بدء سباق أوسكار أفضل فيلم عالمي

عملان فلسطيني وجزائري ضمن المنافسة

«هليوبوليس» (الجزائر)
«هليوبوليس» (الجزائر)
TT

بدء سباق أوسكار أفضل فيلم عالمي

«هليوبوليس» (الجزائر)
«هليوبوليس» (الجزائر)

تطمح أكاديمية العلوم والفنون السينمائية أن تُقيم حفلها الثالث والتسعين في موعدها الجديد في 25 أبريل (نيسان)، السنة المقبلة.
موعد جديد، لأن حفل الأوسكار درج على موعد ثابت يكمن في الأسبوع الأخير من شهر فبراير (شباط)؛ لكن بسبب «كورونا» وحاجة الإنتاجات الجديدة للوقت الكافي لتُنجز وتُعرض، أوجل حفل السنة الجارية (فقط هذه السنة كما يؤمل).
وفي حين من المبكر جداً معرفة الأفلام الأميركية والناطقة بالإنجليزية التي ستتنافس وصانعوها على الأوسكارات العديدة التي تنتظرها، ليس مبكراً على الإطلاق معرفة الأفلام العالمية التي ستتوجه لخوض مسابقة أفضل فيلم أجنبي.
حالياً، وحتى أسابيع طويلة قبل انتهاء المدة المقررة لتقديم الطلبات، هناك ما لا يقل عن 47 فيلماً رُشحت لدخول النطاق الأول من المسابقة، ذاك الذي تُسارع الدول المختلفة على إرسال مقترحاتها التي تطالعها اللجنة المتخصصة وتختار منها مجموعة محدودة (10 أفلام في «شورت ليست») في التاسع من فبراير. ومن هذه القائمة يُنتخب خمسة هي التي ستتنافس فعلياً على سباق الأوسكار في هذا المجال.
أفلام آسيوية
الأفلام الأجنبية المرسلة عليها أن تكون وُزعت في بلدانها ما بين الأول من أكتوبر (تشرين الأول) والحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) هذا العام (تم التمديد لشهرين).
طبعاً على الأفلام المرشحة لهذا السباق المهم أن تكون من إنتاج غير أميركي، وأن تكون ناطقة بلغة غير إنجليزية. إذا ما كان الفيلم يحتوي على حوار أو تعليق إنجليزي، فإن هذا يجب أن يبقى محدوداً (بمقدار لا يزيد عن الثلث).
دولتان عربيتان بعثتا بترشيحاتهما حتى الآن هما الجزائر وفلسطين.
بالنسبة للجزائر، ما زالت الدولة العربية الوحيدة التي فازت بالأوسكار، وذلك عندما أنتجت وشاركت بفيلم «Z» الذي أخرجه كوستا غافراس (إنتاج 1969 وفاز سنة 1970). كذلك هي الدولة العربية الوحيدة التي فاز لها فيلم بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» (سنة 1975 بفيلم «مفكرة سنوات الجمر»).
هذا العام تشترك (وللمرة الخامسة منذ «Z») بفيلم «هليوبوليس» لجعفر قاسم، ويدور حول أحداث فعلية وقعت سنة 1945، عندما تصدت القوات الفرنسية لمظاهرة انطلقت سلمية مطالبة بالاستقلال وفتحت النار على المتظاهرين.
الفيلم الفلسطيني هو «غزة حبي» (Gaza mon amour) للأخوين عرب وطارزان ناصر. الفيلم الذي شوهد في مهرجان فينيسيا الأخير يتولى الحديث عن صياد فلسطيني متقدم في السن اصطاد تمثالاً أثرياً أخفاه في منزله إلى أن داهمه البوليس الفلسطيني وقاده للتحقيق. خلال ذلك، هناك قصة حب تبدأ من طرف الصياد (سليم ضو) وتنتهي بابتسامة المرأة التي أحب (هيام عباس).
هناك ثماني دول آسيوية أخرى جاهزة لدخول المعترك.
من اليابان «أمهات حقيقيات» لناوومي كاواس، وهو دراما عن أم شابة تطالب باستعادة طفلها من الأم التي تبنته. ومن له الحق الأول في هذا الطفل؛ لكنه أقل أفلام كاواس إجادة فنية.
من ماليزيا «روح»، وهو فيلم رعب لمخرج لم يسبق له أن أنجز أعمالاً من قبل، اسمه أمير إزوان. هذه هي المرة السادسة التي تدخل فيها ماليزيا سباق الأوسكار.
سنغافورة لديها موعد مع «فصل مبلل» (Wet Season) ، وهي المرة الرابعة عشرة التي ترسل فيها فيلماً لها من دون أن تحظى بدخول الترشيحات. هذا الفيلم من مخرج واعد كان فاز بالكاميرا الذهبية سنة 2013 عن فيلمه الأول «إيلو إيلو» اسمه أنطوني تشن.
من تايوان «شمس» لتشن مونغ – هونغ، وهو حكاية ذات نظرة تاريخية لأيام ما كانت البلاد ما زالت تعيش في كنف الشيوعية الماوية، وكيف كان يُختار المواطنون الشبان لدخول معسكرات تأهيل صارمة.
