مدير «الصحة العالمية»: العالم سئم والفيروس لم يسأم

تيدروس أدهانوم غبريسوس
تيدروس أدهانوم غبريسوس
TT

مدير «الصحة العالمية»: العالم سئم والفيروس لم يسأم

تيدروس أدهانوم غبريسوس
تيدروس أدهانوم غبريسوس

دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، أمس، إلى مواصلة مكافحة وباء «كوفيد-19»، محذراً من أن العالم قد يكون سئم مواجهة هذه الجائحة، إلا أنها «لم تسأم هي منه».
وقال خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة في جنيف التي استؤنفت أمس، بعدما توقفت في مايو (أيار) الماضي، إنه من الحيوي للناس اعتماد ما يوفره العلم من نصائح، وألا يحيدوا نظرهم عن الفيروس. وأكد: «قد نكون سئمنا من (كوفيد-19)، إلا أنه لم هو يسأم منا».
وحذر تيدروس، المحجور بسبب مخالطته شخصاً ثبتت إصابته بـ«كوفيد-19»، من أن الفيروس يستغل الضعف، موضحاً: «إنه يستغل الأشخاص الذين يعانون صحة ضعيفة، لكن ليس فقط هذا، بل يستغل انعدام المساواة والانقسام والجهل».
وأضاف: «لا يمكننا التفاوض معه، أو أن نغمض أعيننا متمنين أن يختفي، وهو لا يكترث للخطابات السياسية أو نظريات المؤامرة؛ أملنا الوحيد هو العلم والحلول والتضامن».
ويأتي كلام تيدروس بعدما تسبب «كوفيد-19» بوفاة أكثر من 1.25 مليون شخص، وإصابة 50 مليوناً آخرين عبر العالم، منذ ظهور الفيروس في نهاية العام الماضي في الصين.
ورحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بانتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، معرباً عن الأمل في أن ذلك يؤشر إلى تعاون عالمي أوثق لمحاربة الجائحة. وكان بايدن قد أعلن أن إدارته ستعود عن قرار الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية التي تشكل الولايات المتحدة الطرف المانح الرئيسي فيها.
وستركز الجمعية العامة السنوية للمنظمة أيضاً على مجموعة واسعة من حالات صحية طارئة تزيد على الستين استجابت لها المنظمة خلال السنة الراهنة، مثل الحصبة وفيروس إيبولا والحمى الصفراء. وستكون مناسبة للدول الأعضاء لمناقشة الدعوات إلى إصلاح المنظمة، ومسؤوليات الدول في تعزيز الجهوزية لحالات الطوارئ الصحية. وأصيب أكثر من 50 مليون شخص في العالم بفيروس «كورونا المستجد»، تعافى منهم 32 مليون شخص على الأقل حتى اليوم. وأعدّت هذه الحصيلة استناداً إلى بيانات أعدت من السلطات الوطنية المختصّة، وإلى معلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية. ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءاً من العدد الفعلي للإصابات، إذ لا تجري دول عدة فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع مخالطي المصابين، تضاف إلى ذلك محدودية إمكانات الفحص لدى عدد من الدول الفقيرة.
وسجلت الأحد 5620 وفاة إضافية، و484 ألف إصابة جديدة في العالم. والدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات الجديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة هي: الولايات المتحدة (548)، والهند (490)، وإيران (459). والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً، من حيث عدد الوفيات والإصابات، مع تسجيلها 237 ألف وفاة، ونحو 10 ملايين إصابة، حسب تعداد جامعة «جونز هوبكنز»، وقد شفي ما لا يقل عن 3.8 مليون شخص في البلاد. وبعد الولايات المتحدة، تعد أكثر الدول تضرراً من الوباء هي البرازيل، حيث سجلت 162 ألف وفاة، من أصل 5.6 مليون إصابة، ثم الهند مع 126 ألف وفاة (8.5 مليون إصابة)، والمكسيك مع 59 ألف وفاة (960 ألف إصابة)، وبريطانيا مع 49 ألف وفاة (1.1 مليون إصابة). كما تعد بلجيكا الدولة التي تسجل أكبر عدد من الوفيات نسبة لعدد سكانها، مع 113 وفاة لكل 100 ألف نسمة، تليها البيرو (106)، وإسبانيا (83)، والبرازيل (76).
وحتى اليوم، أحصت الصين (من دون احتساب ماكاو وهونغ كونغ) رسمياً 4634 وفاة، من أصل 86245 إصابة (33 حالة جديدة بين الأحد والاثنين)، فيما تعافى 81187 شخصاً.
وأحصت منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي حتى يوم أمس 412 ألف وفاة، من أصل 11.6 مليون إصابة. أما أوروبا، فسجلت 307 ألف وفاة، من أصل 12.7 مليون إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولايات المتحدة وكندا معاً 248 ألف (10.2 مليون إصابة). كذلك سجلت آسيا 177 ألف وفاة (11.7 مليون إصابة)، والشرق الأوسط 64581 وفاة (2.7 مليون إصابة)، وأفريقيا 45 ألف وفاة (1.8 مليون إصابة).


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.