ليبيا: مخاوف من الشتاء وسط تصاعد منحنى الإصابات

الحصيلة الإجمالية تجاوزت 65 ألف حالة

الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)
الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)
TT

ليبيا: مخاوف من الشتاء وسط تصاعد منحنى الإصابات

الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)
الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)

تُسارع ليبيا الخطى بغية التصدي لجائحة «كوفيد - 19»، في ظل ارتفاع متصاعد لأعداد الإصابات والوفيات، بينما أعلنت اللجنة العليا لمكافحة الوباء التابعة للحكومة المؤقتة بشرق البلاد عن إعادة تشكيل اللجنة الطبية الاستشارية بهدف وضع خطط جديدة لمواجهة الجائحة.
وسجل الوطني لمكافحة الأمراض أمس (الخميس)، 853 إصابة إيجابية جديدة، بينها 476 حالة في مدنية طرابلس، ليرتفع العدد التراكمي إلى 65440 إصابة، تعافى منه 38110. بينما توفي 907 حالات.
ووصل إجمالي الإصابات في مدينة مصراتة إلى 5412 حالة، وتوفي 165 آخرون، بعدما أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمجابهة «كورونا» بالبلدية تسجيل 97 إصابة جديدة. كما أعلنت اللجنة الرئيسية لمكافحة وباء «كورونا» ببلدية الكفرة بـ(جنوب البلاد) تسجيل 292 حالة أيضاً.
وفي ظل سقوط عديد الضحايا بين وفيات ومصابين، كشف عضو مجلس النواب الليبي عصام الجهاني عن إصابته بفيروس «كوفيد - 19»، مشيراً إلى أنه اكتشف ذلك خلال تواجده في المملكة المغربية لاستكمال مشاورات سياسية تتعلق بالحوار الليبي - الليبي.
وفي سياق إعادة استعداد الأجهزة الطبية ورفع الجهازية للتصدي لفيروس «كورونا»، خصوصاً في ظل تخوفات من موجهة جديدة بالتزامن مع فصل الشتاء في البلاد، أعلنت اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا» التابعة للحكومة المؤقتة مساء أول من أمس، عن إعادة تشكيل اللجنة الطبية الاستشارية التابعة لها.
وتضطلع اللجنة بتشكيلها الجديد، بمهام أكثر حسماً في التصدي للفيروس، إذ أنها تضم أساتذة واستشاريين في مختلف التخصصات الطبية من مختلف المدن والمناطق، كما أعيد تشكيل اللجان الفرعية بالبلديات «على أن تكون مهنية طبية تنفيذية بحتة».
واللجنة العليا لمكافحة «كورونا» يرأسها الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني» وبعضوية وزير الداخلية إبراهيم بوشناف، ووزير الصحة الدكتور سعد عقوب، حيث التقت الأعضاء الجدد في مقر القيادة العامة بالرجمة، بشرق ليبيا، واستمعت لآرائهم وخططهم للمرحلة المقبلة، وما يمكن أن يقدموه في مكافحة الفيروس.
وللحد من انتشار العدوى لا سيما مع الأجواء الشتوية التي تسود ليبيا، ذكر مركز مصرات الطبي المواطنين بضرورة الحفاظ على تهوية الأماكن التي يقيمون بها، في ظل الاهتمام بالإجراءات الوقائية بما فيها المحافظة على غسل اليدين باستمرار، والتباعد بين الأفراد والابتعاد عن عدم الازدحام، وارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة.
وحذر مصدر طبي بالمركز الوطني، المواطنين من تداعيات أجواء فصل الشتاء وتأثير ذلك على تزايد الإصابة الفيروس خصوصاً في الأجواء سيئة التهوية، داعياً إلى توخي الحذر من الإصابة بالأنفلونزا نظراً لتشابه أعراضها مع «كورونا».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.