برعاية خادم الحرمين… افتتاح المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع «تخيل المستقبل»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
TT

برعاية خادم الحرمين… افتتاح المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع «تخيل المستقبل»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يفتتح أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، يوم غد (الأحد)، فعاليات المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع («تخيل المستقبل»)، الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، والأمانة العامة السعودية لمجموعة العشرين، حيث يقام ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين.
ويأتي المؤتمر الذي وجه المقام السامي بإقامته كل عامين انطلاقاً من الدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، منذ تأسيسها قبل 20 عاماً، ويقدم بطريقة مبتكرة تدمج بين الحضور الفعلي والمحاضرات عن بُعد، بمشاركة شخصيات محلية وعربية وعالمية.
وأوضح الدكتور سعود بن سعيد المتحمي الأمين العام لمؤسسة «موهبة» أن «المؤتمر رسالة من السعودية للعالم، وفيه استشراف للمستقبل، وتعزيز للريادة العالمية للمملكة في تنمية القدرات الشابة الموهوبة والمبدعة لتشكيل آفاق مستقبلية جديدة، وتأكيد مقدرة الموهوبين والمبدعين على صنع العالم الافتراضي وتوظيفه بكفاءة».
وبين أن المؤتمر يستشرف مستقبل الواقع الافتراضي، وأثره على التنمية البشرية، وتوسيع نطاق التعاون الدولي عبر شراكات فاعلة لتنمية رأس المال البشري من الطاقات الشابة الموهوبة والمبدعة والمبتكرة لمواجهة المستجدات والتحديات العالمية.
وأكد أمين عام «موهبة» أن المؤتمر سيكون منصة عالمية للتواصل الافتراضي، تجمع المختصين والمهتمين والقادة وصانعي السياسات، لدعم وتمكين الشباب الموهوبين والمبدعين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، وسيتم استقطاب متحدثين عالميين ومحليين للتحدث بالمؤتمر، كما سيتم إعلان العديد من المبادرات الإقليمية والعالمية في رعاية الموهوبين، مشيراً إلى أنه ستقدم من خلاله مسيرة المملكة خلال عشرين عاماً من رعاية الموهوبين، بوصفها نموذجاً للتجارب الرائدة على مستوى العالم من خلال «موهبة».
ويشارك في المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع 17 متحدثاً ومشاركاً من الخبراء والمهتمين بالموهبة من الداخل والخارج، حيث يشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، التي تحمل عنوان «تخيل المستقبل... تمكين القدرات الشابة الموهوبة والمبدعة لتشكيل آفاق مستقبلية جديدة»، كل من الأمير عبد العزيز بن سلمان رئيس مجلس أمناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وزير الطاقة، والدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وزير التعليم، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، السيدة هنريتا فور.
ويشارك في المؤتمر عالم الفيزياء المتخصص في نظرية الحقل الوتري والمهتم بعلم المستقبليات البروفسور ميتشو كاكو، وعالم الفيزياء الفلكية ومقدم البرامج العلمية التلفزيونية نيل ديجراس تايسون، كما يشارك عالم المستقبليات والمؤلف المتخصص في النقاش بين الإنسان والتكنولوجيا جيرد ليونهارد.
ويشارك الرئيس التنفيذي لمشروع «نيوم» المهندس نظمي النصر، وأنتوني سالتيكو نائب رئيس التعليم العالمي في شركة «مايكروسوفت»، إلى جانب هونج إنج كوه كبير علماء الصناعات الحكومية العالمية في شركة «هواوي تكنولوجي»، في جلسة «العالم الرقمي كيف سيغير هوية المستقبل؟».
ويشارك المؤسس المشارك لتطبيق «سكايب» ورئيس مجلس إدارة icloud سابقاً جوناس كيلبيرج، بحضور مؤسس نظام «سيري» على هواتف «أبل» وكبير مهندسي «أبل» العاملين على «آيفون» سابقاً أدم تشير، إلى جانب نائب رئيس المجلس الاستشاري للمشاريع الإبداعية في كاليفورنيا والمؤسس المشارك في Tract Learning المختص في تعليم الأطفال من عمر 8 سنوات استير وجسكي، بحضور كبير العلماء السابق في «أمازون» وعضو المجلس الرقمي الألماني أندريس ويجند في جلسة «مستقبل الابتكار وريادة الأعمال».
وفي جلسة «الرؤى العالمية... كيف تشكل مستقبل البشرية» يشارك كل من المدير السابق للرابطة الوطنية للأطفال الموهوبين في الولايات المتحدة سالي كريسل، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي للقدرة العالية ليان هوغفين، بحضور مدير المركز الوطني الماليزي لتعليم الموهوبين نورية محمد شيخ.
ويتناول المؤتمر عدة محاور، أبرزها: «رعاية الموهوبين في المملكة نموذج للتجارب الرائدة على مستوى العالم»، و«موهبة... مسيرة عشرين عاماً»، و«تأسيس العالم الافتراضي من خلال الاستثمار في الموهوبين والمبدعين»، و«مستقبل العلوم والتقنية ورعاية الموهوبين والمبدعين في ظل الواقع الافتراضي»، و«العالم الافتراضي في مواجهة الأزمات والتحديات العالمية»، و«أبرز الممارسات العالمية في تنمية الطاقات الشابة للموهوبين والمبدعين والمبتكرين»، و«الاستثمار في رعاية الموهوبين والمبدعين والمبتكرين وتأثيراته على المجتمعات»، و«التبادل المعرفي الافتراضي بين الموهوبين والمبدعين والمبتكرين والمختصين والمهتمين بهم من كل أنحاء العالم».
وستقدم المملكة على منصة المؤتمر نماذج ناجحة عالمية من أبنائها الموهوبين طلاب وطالبات «موهبة»، الذين قررت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) أن يتولوا إدارة جلسات النقاش التي سيشارك فيها أسماء عالمية وعلمية بارزة في مختلف المجالات، التي ستتحدث إلى العالم في مجال استشراف العلوم، والواقع الافتراضي، والذكاء الصناعي والتعامل مع التحديات الدولية وتحقيق الاستدامة التنموية.
الجدير بالذكر أن المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع «تخيل المستقبل»، سيتم بثه خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤتمر، وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي كافة الخاصة بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة).
يشار إلى أن «موهبة» تُعد المؤسسة الأولى عالمياً في مجال رعاية واكتشاف الموهوبين؛ حيث تجاوز عدد المستفيدين منها 161 ألف طالب وطالبة، وحققت في السنوات العشر الأخيرة نجاحات دولية غير مسبوقة على صعيد الفوز بجوائز عالمية لطلبتها، بلغت 396 جائزة دولية في مختلف المسابقات العالمية.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».