تركيا تسعى لتبريد أزمة «إس 400» مع الولايات المتحدة

رفضت مجدداً موقف اليونان من تحركاتها شرق المتوسط

TT

تركيا تسعى لتبريد أزمة «إس 400» مع الولايات المتحدة

أعلنت تركيا استعدادها لتبديد المخاوف التقنية للولايات المتحدة المتعلقة بمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية «إس 400» التي اشترتها من روسيا. في الوقت الذي جددت فيه تأكيدها الاستمرار في أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط رغم الاعتراضات الإقليمية والأوروبية والدولية وهاجمت موقف اليونان من هذه الأنشطة. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده مستعدة لفتح الحوار مع واشنطن لتبديد أي مخاوف فنية فيما يتعلق بتوافق منظومة «إس400» الروسية مع مقاتلات «إف 35» أميركية الصنع التي ترغب تركيا في اقتنائها. وأضاف أكار، في كلمة خلال مناقشة ميزانية وزارة الدفاع للعام 2021 في البرلمان التركي في أنقرة أمس (الخميس)، أن تركيا ستستخدم منظومة «إس400» مثلما يستخدمها بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) منظومة «إس - 300» داخل نطاق الحلف، في إشارة إلى اليونان التي يسود علاقاتها مع تركيا توتر مزمن تصاعد مؤخرا بسبب عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط التي تعتبرها أثينا مخالفة للقانون الدولي وتعتدي على جرفها القاري.
وأوضح أكار أن شراء تركيا منظومة «إس 400» الروسية، لم يكن خيارا بالنسبة لها، بل ضرورة للحفاظ على أمن وسلامة واستقرار وسيادة البلاد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها ليست مجرد دولة تشتري مقاتلات «إف35»، بل هي شريك في صناعتها في إطار برنامج الإنتاج والتطوير المشترك الخاضع لإشراف الناتو. وكانت تركيا وقعت مع واشنطن اتفاقاً لشراء 8 مقاتلات «إف35» كجزء من صفقة عسكرية بقيمة 682 مليون دولار، غير أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الصيف الماضي أن قواتها الجوية ستشتري المقاتلات التي تم تصنيعها في الأساس لصالح تركيا، ردا على رفض تركيا التخلي عن صفقة «إس 400» مع روسيا.
ووضع القرار نهاية للتكهنات بشأن مصير المقاتلات التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، بعد استبعاد تركيا من البرنامج الخاص بإنتاجها، حيث كانت أنقرة تخطط لشراء 100 منها، وفقا لبرنامج تسليح أميركي، لكنها استبعدت منه في يوليو (تموز) 2019. بعد مضيها في تنفيذ تعاقدها مع روسيا بشأن منظومة» إس 400. كما ألغت واشنطن تدريب طيارين عسكريين أتراك على التعامل مع الطائرة وأخرجت المصانع التركية من عملية الإمداد بالأجزاء اللازمة لتصنيع الطائرة، كجزء من عقوبات تحذيرية ضد تركيا لإصرارها على الصفقة الروسية. وكانت مصانع تركية تقوم بإنتاج أكثر من 900 جزء من أجزاء المقاتلة، وتقرر نقل سلسلة الإمداد منها إلى أخرى أميركية بعد شطب الموردين الأتراك.
في الوقت ذاته، أكد أكار أن بلاده ستواصل التصدي لمحاولات حبسها في سواحلها بشرق المتوسط وبحر إيجة، مضيفا: «لا أطماع لنا في حقوق أحد ولا نسمح باغتصاب حقوقنا... نموت ولا نسمح لأحد بفرض أمر واقع علينا». في السياق ذاته، كررت وزارة الخارجية التركية انتقاداتها لليونان بسبب رفضها أنشطة المسح السيزمي التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسط، معتبرة أن بياناتها في هذا الشأن تستند إلى «مزاعم متطرفة ومخالفة للقانون الدولي والأعراف بشأن الحدود البحرية، ولا حكم ولا قيمة لها بالنسبة لتركيا». وأكدت الخارجية التركية، في بيان، أن تركيا ستواصل بكل حزم حماية حقوقها ومصالحها المشروعة وكذلك مصالح القبارصة الأتراك في شمال قبرص، داعية اليونان إلى التجاوب مع دعوات أنقرة للحوار غير المشروط بدلاً عن اتخاذ خطوات من شأنها زيادة التوتر، مثل الإدلاء بتصريحات والقيام بأنشطة عسكرية وتضليل الأطراف الأخرى واستفزاز تركيا.
ومددت تركيا، الأربعاء، مهام سفينة الأبحاث والمسح السيزمي «أوروتش رئيس» في شرق المتوسط بمنطقة تؤكد اليونان أنها ضمن جرفها القاري حتى 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بدلا عن 14 من الشهر ذاته. وتعتبر اليونان الأنشطة التركية في شرق البحر المتوسط تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليميين. وحثت وزارة خارجيتها، في بيان عقب إصدار تركيا إخطارا بحريا (نافتكس) بشأن تمديد عمل السفينة «أوروتش رئيس»، أنقرة على التراجع عن الإعلان فورا.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.