قال المخرج والمؤلف الأردني رامي ياسين إن الحريق الذي شب في بيته، وبطولة والدته في إنقاذه مع شقيقه من النيران، وهما طفلان صغيران وراء تنفيذ فيلمه الأخير «خط الدم»، الذي أثار جدلاً واسعاً في العالم العربي بعدما سُوّق على أنّه أول فيلم عربي ينتمي لمصاصي الدماء. وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أنّ بعض مشاهد الفيلم التي سخر منها البعض كانت مقصودة وتنتمي «للكوميديا السوداء».
الفيلم الذي يُعرض حالياً عبر إحدى المنصات الرقمية، يحكي قصة زوجين، «نادر» و«لميا»، يدخل أحد أبنائهما التوأم في غيبوبة جراء حادث سيارة، تستمر لنحو سنة ونصف، بلا أمل في إفاقته، فيقرّرا أن يحولاه لمصاص دماء! حتى يموت ويعود للحياة مرة أخرى وهو ميت، وأثناء تلك العملية يفيق من الغيبوبة، وتتوالى الأحداث داخل الأسرة والمحيطين. يقول ياسين في بداية حديثه: «أنا من محبي أفلام الرعب منذ صغري، خصوصاً عالم مصاصي الدماء، ولكنّي أيضاً من محبي أفلام الدراما العميقة التي تعد مرآة لحال الإنسان وربما أيضاً للمجتمع، وكنت دائماً أحلم بالجمع بين الاثنين في فيلم واحد، وهذا ما يعرف بفئة الدراما والرعب التشويقي».
وأوضح ياسين أنّ فكرة فيلمه تعود إلى طفولته: «بينما كان والدي في عمله بالتلفزيون، وأمي ترضع أخي الأصغر بالطابق العلوي من المنزل، كنت وشقيقي الثالث نلعب بالكبريت في الطابق الأسفل. مما أدّى إلى نشوب حريق في البيت، ولإنقاذنا من الموت المحقق قدمت أمي بطولات خارقة، فكبرت وفي بالي دائماً أنّ الأم يمكنها فعل المستحيل لحماية عائلتها، وهنا تبلورت فكرة الفيلم في ذهني وأحببتها لأنّها فكرة جديدة لم تحك في عالم مصاصين الدماء».
ورغم تناول فكرة مصاصي الدماء من قبل في السينما العربية عبر الفيلم المصري «أنياب» عام 1983. من إخراج محمد شبل وبطولة علي الحجار وأحمد عدوية ومنى جبر، فإنّ ياسين يرى أنّ «الفيلم يعدّ خطوة جديدة ونوعية في عالم السينما العربية، ليس فقط في مضمونه، بل في طريقة بناء شخصيته وحبكته الدرامية وتصويره واختيار الديكور وحتى الماكياج والملابس، فأنا أردت أن أعطيه طابعاً حديثاً ولكن بطريقة كلاسيكية، لذلك توقعت أن يكون هناك ردود فعل متباينة... كثيرون استمتعوا بالفيلم وأحبوا أسلوبه الجديد، وهناك أيضاً من لم يحبه، المهم أن الفيلم ولّد نقاشاً بين الجمهور، وهذا أمر محبب لدى صناع الأفلام».
وأكد ياسين أنّه من حقه تقديم فيلمه وفق رؤيته الفنية، وللجمهور أيضاً كل الحق في التعبير عن رأيه، قائلاً: «عندما أخرجت الفيلم لم يكن هدفي تقديم فيلم رعب بحت، بل فيلم درامي ممزوج بالرعب التشويقي، وأردت جذب اهتمام المشاهد عبر الكشف عن الحبكة في مشهد تلو الآخر».
ورداً على الانتقادات الحادة التي وجهت للفيلم يقول: «الفيلم ليس مطروحاً للجمهور العادي، بل لمن يحب هذه النوعية من الأفلام، وهي الدراما الممزوجة بالرعب التشويقي الكلاسيكي، وحتى المشاهد التي أضحكت البعض مقصودة ومدروسة، والغرض منها كان إعطاء المجال لمواقف نسميها بالكوميديا السوداء».
ويعتبر ياسين نفسه محظوظاً لعمل الفنانة المصرية نيللي كريم والنجم التونسي ظافر العابدين معه في الفيلم: «منذ أول يوم تصوير وأنا أرى شخصيتي لمياء ونادر كما كتبتها، حتى أنّني كنت أناديهما بأسماء الشخصيتين طوال الوقت، وأداءهما فاق كل توقعاتي طبعاً، ولا أظن أنّ أحداً غيرهما كان يستطيع أن يجسد هاتين الشخصيتين بهذا العمق وبطابع التمثيل الذي كنت أبحث عنه.
ويختتم ياسين حديثه قائلاً: «(خط الدم) يهدف إلى تقديم فيلم جديد يجسد فكرة حديثة وغير مألوفة، يقدمها فنانون مرموقون بشكل مختلف، ليستطيع المشاهد التفكير والتركيز للوصول بنفسه إلى لغز القصة، فهدفنا في الأساس هو استقطاب الجيل الصاعد الذي بدأنا نخسره بعد تهافته على الأفلام الأميركية والكورية والإسبانية والإيطالية، وأنا أعتبر أنّ قضية استقطاب المشاهد العربي باتت مهمة جداً ويجب علينا أن ننهض بأعمالنا العربية معاً.
رامي ياسين: حريق في بيتي وراء فكرة «خط الدم»
رامي ياسين: حريق في بيتي وراء فكرة «خط الدم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة