لقاء «إيجابي» بين عون والحريري يدرس تشكيل الحكومة

من لقاء سابق بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)
من لقاء سابق بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)
TT

لقاء «إيجابي» بين عون والحريري يدرس تشكيل الحكومة

من لقاء سابق بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)
من لقاء سابق بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)

التقى رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، في أجواء وصفها مكتب الرئاسة بـ«الإيجابية»، فيما قالت مصادر مطلعة على اللقاء لـ«الشرق الأوسط» إنه تركّز على إعادة درس تشكيلة الحكومة.
ولم يعلن عن اللقاء إلا بعد الانتهاء منه كما جرت العادة في لقاءات الطرفين الأخيرة، كما لم يصدر أي موقف عن الحريري، فيما قال بيان الرئاسة إن عون استقبل الحريري و«بحث معه في مختلف النقاط المتعلقة بالتشكيلة الحكومية في أجواء إيجابية، وذلك استكمالاً للقاءات السابقة»، مشيراً إلى أنه «سيتواصل البحث في الأيام المقبلة».
ومع تباين المواقف حيال المشاورات الحكومية والعقد العالقة، توقّع نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، أن تولد الحكومة في المدى المنظور.
ورفض «ربط مسألة تأليف الحكومة بنتائج الانتخابات الأميركية»، مؤكداً أن الملف الحكومي محكوم بالصراعات الداخلية والتباين في وجهات النظر.
وطالب الفرزلي الرئيس المكلف سعد الحريري بأن «يطل ببيان توضيحي، يبرر فيه للبنانيين أسباب التأخير في التشكيل»، مستبعداً «خيار الاعتذار».
ولفت الفرزلي إلى أن هناك اتفاقاً بين الرئيسين عون والحريري يقضي بالتداول بالأسماء لكل الطوائف مع حق النقض للطرفين، متوقعاً أن تولد الحكومة في المدى المنظور، «لأنه لا مبرر لمزيد من التأخير ما دامت النيات حسنة».
في المقابل، تحدث النائب جميل السيد عن إعادة تعويم حكومة تصريف الأعمال، وكتب عبر حسابه على «تويتر»: «البلد بحاجة إلى حكومة، وهذه ضرورة قصوى في هذه الظروف، حتى اللحظة عجز سعد الحريري عن تشكيلها، الزعماء يطلبون حصتهم كونه كان شريكهم في انهيار الدولة على سنوات، وفي أحسن الأحوال حكومته ستكون نسخة رديئة ومشوهة عن حكومة دياب، وإذا استمر عجز الحريري، فربما سنشهد إعادة تعويم حكومة دياب».
من جهته، حذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «من مغبة التأخير في تشكيل الحكومة»، قائلاً في خطبة الجمعة: «المركب أصبح بلا قائد، والخيارات قليلة، ونحن أمام الامتحان الصعب، وليس أمام المسؤولين المعنيين بتشكيل الحكومة سوى الخروج من عقلية الفعل الماضي، بتغيير المعايير السياسية التي اعتمدوها، والذهاب إلى المستقبل، باختيار الأسماء الكفؤة والمختصة لإدارة المؤسسات، فالمسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية، وكفانا زبائنية وحواشي».
وحمّل قبلان مرة جديدة النظام الطائفي مسؤولية معاناة اللبنانيين، وما يعيشونه من ويلات، ومعه هذه الطبقة السياسية التي تاجرت بلبنان واللبنانيين، وهي مستمرة في نهجها وأدائها المخرب للدولة والمدمر للبلد، لأن العقلية هي هي. وأضاف: «الطبقة السياسية فشلت فشلاً ذريعاً في بناء دولة تلبي طموحاتنا، وفي إخراجنا من هذه الانقسامات السياسية والصراعات الطائفية المصطنعة والمتاجرة بها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.