بايدن يدرس التراجع عن قرار سحب جنود أميركيين من ألمانيا

مرشحة لشغل منصب وزير الدفاع تدعم «مراجعة موقع الولايات المتحدة» في أوروبا

ميشيل فلورنوي تتحدث خلال مؤتمر بواشنطن في يناير 2017 (أ.ف.ب)
ميشيل فلورنوي تتحدث خلال مؤتمر بواشنطن في يناير 2017 (أ.ف.ب)
TT

بايدن يدرس التراجع عن قرار سحب جنود أميركيين من ألمانيا

ميشيل فلورنوي تتحدث خلال مؤتمر بواشنطن في يناير 2017 (أ.ف.ب)
ميشيل فلورنوي تتحدث خلال مؤتمر بواشنطن في يناير 2017 (أ.ف.ب)

تشير تعليقات مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب في مجال الدفاع إلى أن جو بايدن قد يعود، على الأقل جزئيا، عن قرار سحب 12 ألف جندي أميركي من ألمانيا الذي كان أعلنه دونالد ترمب سابقا.
وكانت المسؤولة الثالثة سابقا في البنتاغون ميشيل فلورنوي، التي يجري التداول باسمها لتولي حقيبة الدفاع في الإدارة الجديدة، أوحت بذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته في أغسطس (آب)، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وردا على سؤال حول مشروع الانسحاب هذا خلال منتدى «أسبن» للأمن، قالت: «إذا وصلت إدارة جديدة إلى الحكم، فإن الأمر الأول الذي ستقوم به هو إعادة النظر في موقع البلاد العسكري في العالم».
وأضافت: «آمل في ألا يتم تنفيذه بالكامل، لأنني لا أظن أنه يصب في مصلحة الولايات المتحدة الاستراتيجية وهو سيء للغاية لعلاقاتنا مع الحلف الأطلسي».
وكان وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر الذي أقاله دونالد ترمب الاثنين بشكل مفاجئ، أعلن قرار سحب 12 ألف جندي في ألمانيا في 29 يوليو (تموز). وينتشر في ألمانيا حاليا ما يقرب من 34.500 عسكري أميركي ويفترض أن يعود نحو 6400 منهم إلى الولايات المتحدة، على أن يعاد نشر 5600 آخرين في دول من حلف شمال الأطلسي، لا سيما بلجيكا وإيطاليا.
كان إسبر برر إعادة الانتشار هذه بأنها ضرورة استراتيجية، لا سيما في إطار قوة الردع في وجه روسيا، لكن سرعان ما أصدر ترمب تصريحا مناقضا قائلا إن هذا الانسحاب ناجم عن رفض ألمانيا «دفع مبلغ إضافي».
وقال الرئيس الأميركي: «لقد سئمنا من الاستخفاف بنا، نحن نخفض قواتنا لأنهم لا يدفعون. الأمر بسيط للغاية».
وقالت فلورنوي: «هذا لا معنى له». وأوضحت أن إعادة الانتشار المخطط لها «نظر إليها على أنها عقاب، ما يعزز للأسف في أوروبا خطاب هؤلاء الذين يقولون إنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة وأننا لا نعطي قيمة لحلف شمال الأطلسي».
وانتقدت كاثلين هيكس وهي مستشارة أخرى لبايدن، بشدة مشروع الانسحاب العسكري من ألمانيا الذي «يفيد خصومنا» وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي هيل» في أغسطس. وقالت هيكس، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هذه القرارات «ستؤثر على الأمن القومي وميزانية الولايات المتحدة لسنوات».
وبينما أكّد إسبر أن وحدات متناوبة تتمتع بقوة الردع نفسها ستحل مكان الجنود الأميركيين المتمركزين بشكل دائم في ألمانيا، أكدت هيكس أن هذه التحركات ستكون «كلفتها عالية».
وأضافت أن «نقل 11.900 عسكري وعائلاتهم ومعداتهم وإيجاد مساكن جديدة لإيوائهم وعملهم وتدريبهم سيكلف المزيد من المال». وعُينت كاثلين هيكس الثلاثاء على رأس الفريق الذي شكله الديمقراطيون لتنسيق الانتقال في وزارة الدفاع.
وتبدو ألمانيا التي تستقبل عددا أكبر من القوات الأميركية مقارنة مع أي دولة أوروبية أخرى، وهو إرث باق من حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في عجلة من أمرها لطي صفحة ترمب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وتطرق المسؤول الألماني المكلف العلاقات عبر الأطلسي، بيتر باير، في مقابلة مع الوكالة نفسها في سبتمبر (أيلول) إلى خطة الانسحاب العسكري الأميركي. وقال: «لا أظن أن إدارة بايدن ستعكس هذه الخطة بالكامل، لكني أشك أيضا في أنها ستتابعها بالزخم نفسه».
ولم تحدد فلورنوي ما إذا كانت تؤيد إبقاء كل القوات الأميركية في ألمانيا، لكنها درست إمكان إعادة نشر بعض القوات نحو الشرق. وقالت: «أنا أؤيد تماما مراجعة موقعنا في أوروبا وتحسينه»، مضيفة «قد نحتاج إلى نشر المزيد في دول البلطيق وبولندا ورومانيا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».