أنعش خبر تطوير لقاح فعال بنسبة 90 في المائة لمواجهة «كورونا» الشائعات المضادة للقاحات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونظريات المؤامرة التي تعزز صفوف المعارضين للتلقيح.
وأعلنت مختبرات «فايزر» الأميركية و«بايونتيك» الألمانية، عن لقاح تطورانه فعّال بنسبة 90 في المائة، كما أظهرت نتائج أولية لتجارب المرحلة الثالثة من هذا اللقاح التي تشمل أكثر من 40 ألف شخص.
يحاول التقرير التالي التعرف على أبرز هذه المزاعم الخاطئة حول لقاح «كورونا»، التي راجت الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التشكيك في فاعلية اللقاح.
بيل غيتس وتتبع البشر عبر لقاح «كورونا»
ارتبطت أبرز الشائعات حول لقاح «كورونا» بمؤسس شركة «ميكروسوفت» بيل غيتس، حيث تحوّل الرجل الذي أسس كبرى المنظمات الخيرية في مجال الصحة العامة وتطوير اللقاحات، إلى المتهم الأول من وراء حالة الوباء المنشرة في كل دول العالم.
وكانت أكثر الادعاءات انتشاراً حول الرجل هو أن الوباء هو غطاء مستتر لغيتس من أجل تمرير خطته باستخدام لقاحات «كورونا» لزرع رقائق صغيرة في أجسام البشر يتمكن من خلالها من مراقبتهم، حسب ما نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ولا يوجد أي دليل يدعم هذه المزاعم، كما أبلغت مؤسسة بيل ميليندا غيتس «بي بي سي» أن المزاعم كاذبة تماماً.
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة «YouGov» في مايو (أيار) الماضي على 1640 شخصاً أن 28 في المائة من الأميركيين يعتقدون أن غيتس أراد استخدام اللقاحات لزرع الرقائق الدقيقة في البشر - مع ارتفاع الرقم إلى 44 في المائة بين الجمهوريين.
ادعاءات «تغيير الحمض النووي»
أحد الادعاءات الخاطئة التي حققت انتشارا واسعاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هو الزعم بأن اللقاحات تغير الحمض النووي (الذي يحمل الصفات الوراثية).
وحذرت مراسلة البيت الأبيض لموقع «نسوز ماكس»، المؤيد لترمب، التي يتابع صفحتها على «تويتر» نحو 264 ألف متابع، من لقاح شركة «فايزر»، وقالت في تغريدة على حسابها «إن اللقاح يعبث بالحمض النووي». وسألت هيئة الإذاعة البريطانية ثلاثة علماء مستقلين عن هذا الأمر. قالوا إن لقاح الفيروس التاجي لن يغير الحمض النووي البشري.
وقالت ميشيل روبرت محررة شؤون الصحة بموقع «بي بي سي» الإلكتروني، إن «اللقاحات الجديدة تخضع لاختبارات صارمة للتحقق من سلامتها قبل أن يُنصح باستخدامها على نطاق واسع».
الآثار الجانبية
كان آخر الادعاءات حول لقاح شركة «فايزر» الأميركية ما زعمته المراسلة الصحافية روبنسون من أن 75 في المائة من المتطوعين في تجربة اللقاح تعرضوا لأعراض جانبية، بينما أكدت «فايزر» الأميركية و«بايونتيك» الألمانية على سلامة اللقاح خلال إجراء التجارب السريرية على الآلاف.
وقالت الدكتورة بيني وارد، الأستاذة الزائرة في «كينجز كوليدج» لندن، «مثل كل اللقاحات، يمكن أن يتسبب هذا اللقاح في آثار جانبية قصيرة العمر، بما في ذلك الألم في موقع الحقن والحمى وآلام العضلات والصداع والتعب».
وأضافت الأكاديمية البريطانية أن هذه الآثار الجانبية يعاني منها أيضاً عدد كبير من الأشخاص الذين يتلقون التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا، مؤكدة أن هذه الآثار عادة ما تكون «خفيفة»، وتزول بعد يومين على الأكثر، ويمكن تخفيفها باستخدام «الباراسيتامول» أو «الإيبوبروفين».