أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدلاً في الأوساط الأميركية، بعدما هاجم في مؤتمر صحافي على الإنترنت أمس النظام الانتخابي الأميركي.
وقال لافروف إن نظام الانتخابات الأميركي «عفى عليه الزمن»، ويشوه إرادة الشعب الأميركي. وتابع: «بالمقارنة مع دول أخرى مهمة في العالم، فإن النظام الانتخابي الأميركي ربما يكون الأكثر قدماً». وأوضح لافروف أن روسيا لا يمكنها أن تهنئ بايدن حتى يتم إعلان النتائج الرسمية. وقال إن «وزارة الخارجية الأميركية لم تعترف بعدُ بالانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا إلى «التحلي بالصبر حتى يتم فرز جميع الأصوات».
واكتفى «الكرملين»، الاثنين الماضي، بإصدار بيان حذر، إذ قال المتحدث دميتري بيسكوف إنه سينتظر النتائج الرسمية للانتخابات قبل التعليق على النتيجة، مشيراً إلى قيام الرئيس دونالد ترمب باتخاذ الإجراءات القانونية المتعلقة بالتصويت. وأضاف بيسكوف أن بوتين قال مراراً وتكراراً إنه مستعد للعمل مع أي زعيم أميركي، وإن روسيا تأمل في أن تقيم حواراً مع الإدارة الأميركية الجديدة وأن تجد طريقة لتطبيع العلاقات.
لكن خلال السباق الانتخابي في عام 2019، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لاحظ «خطاباً حاداً مناهضاً لروسيا» من جانب بايدن، وقال إن موسكو ستعمل مع أي رئيس أميركي، لكنه أشاد بترمب لقوله إنه يريد علاقات أفضل. وأضاف بوتين أن تعليقات بايدن على معاهدة رئيسية للحد من الأسلحة النووية شجعته. وقال الرئيس الروسي: «قال المرشح بايدن علناً إنه مستعد لتمديد معاهدة (ستارت) الجديدة أو للتوصل إلى معاهدة جديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية، وهذا عنصر خطير للغاية في تعاوننا في المستقبل». ومع اقتراب نهاية السباق الانتخابي بدا بوتين أقل ودية تجاه ترمب، وربما أكثر دفئاً مع بايدن، قائلاً إنه «لا يرى شيئاً إجرامياً في العلاقات التجارية السابقة لهنتر بايدن مع أوكرانيا أو روسيا».
وقد توترت العلاقات الأميركية - الروسية في عهد إدارة أوباما، ويرجع ذلك جزئياً إلى العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب ضمها شبه جزيرة القرم في أوكرانيا. في المقابل، شهدت العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب دفئاً خاصاً، رغم العقوبات الاقتصادية المستمرة على موسكو بسبب اتهامات التدخل في انتخابات عام 2016. بالإضافة إلى ضمها شبه جزيرة القرم، ودورها في الانتفاضة الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا.
ويتوقع محللون أن يؤدي فوز بايدن إلى زيادة التوترات بين واشنطن وموسكو، وزيادة احتمالية فرض عقوبات جديدة على روسيا، يقابله تعزيز للتعاون بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين بشأن القضايا العالمية مثل «مواجهة الصين وروسيا وتغير المناخ».
تصريحات لافروف تنذر بتوتر علاقات واشنطن ـ موسكو
تصريحات لافروف تنذر بتوتر علاقات واشنطن ـ موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة