الطبيعة تتسلل إلى عالم الجمال والتجميل في زمن «كورونا»

بين الوصفات المنزلية والخلطات الطبية ضاعت المستحضرات التجارية

ليست كل المنتجات الطبيعية تناسب كل أنواع البشرة
ليست كل المنتجات الطبيعية تناسب كل أنواع البشرة
TT

الطبيعة تتسلل إلى عالم الجمال والتجميل في زمن «كورونا»

ليست كل المنتجات الطبيعية تناسب كل أنواع البشرة
ليست كل المنتجات الطبيعية تناسب كل أنواع البشرة

منذ شهر مارس (آذار) الماضي إلى الآن، والحظر الصحي يفرض سلوكيات وطقوساً جديدة في كل مجالات الحياة، من الاهتمام المتزايد بالطبخ والديكورات والنباتات المنزلية إلى الشغف بفنون الطبخ. حتى من لم يكن له أي اهتمام سابق بهذه الأمور اكتشف مواهب دفينة لم يكن يعرف بوجودها من قبل أو على الأقل مُتعة كانت غائبة عنه.
غني عن القول إن فيروس كورونا تطلب أيضاً اهتماماً أكبر بالصحة النفسية والجسدية، بما في ذلك فنون التجميل. صحيح أن الاهتمام بالماكياج تراجع بعض الشيء بسبب إخفاء نصف الوجه بالكمامة، إلا أن طقوس العناية بالبشرة تصدرت اهتمامات المرأة. فهي الآن تُتقن خلط وصفات منزلية تعتمد على مكونات متوفرة في المطبخ مثل العسل والكركم والبيض والشوفان والأرز والسكر وغيرها من المكونات الطبيعية التي لم تُفد فهي لن تضر. والأهم من هذا فإنها لا تُكلف شيئاً مقارنة بمستحضرات التجميل التي تطرحها شركات عالمية، ورغم كل ما تقدمه من وعود لا تفي سوى بالقليل. لهذا ليس غريباً أن تسجل مبيعات هذه المستحضرات تراجعاً ملموساً في الأشهر الأخيرة، ولأسباب متعددة، من بينها تعذر زيارة المحلات الكبيرة لتجربتها وشرائها.
أما توفرها في مواقع التسوق الإلكتروني، فلم يساعد كثيراً على تحريك مبيعات جديدها. في المقابل، وإلى جانب الوصفات المنزلية، يُلاحظ أن المستحضرات الطبية المتوفرة في الصيدليات أو المحلات المتخصصة هي التي تشهد إقبالاً كبيراً في زمن «كورونا». كونها تحمل أسماء طبية، أو تؤكد أنها خارجة من مختبرات علمية، وتعتمد على خلاصات طبيعية، يجعل الثقة بها أكبر. أمر تعرفه باربرا بالدوس، وهي سيدة أعمال تحمل شهادة دكتوراه في علم الأحياء وعلم البصريات من جامعة ستانفورد، أسست مؤخراً شركة متخصصة في مستحضرات تجميل من جيل جديد.
لم تدخل عالم التجميل مباشرة، فبعد تخرجها قضت عقدين من الزمن في تطوير مواد طبية ولقاحات وبحوث غذائية وغيرها حصلت عليها على عدة جوائز وبراءات، 35 براءة تحديداً.
لكن حدثاً خاصاً غيَّر توجهها. كان ذلك عندما أنجبت طفلها وانتبهت أنه يعاني من حساسية لم تُخفف منها المنتجات المتوفرة في الأسواق. من هنا جاءتها فكرة الاستفادة من الطب التقليدي القديم في مستحضرات عصرية وفعالة.
باعت شركتها بحوالي ربع مليار دولار لتتجه إلى علم الجمال والتجميل معتمدة على خبرتها الطويلة في علم الأحياء. أكثر ما أدهشها، حسب قولها، اكتشافها أن صناعة التجميل لا تخضع للمعايير الصارمة والقيود والأبحاث الطويلة التي تخضعها لها صناعة الأغذية.
لهذا فإن ما قد لا يكون مقبولاً ومجازاً في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا يسهل تسويقه في أماكن أخرى، إضافة إلى أن مواقع التسوق الإلكتروني تتيح شراء أي نوع من المنتجات من دون أن يعرف الزبون مصدر ونوعية مكوناتها، أو مدى أضرارها على الصحة.
أسست بالدوس شركتها في كاليفورنيا بمساعدة فريق مكون بالكامل من علماء وأطباء وباحثين متخصصين في مجالات علمية مختلفة. اختارتهم أيضاً لأنهم مثلها يؤمنون بأن كل الحلول، المتمثلة في المعادن والفيتامينات المغذية للبشرة، متوفرة في الطبيعة، وما عليهم سوى استخلاصها ومزجها بطرق مستدامة ومحسوبة للحصول على مستحضرات عناية بالبشرة ناجعة وشاملة تبدأ من تنظيفها إلى تغذيتها وعلاجها.
الجميل في الحديث مع باربرا قناعتها بأن العلم وحده لا يكفي «بل الطبيعة هي كل شيء»، مؤكدة أنها، أي الطبيعة، هي التي أغرتها بدخول عالم الجمال، واكتشاف مساحته الضخمة في توفير كل شيء نحتاجه في الحياة. تقول في لقاء عبر «زووم»: «انتبهت من خلال أسفاري وأبحاثي إلى أن مكونات الأرض والبحار والأنهار تحمل الكثير من المكونات الأساسية للحفاظ على شباب البشرة أو معالجتها على شرط أن يتم استخلاصها بتقنيات علمية من دون أن يؤثر العلم على التقاليد القديمة والخبرات المتوارثة، فهي أساسية يمكن أن نتعلم منها الكثير».
ولأن باربرا تتوجه بأنظارها إلى منطقة الشرق الأوسط التي دخلتها مؤخراً، بشكل خجول، فإنها حرصت أن تحترم عاداتها وقناعاتها. كان أول ما قامت به أنها حرصت على أن تكون كل مستحضراتها خالية من الكحول تماماً، مشيرة إلى أن العملية ليست مجرد إرضاء أو احترام للسوق العربية فحسب، بل أيضاً لأن الكحول رغم أهميته في الحفاظ على هذه المستحضرات لمدة أطول، إلا أن الشركات الكبيرة تستعمله من باب الاستسهال بالنظر إلى تأثيراته السلبية على البشرة على المدى البعيد.
ما يزيد الأمر سوءاً بنظرها أن هناك طرقاً بديلة للحفاظ على صلاحية هذه المنتجات مدة أطول، ومن دون التسبب في جفاف البشرة التي يُسببها الكحول. وتؤكد باربرا أن صُنع مستحضرات تجميل عضوية وفي الوقت ذاته مترفة وفعالة ليس بالأمر المستحيل، في حال تم السخاء في استعمال خلاصات طبيعية، وخلطها بشكل مركز، مع خُلوها من أي مواد مضرة مثل البلاستيك وغيره «بهذه الطريقة نضمن تغلغلها في البشرة بشكل آمن».
وهنا يكمن التشابه والفرق بين هذه المستحضرات الطبية والوصفات المنزلية. التشابه أنها تعتمد على مكونات طبيعية عضوية وعلى تقاليد متوارثة. أما الفرق فيكمن في أن الثانية تضمن تغلغل المواد الطبيعية بشكل أعمق وتأثير أطول.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».