«الجونة السينمائي» يتبرأ من مسؤولية إصابة بعض المشاركين بـ«كورونا»

مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: وفرنا كل سبل الوقاية... لكن البعض لم يلتزم بها

TT

«الجونة السينمائي» يتبرأ من مسؤولية إصابة بعض المشاركين بـ«كورونا»

تبرأ مهرجان الجونة السينمائي من إصابة بعض المشاركين في دورته الأخيرة بفيروس كورونا، ورفض اتهامه بالتسبب في تزايد حالات الإصابة بين عدد من النجوم، منتقداً «تهويل الأمور» وتحميل إدارة المهرجان المسؤولية.
وقال انتشال التميمي، مدير المهرجان، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، «هناك تهويل كبير في أرقام الإصابات المعلنة؛ ففريق عمل المهرجان مكون من 30 فرداً، ولم يصب منهم سوى فرد واحد فقط، وكان مدعو نحو 200 صحافي وإعلامي، ولم يصب منهم سوى اثنين فقط، أما باقي الأرقام فهناك تهويل كبير بشأنها لا أعلم مصدره». وأضاف «لماذا تُحمّل إدارة المهرجان مسؤولية إصابات النجوم في الأساس؟ فهناك بعض النجوم حضروا للمدينة السياحية قبل انعقاد المهرجان، وظلوا هناك أياماً عدة بعد انتهائه لحضور حفلات زفاف، ومن الوارد أن تكون الإصابة حدثت فيها».
ويستنكر التميمي توجيه الاتهامات للمهرجان الذي يرأسه قائلاً «بدلاً من الحديث عن نجاح الفعاليات السينمائية في المهرجان، نجد من يحاول بثّ السموم لاتهام إدارته بما ليس حقيقياً، بل إن الأمر أصبح غير مفهوم وغريباً، ورغم زيادة معدلات الإصابة بالوباء حول العالم، وصف البعض المهرجان بأنه بؤرة لتفشي المرض، بينما التزمنا بتطبيق الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية، وتوفير السبل كافة لمنع تفشي المرض، داخل قاعات العرض، والفعاليات الأخرى، وهنا تتوقف مسؤولية إدارة المهرجان؛ لأننا بالتأكيد لن نقف وراء كل نجم أو مدعو للتأكد من التزامه بإجراءات السلامة في غرفته أو المطعم أو المكان الذي يرتاده عموماً، كما أننا غير مسؤولين عن أي حفلات خاصة عقدها البعض وشهدت تجمعات كبيرة».
وتعرّض مهرجان الجونة إلى انتقادات حادة من قِبل بعض النقاد والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان بعض الفنانين إصابتهم بـ«كوفيد - 19» بعد مرور أيام عدة على انتهاء الدورة الرابعة منه، بينما أعلن آخرون عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن إجرائهم مسحات طبية عقب عودتهم من الجونة، وكانت النتيجة سلبية، وعلى رأسهم يسرا، وهاني رمزي، وآيتن عامر وزوجها مدير التصوير محمد عز العرب، وبشرى، رئيس العمليات التنفيذية للمهرجان.
يشار إلى أن الفنانة المصرية بسمة قد كتبت منشوراً على صفحتها على «فيسبوك» قالت فيه «لا ألوم سوى نفسي التي أهملت في ارتداء الكمامة، وتعلمت أهمية الإجراءات الاحترازية». جدير بالذكر، أنه لم يلق أي فنان من المصابين الذين شاركوا في المهرجان باللوم على إدارته خلال إعلان إصابتهم بـ«كورونا».
بدوره، حمّل الناقد السينمائي المصري خالد محمود، الفنانين المصابين بـ«كورونا» مسؤولية إصابتهم بالفيروس بسبب قلة وعيهم وعدم تمسكهم بإجراءات السلامة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «إدارة المهرجان وفّرت كل معايير السلامة والإجراءات الاحترازية؛ ففي كل مكان توافرت أكشاك لتوزيع الكمامات، ورشاشات التعقيم، وداخل قاعات العروض والفعاليات كان يُترك مسافة كرسي شاغر بين كل فرد وآخر، بجانب الحرص الدائم على قياس درجات الحرارة قبل دخول أي مكان، ولكن المشكلة الحقيقية تمثلت في عدم التزام الكثير من الرواد بإجراءات السلامة، فمثلاً كانوا يرتدون الكمامات قبل دخول قاعات العرض ويخلعونها داخلها، على الرغم من تأكيد العاملين في السينما على أهمية ارتدائها، وكذلك انتشار الحفلات الخاصة والسهرات الليلية عقب انتهاء الفعاليات، وفي اعتقادي الشخصي هذه السهرات والحفلات هي السبب المباشر لانتشار (كورونا) بين النجوم».
وقبيل أسبوع، أُعلن عن إصابة الفنانة نشوى مصطفى بـ«كورونا» ونُقلت إلى أحد مستشفيات العزل، لكنّها لم تحضر للجونة، كما كشفت الفنانة وفاء صادق عن إصابة نجلها بـ«كورونا» أثناء تواجده في الجامعة، كما أُعلن عن إصابة كلٍ من آسر ياسين، وزينب غريب، وسلمى أبو ضيف، وميس حمدان، والمصممة ريم العدل، والمطرب ويجز، والناقد السينمائي مجدي الطيب بـ«كوفيد - 19».



«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.

شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.

وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.

المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)

وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.

وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.

وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.

الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)

وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.

وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».

ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.

كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».

بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».