كيف يمكن لبنك سويسري خاص يعتمد على العلاقات الشخصية أن يواجه وباءًا عالميَا؟ سألنا آرنو لوكلير، الشريك في بنك لومبارد أودييه، وكبير موظفي الخدمات المصرفية الخاصة سمية الحسوسي.
كيف كان عام 2020 بالنسبة لعملائك؟
أرنو لوكلير: لم يكن هذا العام كما كنا نتخيل، ولكن من المفارقة أنه قد قرّبنا من عملائنا. فالأزمات تدفعنا نحو التركيز على الأشخاص الأهم بالنسبة لنا وهم أسرنا وأحبائنا. وفي الأساس، يمثل دورنا في تقديم المشورة إلى عملائنا وأسرهم ومرافقتهم، والاستثمار في مدخراتهم على المدى البعيد. وأثناء فترة الإغلاق كان أمام العملاء مزيدًا من الوقت للتفكير؛ فلقد أمضوا وقتاً أطول في التحدث إلينا. وفي بعض الأحيان ولأول مرة دخلنا إلى بيوتهم عبر مكالمات الفيديو. وقد كان المصرفيون يقدمون تحديثات يومية. وفي ذروة الأزمة، شاركنا توقعاتنا: اصمد، سيكون هناك انتعاش على المدى القصير. ولقد أثبت تحليلنا أننا كنا محقين. وبشكل عام، شهدت محافظ العملاء في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تعافيًّا من أدنى مستوياتها في مارس، وأغلبها الآن في منطقة إيجابية1. لقد تجاوز بنك لومبارد أكثر من أربعين أزمة مالية في تاريخه الذي يرجع إلى قرنَين. فنحن نمثل القوة والاستقرار، وهي الحقيقة التي تم تسليط الضوء عليها عندما أعادت وكالة فيتش التأكيد على تصنيف مجموعتنا الائتماني (AA-) في مارس الماضي. وباعتبارها واحدة من أقوى المجموعات الرأسمالية المصرفية على مستوى العالم، فقد استفدنا من هروب المستثمرين إلى الملاذات الاقتصادية الآمنة، وخاصة في الشرق الأوسط.
كيف كان أداء نهج التمويل الإسلامي الخاص بك أثناء الجائحة؟
سمية الحسوسي: هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تكليفنا الخاص بالالتزام بأحكام الشريعة يسهم في الحفاظ على رأسمال العملاء بطريقة فائقة. فقد شهد تكليفنا المتوازن بتطبيق أحكام الشريعة انخفاضًا أقل في منتصف شهر مارس مقارنةً بتكليفنا التقليدي القائم على الدولار الأميركي، ومنذ ذلك الوقت تعافى بشكل أكثر قوة؛ بينما قد عاد بنسبة 9.46٪ منذ بداية العام حتى تاريخه في نهاية أغسطس2 أعتقد أن مستوى التوافق بين التمويل الإسلامي والاستدامة أمر يستحق تسليط الضوء عليه أيضا. وقد شهدت أسهم التمويل الإسلامي عامًا قويًا، الأمر الذي يعكس جزئياً استبعاد الخدمات المالية، ولكنه يشير في الأساس إلى الانحياز تجاه شركات ذات جودة عالية تتمتع بأسس قوية وميزانيات عامة قوية. كما أن تحليلنا الواسع النطاق للاستدامة ينظر فيما ما هو أبعد من ممارسات العمل بغرض تقييم نماذج أعمال الشركات. وما مدى قابلية الشركات للتكيف؟ وإلى أي مدى أصبحت هذه الشركات مستعدة لمواجهة التحديات، سواء كان هذا بمثابة تحديًّا يواجه الاستدامة، أو الجائحة أو سلسلة الإمدادات؟ ولقد أظهر هذا العام مدى أهمية هذا التحليل.
ماذا تتوقع للأشهر الأخيرة من عام 2020؟
أرنو لوكلير: نتوقع انتعاشاً مستمراً، ولو بوتيرة أبطأ مما كان عليه في مايو / يونيو، حيث أن الجزء "السهل" من العملية قد مضى. ومن العوامل الرئيسية في هذا الصدد تحسين مكافحة الوباء ومواصلة دعم السياسات. كما ونعتقد أن احتمالات تجدد عمليات الإقفال منخفضة ــ ما دامت معدلات الوفيات منخفضةــ مع تحول النهج نحو تدابير أكثر استهدافاً من الناحية الجغرافية. ومع ذلك فإن الطبيعة الجزئية لإعادة الفتح تعني أن الاقتصادات لن تستعيد كامل قدرتها إلى أن يتم القضاء على الفيروس. وفي إطار المحافظ الاستثمارية للعملاء، كنا نعمل على تكييف عملية تخصيص الأصول الاستراتيجية مع الفترة المستقبلية لما بعد الجائحة، مع تخصيص مستقل جديد للصين؛ وتخصيص الاتجاهات المواضيعية بما في ذلك التركيبة السكانية، وتغير المناخ، والرقمنة؛ والعقارات؛ والذهب. نعتقد أن هذه الأمور سوف تساعدنا في اغتنام فرص الاستثمار في الغد، دون الحاجة إلى زيادة المخاطر.
كتب هذا النص في الأصل باللغة الإنجليزية وتمت ترجمته.