العلا السعودية تفتح أبوابها أمام الزوار بالترفيه والثقافة

إضافة لمسارات أخرى ستُفتتح خلال الأشهر المقبلة

مقبرة لحيان بن كوز تجذب أنظار زوار الحجر بجمال تصميمها (تصوير: بشير صالح)
مقبرة لحيان بن كوز تجذب أنظار زوار الحجر بجمال تصميمها (تصوير: بشير صالح)
TT

العلا السعودية تفتح أبوابها أمام الزوار بالترفيه والثقافة

مقبرة لحيان بن كوز تجذب أنظار زوار الحجر بجمال تصميمها (تصوير: بشير صالح)
مقبرة لحيان بن كوز تجذب أنظار زوار الحجر بجمال تصميمها (تصوير: بشير صالح)

تقدم العلا للسائح أنواعاً عدة من التجارب تتيح له القيام برحلة عبر الزمن، تبدأ من زيارة مواقع تاريخية تعود لممالك وحضارات استوطنت المنطقة قبل آلاف السنين، إلى الأنشطة الترفيهية العصرية.
وتتنوع في أرض العلا ثقافات وحضارات عدة، حتى محاصيلها الزراعية، كيف لا؛ وكانت سابقاً تمتلئ بالواحات من النخيل والأشجار. كما رسمت عوامل التعرية لوحات فنية من جبالها المكونة من الصخور الرملية، بجانب ما تحتويه منطقة الحجر من مقابر منحوتة بإتقان، أظهرت فن التصاميم الهندسية سابقاً.
العلا؛ التي تزخر بقصص الحضارات القديمة، قال عنها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، رئيس مجلس إدارة «الهيئة الملكية لمحافظة العلا»: «سنحول مدينة إلى متحف نابض بالحياة يقصده السياح من جميع أنحاء العالم، لتكون جزءاً من التراث العالمي. علينا أن نستثمر هذه التحفة الأثرية لنقدم للزوار تجربة سياحية لا مثيل لها».
واليوم؛ تظهر أولى النتائج، رغم الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة «كوفيد19»، ففي نهاية الأسبوع الماضي، افتتحت العلا حزمة أنشطة ترفيهية تتيح لزوارها تجربة الحياة خلال عصور قديمة ماضية، ممزوجة بأنشطة ترفيهية عصرية متنوعة، إضافة لمسارات أخرى ستُفتتح خلال الأشهر المقبلة، والتي تمتد في موسم الشتاء. هذه الأنشطة التي تنوعت تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمان، يزور عبرها ممالك وحضارات ويستكشف أسلوب الحياة القديم، ففي العلا تاريخ إنساني يمتد إلى نحو 200 ألف عام، كما تعاقبت على المدينة حضارات كثيرة على مدار 7 آلاف عام، إضافة إلى البلدة القديمة، والمواقع الجديدة التي شيدت خلال السنوات الأخيرة.

حضارات وممالك
في العلا كثير من المواقع التراثية التي بدأت في السنوات الأخيرة تثبت مكانتها في خريطة المواقع التراثية عالمياً، خصوصاً مع الاهتمام الحكومي بإبرازها بصفتها وجهة سياحية، وما يجعل المهمة سهلة هو أن العلا تمتلئ بالمواقع التراثية مثل الحجر ودادان، هذا بجانب ما تحتويه جبالها، مثل جبل عكمة الذي يطلق عليه اسم «المكتبة المفتوحة» لأنه يمتلئ بالنقوش الأثرية على جنباته، والتي تعود إلى فجر الحضارة العربية، إضافة إلى كتابات ونقوش تعود لحضارات أخرى.
وموقع الحجر الذي بناه الأنباط قبل نحو 3 آلاف عام، يعدّ موقعاً تراثياً بامتياز، حيث يشتهر بالمقابر ذات الواجهات المنحوتة بإتقان، ويتجاوز عددها 100 قبر، ولكل منها قصة تختلف عن الأخرى، كما يختلف الأشخاص والعوائل الذين دفنوا فيها، لكن المثير للإعجاب في هذا الموقع البديع، هو تصاميمه الهندسية، والإبداع في نحت واجهات ضخمة، تصور الإمكانات لدى الحضارات القديمة، وتعدّ مقبرة لحيان بن كوز أكبر واجهة معمارية في منطقة الحجر.

واحات يعاد تكوينها
يصف الرحالة ابن بطوطة العلا في القرن الرابع عشر بأنها «قرية كبيرة وجميلة غنية بالمياه وتظللها بساتين النخيل»، وهو ما يؤكد أنها كانت أرضاً مليئة بالنخيل والأشجار، وهي تحتوي اليوم على أكثر من مليوني نخلة، إضافة إلى مختلف أنواع الأشجار، لكن الاحتطاب وغيره من العوامل أدت إلى زوالها، لكن اللافت في ذلك، أن «الهيئة الملكية لمحافظة العلا» تسعى لإعادة هذه الواحات عبر كثير من المبادرات؛ إحداها مبادرة «تشجير»، التي أتاحت الفرصة لمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام، كانت من ضمنها «الشرق الأوسط»، المشاركة في زراعة أشجار من أنواع مثل الطلح، والسدر، في منطقة الحجر، حيث إن هذين النوعين مناسبان لبيئة العلا الصحراوية، لأنهما لا يحتاجان إلى شبكات ري، ويعتمدان على بيئة المكان.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.