من كوريا الجنوبية «الرجل التالي» (The Man Standing Next) الذي يتناول حقبة سياسية في تاريخ البلاد حين نُفذت عملية اغتيال رئيس البلاد بتخطيط من المخابرات الكورية الجنوبية وموافقة الإدارة الأميركية.
وكانت كوريا الجنوبية خرجت بأربعة أوسكارات في العام الماضي: أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي وأفضل إخراج وأفضل سيناريو مكتوب خصيصاً.
باقي الأفلام الآسيوية قادمة من مملكة بوتان «ثرثرة في الصف» لباوو شيونينغ دورجي، وإندونيسيا (بعنوان Impetigore) ، وإيران «أطفال الشمس» لماجد مجيدي.
في المستقبل القريب
أربع وعشرون دولة أوروبية اختارت أفلامها حتى الآن.
هناك دراما اجتماعية في الترشيح الألباني «باب مفتوح» لفلورنس باباس: أم ألبانية تبحث عن رجل يتزوج من شقيقتها الحامل درءاً للفضيحة.
دراما أخرى تتمثل في الفيلم النمساوي «ما أردناه» (What We Wanted) لأولريك كولفر عن زوجين يمضيان عطلة تنقلب إلى كابوس عاطفي.
فيلم ياسميلا زبانيتش «كيو فاديس، عايدة؟» عن المذبحة التي ارتكبتها القوات الصربية بحق مواطنين بوسنيين عزل عام 1995، هو من أقوى الأفلام الأوروبية صنعاً وحظاً لدخول الترشيحات الرسمية.
فنياً، ومن بين ما شاهدته من أفلام واردة هنا، فإن الفيلم الأوكراني «أتلانتيس» من أهم ما لدى السينما الأوروبية توفيره. «أتلانتيس» ينقل الحياة الداكنة لرجل ولمجتمع في مستقبل قريب لا أمل فيه لأي منهما في تجاوز المحن المتوارثة.
الفيلم اليوناني «تفاح» مستقبلي أيضاً، ويدور حول وباء يفقد الناس ذاكرتهم ومحاولة الناجين منهم إعادة تركيب ذاكرة جديدة لمن يريد الخروج من حالة الجمود تلك. أخرجه كريستوس نايكو وشهد عرضه العالمي الأول في تظاهرة «آفاق» في مهرجان فينيسيا هذه السنة.
هناك أيضاً «الخندق اللامتناه» الآتي من إسبانيا الذي سبق له وحاز جوائز إسبانية في مطلع هذا العام. ويدور حول الحرب الأهلية في إسبانيا. الدول الأوروبية الأخرى التي تقدمت بأفلامها هي بلجيكا، وبلغاريا، وكرواتيا، وتشيك وريبابلك، واستونيا، وجورجيا، وألمانيا، وكوسوفو، ولوكسمبرغ، والنرويج، وهولاندا، وبولندا، ورومانيا، وتركيا، وسلوفاكيا، وسلوفانيا، والسويد، وسويسرا، وإسرائيل الممثلة بفيلم عنوانه «آسيا» لروثي بريبار حول أم وابنتها المراهقة التي تقع مريضة ما يساعد في التحام العاطفة المتأزمة بينهما.
روسيا تتقدم بفيلم يستحق الدخول في الترشيحات الرسمية (إن لم نقل الفوز بها) هو «الرفاق الأعزاء» لأندريه كونتشالوفسكي عن مذبحة (أخرى) نفذتها قوات الأمن الروسية ضد متظاهرين من العمال الذين ثاروا، خلال الحكم الشيوعي، مطالبين برفع الأجور.
حكايات أفريقية
لجانب الجزائر هناك، وحتى الآن، ثلاثة أفلام أفريقية أخرى هي «ليلة الملوك» لفيليب لاكوت. حكاية شاب طُلب منه سرد حكايات داخل سجن محكم طوال الليل مقابل الإفراج عنه. من ليسوثو «هذا ليس دفناً، إنه انبعاث» عن تلك المرأة العجوز التي تقاوم محاولة السلطات بناء سدٍ قد يهدم الحياة في قريتها. الفيلم من إخراج ليموهانغ موسيس.
الدولة الأفريقية الرابعة في هذا التعداد هي كينيا التي توفر للأوسكار فيلم «الرسالة» (The Letter) عن شاب يعود لقريته في محاولة لإنقاذ والده من تهمة الشعوذة.
أما دول القارة الأميركية التي تشارك حتى الآن، فهي سبعة، وهي فنزويلا «ذات مرة في فنزويلا» لأنابل رودريغيس ريوس، وهو فيلم تسجيلي حول سعي مواطني بحيرة ماراكايبو للتصدي لمحاولات تصنيع تضر بالبيئة.
من بيرو «أغنية بلا عنوان»، وهو عملياً من إنتاج 2019. فيلم جيد عن أم تكتشف أن طفلها الوليد اختفى في العيادة حيث ولدته. تستعين بصحافي ليساعدها وأثناء ذلك يُكشف عن عصابة خطف أطفال تعمد إلى إنشاء عيادات وهمية.
الدول اللاتينية الأخرى التي قدمت أفلاماً حتى الآن، هي غواتيمالا وإكوادور وكوستاريكا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.