ترمب يشعر بخيبة أمل من نتنياهو

77 % من يهود الولايات المتحدة صوّتوا لبايدن

لافتة على سيارة في تل أبيب تؤيد ترمب (إ.ب.أ)
لافتة على سيارة في تل أبيب تؤيد ترمب (إ.ب.أ)
TT

ترمب يشعر بخيبة أمل من نتنياهو

لافتة على سيارة في تل أبيب تؤيد ترمب (إ.ب.أ)
لافتة على سيارة في تل أبيب تؤيد ترمب (إ.ب.أ)

في رسالة صريحة إلى تل أبيب، ذكرت مصادر سياسية في واشنطن، بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أصيب بخيبة أمل لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يدعمه علناً في الانتخابات. ومع أنه كان قد أعلن موقفه بشكل واضح ضد المرشح الديمقراطي، باراك أوباما، داعماً المرشح الجمهوري، ميت رومني، في انتخابات 2010، فإنه اختار هذه المرة التظاهر بالحرص والحذر، بدعوى أنه «لا يريد القفز بقوة إلى المستنقع السياسي الأميركي».
وقالت هذه المصادر، إن نتنياهو كان يأمل، بلا شك، في أن تكون النتيجة انتصاراً لترمب، لكنه امتنع عن التصريح العلني بذلك واختار الصمت. وفي مرحلة معينة، عندما شعر باحتمال فوز بايدن راح يبث ذكريات الصداقة معه (أي مع بايدن)».
ووفق تقرير نشره، موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، أمس (الخميس)، فقد كانت هناك مكالمة هاتفية تاريخية بين الرئيس ترمب ورئيس الوزراء نتنياهو ورئيس المجلس العسكري السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة، قبل أسبوعين. لكن جزءاً صغيراً من المحادثة التي جرت أمام كاميرات التلفزيون أثارت قلق مستشاري نتنياهو، فقد تعمد الرئيس ترمب، أن يوجه سؤالاً إلى نتنياهو، وتوقع جواباً حميماً يساعده في معركته الانتخابية، التي سعى فيها للحصول على كل دعم ممكن لحملته الانتخابية. وكان سؤال ترمب لنتنياهو «هل كان ممكناً لمرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، (النائم) أن ينجح في تحقيق مثل هذا الإنجاز؟». لكن نتنياهو تجنب جيداً إعطاء جواب يظهر موقفه الصريح، ورد بإجابة دبلوماسية، قال فيها، إنه «سيكون سعيداً للعمل مع أي شخص في أميركا يريد دفع السلام قدماً».
وبعد ساعات قليلة من ذلك، جرت محادثة غير رسمية بين أحد مستشاري ترمب وأحد مستشاري نتنياهو، بيّنت مدى الضرر الذي ألحقه نتنياهو بهذه الإجابة. وحسب مصدر مطلع على محيط نتنياهو، فإن مستشار ترمب أبلغ نظيره الإسرائيلي، بأن الرئيس يشعر بخيبة أمل من رد فعل نتنياهو، حيث توقع أن يحظى بدعم أكبر منه. وعلى إثر ذلك، تم إرسال أحد مستشاري نتنياهو المقربين ليسأل مسؤولي البيت الأبيض، رسمياً، عما إذا كانت هذه الإجابة قد أحدثت توترات بين الرئيس ورئيس الوزراء، لكن مسؤولي البيت الأبيض هدأوا من المخاوف وأوضحوا أنه لا توجد مشكلة.
في مكتب نتنياهو تنفسوا الصعداء. وراحوا يوضحون مرة تلو الأخرى أن نتنياهو لم يرغب في اتخاذ موقف علني من المواجهة بين ترمب وبايدن، حتى لا يخلق انطباعاً بالتدخل في الانتخابات الأميركية، ويلحق الضرر بالرئيس ترمب، وأن كل من سمع نتنياهو في محادثات خاصة يدركون كم يتمنى فوز الرئيس ترمب. وقالت مصادر مقربة من نتنياهو، إنه عبر عن قلقه الكبير في الأيام الأخيرة، من «خطر موجة زرقاء (الحزب الديمقراطي)، تمنح بايدن انتصاراً كبيراً على ترمب». ثم راح يبث لأصدقائه تقديرات تؤكد تفاؤله بفوز ترمب.
وكان عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو قد عبروا عن قلقهم من خسارة الرئيس الأميركي الحالي، إلا أن نتنياهو أمرهم بالصمت.
وفي واشنطن، كُشف النقاب أمس عن نتائج بحث أجرته منظمة «جي ستريت» التي تضم القوى اليهودية اليسارية في الولايات المتحدة، يوم الانتخابات ونشرتها أمس، دلت على أن الناخبين اليهود الأميركيين صوتوا بغالبية ساحقة وصلت إلى 77 في المائة لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، مقابل 21 في المائة للرئيس ترمب.
وفي السباق على مقاعد مجلس الشيوخ والنواب، ايد غالبية المصوتين اليهود، مرشحين ديمقراطيين بنسبة 78 في المائة مقابل 21 في المائة للجمهوريين، وهي تعتبر أسوأ نتائج حققها الحزب الجمهوري بين الناخبين اليهود من عام 2008.
ووفقا للاستطلاع، فإن القضايا الرئيسية التي تهم الناخبين اليهود هي مكافحة فيروس كورونا (54 في المائة)، تغير المناخ (26 في المائة)، التأمين الصحي (25 في المائة)، والاقتصاد (23 في المائة)، و5 في المائة من اليهود فقط أشاروا إلى إسرائيل كأحد المواضيع الرئيسية التي تشغلهم، مقابل 9 في المائة في عام 2016.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».