قال الفنان المغربي عز العرب الكغاط، إن تشبيهه بالنجم الراحل أنتوني كوين بسبب قرب ملامحهما أمر لا يزعجه، مشيراً إلى أنه لا يقلده أو يقلد غيره من الفنانين، وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه يحب تقديم الأدوار التاريخية سواء في السينما المغربية أو الأوروبية بشكل عام. موضحاً أنه لا يهتم بلعب دور البطولة حالياً، وقد يوافق على تقديم دور صغير في عمل سينمائي بشرط أن يكون هذا الدور مؤثراً في الأحداث، وأعرب عن سعادته بالاستقبال الحافل الذي قوبل به فيلمه الجديد «ميكا» عند عرضه الأول بمهرجان «الجونة السينمائي» أخيراً.
وعن كواليس تصوير الفيلم، كشف أنه عقد صداقة قبل التصوير مع الطفل زكريا عنان الذي شاركه بطولة الفيلم، مؤكداً أنه يملك موهبة فنية كبيرة.
ويسلط الفيلم الضوء على قضية عمالة الأطفال في مباراة تمثيل جمعت طفل برجل عجوز، وعلاقة تتحول مع الوقت لعلاقة أشبه بالجد والحفيد، حيث يتعرض الفيلم لقصة «ميكا» الذي يعيش في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة مكناس ويرسله والده المريض للعمل مع عجوز بمدينة الدار البيضاء للإنفاق على الأسرة، لتبدأ رحلتهما معا بين الشد والجذب حتى يحقق الطفل الفقير حلمه ويصبح لاعب تنس.
شخصية الكغاط تشهد تحولات عدة في الفيلم من القسوة مع الطفل إلى العاطفة الجياشة نحوه، وعن هذا التباين يقول الفنان المغربي الكبير: «عندما قرأت السيناريو جمعتني جلسات مطولة مع المخرج إسماعيل فروخي، الذي طلب مني الاقتراب من الطفل ومصاحبته قبل التصوير وفعلا وجدته طفلا موهوبا وذكيا برغم صغر سنه، حيث تتعرض علاقتي به لمواقف عدة بعدما مات والده وأصبحت مسؤولاً عنه، ورغم القساوة الظاهرة، لكن كان علي التعامل معه كابني أقسو عليه أحيانا لصالحه، لذلك فإن ما شجعني على المشاركة في الفيلم هو رسالته الإنسانية التي يحملها، ففي كل دول العالم هناك كثير من الأطفال المشردين الذين يجب أن نعدهم ليكونوا أجيال صالحة».
وتتشابه علاقة الجد والحفيد بالعلاقة التي جمعت النجم الراحل عمر الشريف والطفل في فيلم (السيد إبراهيم وزهور القرآن)، وعن ذلك يقول الكغاط: «للأسف لم أشاهد هذا الفيلم لكنني موقن بأن الممثل عليه أن يلعب كل الشخصيات ويكون مستعداً لذلك، وأنا شخصيا من المعجبين بالنجم الراحل عمر الشريف وبالسينما المصرية التي تربينا عليها وأرى أن إنتاجها القديم أفضل كثيراً من الأفلام الجديدة».
ويعد عز العرب الكغاط (73 سنة) أحد كبار الممثلين في السينما المغربية، وقدم عشرات الأدوار بين المسرح والتلفزيون والسينما، وفي المرحلة الأخيرة برز في أدوار القادة والجنرالات، وكما يقول: «كان فيلم (الكابوس) للمخرج الراحل أحمد ياشفين أول أفلامي عام 1982، ولعبت بطولة نحو 80 فيلما من بينها (همسات) لمحمد العبداوي، و(الوتر الخامس) لسلمي بركاش، و(قلوب محترقة)، لأحمد المعنوني، لكنني في هذه المرحلة من عمري لا اشترط أدوار البطولة، فإذا كان الدور صغيراً، لكنه مؤثراً في سياق العمل فإني أقبله بلا تردد».
وخاض الفنان الكبير تجارب تمثيلية متعددة في السينما الأوروبية، فقد شارك في أفلام فرنسية وإيطالية وألمانية ويعتز بشكل خاص بالفيلم الألماني «وطن العبث»، الذي اعتمد على الأداء الصامت لممثليه، وكما يقول: «كنت العربي الوحيد ضمن 40 ممثلاً أجنبياً شاركوا بالفيلم، واستمتعت بهذه التجربة ووجدت صدى كبيرا عند عرضه في كثير من الدول الأوروبية كما استقبل في مهرجانات عديدة بشكل رائع، وهو ينتمي لنوع من السينما الصعبة التي تعتمد بشكل أساسي على الصورة دون حوار لأن السينما أساسا صورة يكملها الحوار، وقد يتم الاستغناء عنه كما كان أيام السينما الصامتة».
وعن الفرق بين ظروف العمل في السينما المغربية، والسينما الأوروبية يقول: إنه «فرق كبير في التقنيات رغم تقدم صناعة السينما في المغرب، لكن يبقى الفارق الأكبر في الميزانيات، هم يصنعون أفلامهم بملايين الدولارات وينفقون جيدا عليها ونحن نعمل بميزانيات محدودة، والسينما تحتاج أموالاً ضخمة، وما ينفق عليها يترجم على الشاشة ويلمسه المشاهد، والسينما المغربية حالياً بخير لأننا نصور حاليا 25 فيلما طويلا كل عام بدعم من المركز السينمائي المغربي مع 50 فيلما قصيراً، ونتواجد بأفلامنا في جميع المهرجانات، لكن تظل مشكلة قلة قاعات العرض قائمة، فالأفلام لا تجد طريقها بسهولة لدور العرض».
من يرى الكغاط للوهلة الأولى يلاحظ الشبه الكبير في ملامحه مع النجم الكبير الراحل أنتوني كوين، ويقول عن ذلك: لا يزعجني هذا الأمر، خصوصاً بعدما صارت لحيتي بيضاء، صاروا يشبهونني به في فيلم عمر المختار، وهناك من يشبهونني بـشون كونري، وكلاهما ممثل عالمي كبير، لكني لا أقلد هذا، ولا ذاك، غير أنني تستهويني بشكل خاص الأدوار التاريخية، وقد شاركت في مهرجان الأقصر السينمائي بفيلم «البحث عن السلطة المفقودة» لعبت فيه شخصية جنرال وحصلت به على جائزة أحسن ممثل بمهرجان مالمو 2017، وجسدت في الفيلم الإيطالي «ناتال» أخيراً شخصية النبي يعقوب.
ورغم مشاركاته المسرحية المتعددة كما في «ضحية الواجب»، «بشار الخير»، «الدوامة» فإن الكغاط لم يعد يشارك في أعمال مسرحية مبرراً ذلك بقوله: «المسرح هو النشوة الكبرى أمام الجمهور وعندي حنين للمسرح فمنذ فترة لم أشارك في عروضه لأنه لا يمكن للممثل أن يعيش منه نظراً لأجوره الضعيفة، لذلك أعمل في السينما والتلفزيون أكثر من المسرح».
عز العرب الكغاط: تشبيهي بالنجم أنتوني كوين لا يزعجني
الفنان المغربي قال إن الأدوار التاريخية تستهويه
عز العرب الكغاط: تشبيهي بالنجم أنتوني كوين لا يزعجني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة