جيمس وارد: هل يستطيع أي حارس مرمى التصدي لركلاتي الحرة؟

لاعب خط وسط ساوثهامبتون والمنتخب الإنجليزي العائد للتألق بات متخصصاً في التسديدات على طريقة ديفيد بيكام

جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)
جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)
TT

جيمس وارد: هل يستطيع أي حارس مرمى التصدي لركلاتي الحرة؟

جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)
جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)

كان نجم خط وسط ساوثهامبتون، جيمس وارد، يعرف جيداً أنه سيسجل حتى قبل أن يسدد الكرة، في مباراة فريقه أمام أستون فيلا الأسبوع الماضي بالدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد كان جيمس وارد خلال مباراة الجولة السابعة للدوري الإنجليزي وراء الهدف الافتتاحي لساوثهامبتون، حيث انطلق بسرعة وأرسل كرة عرضية متقنة على رأس زميله في الفريق يانيك فيسترغارد الذي أسكنها شباك فيلا. ثم جاء الدور عليه ليضع بصمته ويهز الشباك بالتخصص من ركلة حرة مباشرة. مرة ثانية كان لدى جيمس وارد فرصة لإحراز هدف آخر، عندما حصل فريقه على ركلة حرة مباشرة على بُعد ياردة واحدة فقط من منطقة جزاء أستون فيلا.
فهل كانت الكرة من مسافة قريبة تمكنه من ممارسة هوايته المعتادة وإحراز هدف من ركلة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء؟ لقد طلب منه فيسترغارد أن يترك له الكرة لكي يسددها هو باتجاه المرمى، لكن جيمس وارد كان متردداً.
يقول جيمس وارد: «لقد استدرت نحو فيسترغارد كأنني أود أن أقول له: هل أنت متأكد من ذلك؟ انتظر قليلاً، فهذا هو الأمر الذي أمتلك فيه خبرة كبيرة!».
ويضيف: «لقد رأيت للتو الطريقة التي يقف بها الحائط البشري لأستون فيلا، والطريقة التي يقف بها حارس المرمى وقلت لفيسترغارد: لا، سوف أسددها أنا. لقد كنت واثقاً للغاية في قدرتي على التسجيل لدرجة أنني كنت أقول لنفسي: سأسجل مرة أخرى هنا. إنه لشيء رائع أن يكون لديك هذا الشعور».
هذا هو ما تبدو عليه أعلى درجات الثقة بالنفس، التي تأتي تتويجاً لسنوات من العمل الشاق في التدريبات والاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة. لقد سدد جيمس وارد الكرة من فوق الحائط البشري لتستقر في الزاوية العليا لحارس مرمى أستون فيلا الحارس إميليانو مارتينيز. وتوج جيمس وارد أداءه الرائع في هذه المباراة التي واكبت عيد ميلاده رقم 26.
وكان ساوثهامبتون متقدماً بثلاثية نظيفة قبل نهاية الشوط الأول، لكن المباراة انتهت بفوز فريقه بصعوبة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. لقد كانت المباراة التي قدم خلالها ساوثهامبتون أداء قوياً يثبت أنه الفريق الأكثر ثباتاً في المستوى على مدار الجولات الخمس الأولى من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز. وقدم جيمس وارد نفسه مستويات استثنائية خلال هذه الفترة، ونجح في تحطيم الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم مات لو تيسييه كأكثر من سجل أهدافاً لساوثهامبتون من ركلات حرة مباشرة في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بسبعة أهداف، حيث وصل رصيد أهداف جيمس وارد من الركلات الثابتة حتى الآن إلى ثمانية. لقد أحرز جيمس وارد هذه الأهداف الثمانية من 64 محاولة، بنسبة نجاح تصل إلى 13 في المائة - وهو أعلى معدل منذ أن بدأت شركة «أوبتا» في تسجيل الأرقام والإحصائيات في موسم 2003 - 2004.
ودائماً ما تستمتع جماهير كرة القدم بإحراز الأهداف من الركلات الحرة المباشرة، وهو الأمر الذي تميز به لاعبون مثل كريستيانو رونالدو، وماركوس راشفورد، وغاريث بيل، الذين لديهم قدرات هائلة في تسجيل الأهداف بشكل رائع من خلال تسديد الكرات بدقة من فوق الحائط البشري ووضعها في أماكن صعبة للغاية على حراس المرمى. لكن جيمس وارد ينتمي لـ«مدرسة ديفيد بيكام» في تسجيل الأهداف من الكرات الثابتة.
يقول اللاعب الإنجليزي الشاب عن ذلك: «لقد رأيت بعض الصور الثابتة لجسدي والطريقة التي أكون عليها عندما أسدد الكرة، وهذا الأمر أصابني بالحيرة بعض الشيء. ربما يعتقد من يرى هذه الصور أنني أضغط على جسدي وأنني لن أكون قادراً على المشي بضعة أيام إذا قمت بتنفيذ 10 ركلات حرة متتالية! لكنني قمت بتكييف جسدي على تسديد الكرات بهذه الطريقة، وأعتقد أن هذه هي التقنية التي تسمح لي بتسديد الكرة بالشكل الذي أريده. كل شخص لديه طريقة مختلفة في تسديد الكرات، وبعض اللاعبين يسددون الكرة وهم يقفون بشكل مستقيم. وأعتقد أن ماركوس راشفورد، على سبيل المثال، يقف بشكل منحنٍ تماماً على الكرة حتى يمكنه التسديد بالشكل الذي نراه».
وعندما تشاهد جيمس وارد وهو يسدد الكرات الثابتة، يكون من الصعب للغاية ألا تشعر بأنه يشبه بيكام، وهذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن لاعب ساوثهامبتون يعد القائد السابق لمانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي مثلاً أعلى بالنسبة له. ولا يزال بيكام يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز من الكرات الثابتة برصيد 18 هدفاً، يليه كل من الفرنسي تييري هنري والإيطالي جيانفرانكو زولا برصيد 12 هدفاً.
يقول جيمس وارد: «كان بيكام هو مثلي الأعلى، ليس في الكرات الثابتة فقط، ولكن في صورته العامة ككل. لقد كنت أقلده في قصات شعره، وكنت أريد أن أرتدي حذاءً مشابهاً لحذائه، وكنت أريد أن أرتدي الرقم الذي كان يرتديه. لقد كان ذلك اللاعب الذي كنت أنظر إليه بإعجاب شديد. لقد كان له تأثير هائل علي، وهو من ألهمني لتنفيذ الكرات الثابتة بهذا الشكل».
ويضيف: «لقد قال لي كثيرون إن طريقة تنفيذي للكرات الثابتة تشبه الطريقة التي كان يلعب بها بيكام، لكنني في نفس الوقت أشعر بأن هناك بعض الاختلافات بيننا. أعلم أن بيكام كان يلعب الكرة بطريقة تجعلها تغير مسارها كثيراً، كان يميل للخلف قليلاً وهو يسدد الكرات الثابتة. أما أنا فإنني أميل إلى القفز عند تسديد الكرة لكي تذهب باتجاه المرمى كما أريد. وكلما حاولت تطوير طريقة لعبي للكرات الثابتة، أجد نفسي ألعبها بالطريقة المعتادة نفسها».
وكما الحال مع بيكام، فإن جيمس وارد ينتابه إحساس بقدرته على التسجيل وهو يضع الكرة لتنفيذ الكرات الثابتة في ظل السكون الذي يسيطر على الملعب في هذه اللحظة. يقول جيمس وارد: «المباراة تتجمد لمدة دقيقة، وقد يكون هذا الأمر أكثر وضوحاً في الوقت الحالي بسبب غياب الجماهير، لأن الصمت يسيطر على الملعب تماماً. وعندما يطلق حكم المباراة صافرته، ينتظر الجميع ما سيحدث».
ودائماً ما يضع جيمس وارد الكرة وشعار الشركة الراعية - نايكي - لأعلى. ولا يعد ذلك من باب الخرافات، بل هو «محفز متعمد لذاكرة العضلات»، على حد قوله، كأنه يريد أن يقول لنفسه: «هذه ركلة حرة، وشعار شركة نايكي في هذا الاتجاه، وأنا أود أن أضع الكرة في الشباك بهذه الطريقة».
ويضيف: «أعتقد أنني بحاجة إلى شيء ثابت يساعدني في أن أكون بحالة ذهنية معينة. أنا أؤمن بذاكرة العضلات - كلما مارست نشاطاً ما، أصبح جسمك متسقاً معه. انظر إلى الضربة الخلفية الشهيرة التي ينفذها نجم التنس روجر فيدرر - عدد المرات التي يسدد فيها الكرة بهذه الطريقة - أو انظر إلى جوني ويلكينسون. لقد قرأت كتابه عن الطريقة التي يتعامل بها مع الأمور. إذا مارست كثيراً من التمارين وكررت الأمر كثيراً، فإن جسمك يتكيف تماماً مع هذا الأمر، ويتعرف على التقنية التي تريد أن تلعب بها ويحسن قدرتك على التسديد».
وكان المدير الفني السابق لساوثهامبتون، ماوريسيو بوكيتينو، هو من طلب من جيمس وارد تنفيذ الركلات الثابتة للفريق أثناء فترة الإعداد لموسم 2013، وفي ذلك الوقت كان وارد يتدرب كثيراً على كيفية تنفيذها ويجعل لها تدريبات منفردة. وفي هذه الأيام، يعطي نجم خط الوسط الأولوية للجودة على الكم، حيث يتدرب على تسديد ما يتراوح بين 10 و12 ركلة حرة مباشرة كل أسبوع. ويشعر جيمس وارد أنه من الأفضل أن يحاكي ضغوط يوم المباراة ويساعد نفسه في التطور من الناحية البدنية، لأنه «إذا قمت بتسديد الكرات مراراً وتكراراً في التدريبات، فإن هذا لن يكون فعالاً بالدرجة الكافية ولن يكون جيداً لجسدي».
ويقول جيمس وارد إنه يحلل أداء حراس المرمى، لكن الأمر يتوقف في الأساس على طريقته في تنفيذ الكرات الثابتة وشكل جسده وهو يسدد الكرة وطريقة تفكيره. يقول عن ذلك: «أنا أثق تماماً في طريقة تسديدي للكرة، وإذا وضعت الكرة في المكان الذي أريده، فلا يمكن لأي حارس مرمى إنقاذها».
ويذهب اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً إلى حد القول إنه يثق بنفسه في تنفيذ الكرات الحرة أكثر من ركلات الجزاء. وقد تنازل وارد باروز عن تنفيذ ركلات الجزاء لزميله في الفريق داني إنغز الموسم الماضي، على الرغم من أن إنغز يغيب عن الملاعب لمدة ستة أسابيع حالياً بسبب إصابته في الركبة. يقول وارد باروز: «أعتقد أن فرصتي في التسجيل من الركلة الحرة تكون أكبر من فرص التسجيل من ركلة الجزاء، لأن فرص تسجيل أو إهدار ركلة الجزاء تكون متساوية، لكن أثناء تنفيذ الركلة الحرة أشعر بأن فرصي في التسجيل أكبر من فرص الحارس في إنقاذ الكرة».
ويتحدث جيمس وارد بوضوح وقناعة، بعد أن أصبح لاعباً أقوى بعد الرحلة الطويلة التي خاضها في الملاعب منذ انضمامه إلى أكاديمية ساوثهامبتون للناشئين وهو في الثامنة من عمره. وقد مر جيمس وارد بفترة صعبة في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بعد فترة وجيزة من تولي رالف هاسينهوتل منصب المدير الفني للفريق، لكن، وكما الحال دائماً، استغل جيمس وارد هذه الفترة الصعبة للعمل بشكل أقوى.
لم يكن جيمس وارد لاعباً أساسياً في الفريق قبل وصول المدرب النمساوي هاسينهوتل، لكن الأمور وصلت إلى أدنى مستوى عندما ذهب مع الفريق لمواجهة هيديرسفيلد في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يجد نفسه مستبعداً تماماً من قائمة الفريق المكونة من 18 لاعباً.
يقول اللاعب الإنجليزي الشاب عن ذلك: «كنت أجلس في المدرجات، وأنا أتناول قطعة من الشوكولاته وكوباً من الشاي في محاولة لنسيان أحزاني، وكنت أقول لنفسي: هل مستقبلي هنا مع هذا المدير الفني؟ عندما يأتي مدير فني جديد، ينتابك شعور بأن هذه قد تكون بداية جديدة بالنسبة لك، لكن سرعان ما اتضح أن الأمور ليست كذلك».
لقد أخبره هاسينهوتل بعبارات لا لبس فيها بأنه يتعين عليه أن يبذل مجهوداً أكبر إذا كان يريد أن يلعب تحت قيادته، حيث كان المدير الفني النمساوي يريد منه أن يكون أكثر شراسة. ويتذكر جيمس وارد أنه تدخل بعنف شديد على زميله في الفريق ستيوارت أرمسترونغ في التدريبات، لأنه كان يحاول بشتى الطرق أن يثبت أنه قادر على اللعب بقوة. وقد عاد جيمس وارد إلى التشكيلة الأساسية لساوثهامبتون في نهاية ذلك الشهر، ومنذ ذلك الحين لم يغِب إلا عن مبارتين فقط في جميع المسابقات. أما هاسينهوتل، الذي كان يشير إليه بانتظام على أنه آلة لا تتوقف عن العمل، فقد منحه شارة القيادة في نهاية الموسم الماضي.
يقول جيمس وارد عن ذلك: «إنني فخور للغاية بكوني خريج أكاديمية الناشئين الذي صعد بقوة للفريق الأول، لكن هذا وحده لا يكفي. عندما تكون في خضم معركة شرسة، يجب أن يكون لديك جانب مختلف في شخصيتك عما كنت عليه وأنت تلعب في صفوف الناشئين. لقد أظهر لي هذا المدير الفني ذلك. فإذا كنت ترغب في تحقيق الفوز وأن تكون ناجحاً، فيجب أن تكون لديك ميزة مختلفة عن الآخرين».
وبعد الفوز على نيوكاسل يونايتد يوم الجمعة الماضي، أصبح ساوثهامبتون منافساً على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد حجز جيمس وارد لنفسه مكاناً في قائمة المنتخب الإنجليزي بشكل دائم خلال الموسم الحالي، ويضع نصب عينيه المشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية الصيف المقبل.
ومن المعروف للجميع أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، يولي أهمية قصوى للركلات الثابتة، والدليل على ذلك أن ستة أهداف من الأهداف الـ12 التي سجلها المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا جاءت من ركلات ركنية أو ركلات حرة، كما حصل الفريق على ركلتي جزاء بعد تنفيذ ركلات ركنية. وقد وصف ساوثغيت جيمس وارد يوم الخميس الماضي بأنه «أفضل لاعب دربته فيما يتعلق بتنفيذ الكرات الثابتة»، مع العلم بأن ساوثغيت قد لعب بجوار بيكام! وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل جيمس وارد جاهز لإحداث الفارق على أعلى مستوى؟


مقالات ذات صلة

تشكيلة إنجلترا: لي كارسلي يضم وجوهاً جديدة قبل مواجهتي اليونان

رياضة عالمية لي كارسلي مدرب منتخب إنجلترا (رويترز)

تشكيلة إنجلترا: لي كارسلي يضم وجوهاً جديدة قبل مواجهتي اليونان

انضم لويس هال، ظهير أيسر نيوكاسل، وتايلور هاروود بيليس، مدافع ساوثهامبتون، للمرة الأولى، إلى قائمة المنتخب الإنجليزي، وهي الأخيرة للمدرب المؤقت لي كارسلي.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية يتعيّن على باير ليفركوزن الفوز على مضيفه بوخوم متذيل الترتيب (أ.ب)

ليفركوزن يحتاج إلى الفوز على بوخوم المتعثر لتعزيز الثقة

يتعيّن على باير ليفركوزن الفوز على مضيفه بوخوم متذيل الترتيب بعد غد السبت، لإبقاء نفسه في المنافسة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ف.ب)

ديشان يستبعد مبابي من تشكيلة فرنسا

غاب اسم النجم كيليان مبابي عن تشكيلة منتخب فرنسا لكرة القدم التي ستواجه إسرائيل وإيطاليا في 14 و17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بدوري الأمم الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية توني كروس (د.ب.أ)

كروس: المنتخب الألماني عاد للوجود بين الفرق الكبرى

يرى توني كروس أن المنتخب الألماني عاد للوجود ضمن الفرق الكبرى في العالم، ولكنه شدد على أن من المبكر للغاية وضع آمال كبيرة على الفوز بلقب كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عالمية نقطة واحدة تفصل بين العملاقين نابولي وإنتر ميلان اللذين فازا بالنسختين الماضيتين (إ.ب.أ)

صراع صدارة الدوري الإيطالي يشتعل بين نابولي وإنتر

تفصل نقطة واحدة في صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم بين العملاقين نابولي وإنتر ميلان، اللذين فازا بالنسختين الماضيتين فيما بينهما.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.