مخاوف من انتعاش أوروبي غير مستقر

تراجع غير متوقع لصناعة منطقة اليورو

مخاوف من انتعاش أوروبي غير مستقر
TT

مخاوف من انتعاش أوروبي غير مستقر

مخاوف من انتعاش أوروبي غير مستقر

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن صانعي السياسة سيركزون على مشتريات السندات الطارئة والقروض طويلة الأجل في الحزمة التالية من التحفيز، واستبعاد تخفيضات أسعار الفائدة كطريقة لمساعدة الاقتصاد.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن لاغارد قولها مساء الأربعاء: «في حين أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، فقد أثبت برنامج الشراء الطارئ لمواجهة تداعيات جائحة (كورونا) وعمليات إعادة التمويل الموجهة طويلة الأجل فاعليتها... ولذلك فمن المرجح أن تظل الأدوات الرئيسية لتعديل سياستنا النقدية».
وكانت الآفاق الاقتصادية لمنطقة اليورو قاتمة بدرجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة، حيث أجبرت حالات الإصابة القياسية الجديدة بفيروس «كورونا» في جميع أنحاء المنطقة الحكومات على إعادة فرض قيود على الأنشطة. وقد تسبب انتعاش أقوى من المتوقع خلال أشهر الصيف في كساد مزدوج محتمل، وحذرت لاغارد من أن أي انتعاش في المستقبل من المرجح أن يكون غير مستقر.
وفي غضون ذلك، تراجع الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو على نحو غير متوقع في سبتمبر (أيلول) الماضي لعوامل أهمها انخفاض حاد في إنتاج السلع الاستهلاكية المعمرة، مما يعد مؤشرا سلبيا على ربع بدأ قويا.
وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) الخميس إن الناتج الصناعي في 19 دولة بمنطقة اليورو انخفض 0.4 في المائة على أساس شهري في سبتمبر، فيما تراجع 6.8 في المائة على أساس سنوي. ويقارن هذا مع متوسط توقعات خبراء اقتصاد في استطلاع أجرته «رويترز» بزيادة على أساس شهري نسبتها 0.7 في المائة، وانخفاض على أساس سنوي 5.8 في المائة.
وكان إنتاج السلع الاستهلاكية المعمرة، مثل أجهزة التلفزيون والغسالات، المكون الأقوى في النمو في الشهور الماضية، لكنه تراجع 5.3 في المائة في سبتمبر... وانخفض إنتاج الطاقة أيضا واحدا في المائة في ذات الشهر، لكن بقية المكونات، خاصة السلع الاستهلاكية غير المعمرة مثل الملابس، سجلت نموا بنسبة 2.1 في المائة.



عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».