بدوره أيضاً.
ودشنت مصر والسوان تدريبات عسكرية مشتركة، أول من أمس، وفقاً لوزارة الدفاع المصرية. ويعمد البلدان إلى تعزيز علاقاتهما وسط نزاع مع إثيوبيا بشأن «سد النهضة» الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، متجاهلة مطالب مصرية وسودانية بتنظيم تشغيله.
وقال الأستاذ بمعهد الجامعة الأوروبية مهاري تاديلي ميرو، إن الصراع من شأنه أن «يحول القرن الأفريقي إلى ساحة دولية للحرب... ويغير طبيعة وشروط الحروب بالوكالة المندلعة بالفعل» في المنطقة من خلال اجتذاب القوى الإقليمية المتنافسة.
وخاضت إريتريا وإثيوبيا حرباً مدمرة من عام 1998 إلى عام 2000. وفاز أبي بجائزة نوبل للسلام في 2019 لتوصله إلى سلام مع إريتريا التي لا تزال حكومتها معادية لقيادة إقليم تيغراي بسبب دورها الكبير في تلك الحرب. ونفى وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد الاتهامات باستهداف تيغراي، قائلاً لـ«رويترز»: «لسنا طرفاً في الصراع».
وتحدث خمسة دبلوماسيين إقليميين عن إطلاق ثلاثة صواريخ على الأقل من إثيوبيا على العاصمة الإريترية مساء السبت، وقال ثلاثة من الدبلوماسيين إن اثنين على الأقل من تلك الصواريخ سقطا على مطار أسمرة.
وانقطعت خطوط الهاتف إلى إريتريا، في أعقاب أنباء الهجمات الصاروخية، أول من أمس (السبت). وقال دبلوماسي قبل وقت قصير من انقطاع الاتصالات إن سكان أسمرة تحدثوا عن انقطاع الكهرباء، وقالوا إن البعض يغادر المدينة خوفاً مما قد يحدث.
واتهم دبرصيون إريتريا بأنها «أرسلت 16 فرقة إلى إثيوبيا»، لكنه لم يقدم تقديراً لحجم القوات التي يعتقد أنها أرسلتها. ولدى إريتريا جيش نظامي ضخم تقدره وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بنحو 200 ألف فرد.
وندد مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، أمس، بالهجمات التي شنها إقليم تيغراي الإثيوبية المتمردة على إريتريا المجاورة. وقال تيبور ناجي على «تويتر»: «تستنكر الولايات المتحدة بشدة الهجمات غير المبررة التي شنتها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على إريتريا ومحاولاتها لتدويل الصراع في تيغراي». وأضاف: «نواصل الدعوة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وتهدئة التوتر واستعادة السلام».
وقال العديد من اللاجئين الإثيوبيين الذين وصلوا إلى بلدة حمداييت السودانية، أول من أمس (السبت)، إن إريتريا قصفت مناطقهم. ولم يتسنّ التحقق من صحة ذلك. وقال اللاجئ ناكسيام غورو (22 عاماً) الذي يعيش قرب الحدود: «تعرضنا لقصف بالمدفعية من ‬ناحية الحدود الإريترية. رأيت أناساً يُقتلون في الشوارع».‭
وأشارت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، إلى أن 20 ألف إثيوبي على الأقل عبروا الحدود إلى السودان. وتحاول المنظمة الدولية ووكالات إغاثة محلية مساعدة اللاجئين الذين يصلون من دون متاع أو مؤن تُذكَر.
وامتد القتال أيضاً لولاية أمهرة الإثيوبية التي تقاتل قواتها إلى جانب القوات الاتحادية في تيغراي. وأُطلقت صواريخ على مطارين في أمهرة في وقت متأخر يوم الجمعة، قالت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» إنها رد على الضربات الجوية الحكومية على منطقتها.
وقال الخبير في شؤون القرن الأفريقي في معهد العلوم الفرنسية رولاند مارشال إنّ «جبهة تحرير شعب تيغراي» تسعى على الأرجح إلى «تدويل الحرب» لاجتذاب تدخل خارجي وإثارة المشاعر القومية التي تعتقد أنها ستعمل لصالحها. وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «توريط إريتريا العدو التاريخي قد يبرر مقدماً تكلفة الحرب على السكان المدنيين» في تيغراي.
وقالت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، أمس، إن مسلحين قتلوا 34 شخصاً على الأقل في هجوم على حافلة في غرب البلاد مساء السبت وسط مخاوف متنامية من فراغ أمني على ضوء الحملة العسكرية في الشمال. وأضافت اللجنة أن عدد القتلى سيزيد على الأرجح بعد ما وصفته بهجوم «مروع» على حافلة ركاب في منطقة بني شنقول - قمز.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.