تصريحات لافروف تنذر بتوتر علاقات واشنطن ـ موسكو

صورة أرشيفية للقاء جمع بايدن ولافروف في ميونيخ في فبراير 2013 (غيتي)
صورة أرشيفية للقاء جمع بايدن ولافروف في ميونيخ في فبراير 2013 (غيتي)
TT

تصريحات لافروف تنذر بتوتر علاقات واشنطن ـ موسكو

صورة أرشيفية للقاء جمع بايدن ولافروف في ميونيخ في فبراير 2013 (غيتي)
صورة أرشيفية للقاء جمع بايدن ولافروف في ميونيخ في فبراير 2013 (غيتي)

أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدلاً في الأوساط الأميركية، بعدما هاجم في مؤتمر صحافي على الإنترنت أمس النظام الانتخابي الأميركي.
وقال لافروف إن نظام الانتخابات الأميركي «عفى عليه الزمن»، ويشوه إرادة الشعب الأميركي. وتابع: «بالمقارنة مع دول أخرى مهمة في العالم، فإن النظام الانتخابي الأميركي ربما يكون الأكثر قدماً». وأوضح لافروف أن روسيا لا يمكنها أن تهنئ بايدن حتى يتم إعلان النتائج الرسمية. وقال إن «وزارة الخارجية الأميركية لم تعترف بعدُ بالانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا إلى «التحلي بالصبر حتى يتم فرز جميع الأصوات».
واكتفى «الكرملين»، الاثنين الماضي، بإصدار بيان حذر، إذ قال المتحدث دميتري بيسكوف إنه سينتظر النتائج الرسمية للانتخابات قبل التعليق على النتيجة، مشيراً إلى قيام الرئيس دونالد ترمب باتخاذ الإجراءات القانونية المتعلقة بالتصويت. وأضاف بيسكوف أن بوتين قال مراراً وتكراراً إنه مستعد للعمل مع أي زعيم أميركي، وإن روسيا تأمل في أن تقيم حواراً مع الإدارة الأميركية الجديدة وأن تجد طريقة لتطبيع العلاقات.
لكن خلال السباق الانتخابي في عام 2019، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لاحظ «خطاباً حاداً مناهضاً لروسيا» من جانب بايدن، وقال إن موسكو ستعمل مع أي رئيس أميركي، لكنه أشاد بترمب لقوله إنه يريد علاقات أفضل. وأضاف بوتين أن تعليقات بايدن على معاهدة رئيسية للحد من الأسلحة النووية شجعته. وقال الرئيس الروسي: «قال المرشح بايدن علناً إنه مستعد لتمديد معاهدة (ستارت) الجديدة أو للتوصل إلى معاهدة جديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية، وهذا عنصر خطير للغاية في تعاوننا في المستقبل». ومع اقتراب نهاية السباق الانتخابي بدا بوتين أقل ودية تجاه ترمب، وربما أكثر دفئاً مع بايدن، قائلاً إنه «لا يرى شيئاً إجرامياً في العلاقات التجارية السابقة لهنتر بايدن مع أوكرانيا أو روسيا».
وقد توترت العلاقات الأميركية - الروسية في عهد إدارة أوباما، ويرجع ذلك جزئياً إلى العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب ضمها شبه جزيرة القرم في أوكرانيا. في المقابل، شهدت العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب دفئاً خاصاً، رغم العقوبات الاقتصادية المستمرة على موسكو بسبب اتهامات التدخل في انتخابات عام 2016. بالإضافة إلى ضمها شبه جزيرة القرم، ودورها في الانتفاضة الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا.
ويتوقع محللون أن يؤدي فوز بايدن إلى زيادة التوترات بين واشنطن وموسكو، وزيادة احتمالية فرض عقوبات جديدة على روسيا، يقابله تعزيز للتعاون بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين بشأن القضايا العالمية مثل «مواجهة الصين وروسيا وتغير المناخ».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».