«الهيبة الرد»... جرعات إثارة وتشويق من الحلقة الأولى

يعود في جزئه الرابع عبر «إم تي في» اللبنانية

بوستر مسلسل «الهيبة الرد» الذي بدأ عرضه على شاشة «إم تي في» اللبنانية
بوستر مسلسل «الهيبة الرد» الذي بدأ عرضه على شاشة «إم تي في» اللبنانية
TT

«الهيبة الرد»... جرعات إثارة وتشويق من الحلقة الأولى

بوستر مسلسل «الهيبة الرد» الذي بدأ عرضه على شاشة «إم تي في» اللبنانية
بوستر مسلسل «الهيبة الرد» الذي بدأ عرضه على شاشة «إم تي في» اللبنانية

«الهيبة صايرة غابة والناس ضايجة والزعران فلتانة عا بعض ما في مين يردّن». عبارة تختصر واقع قرية الهيبة مع بداية الحلقة الأولى من جزئه الرابع على شاشة «إم تي في» اللبنانية. ومعها يمكن توقّع كمية الإثارة و«الأكشن» التي تنتظرنا فيه. فالدقائق العشر الأولى من هذه الحلقة تردّ على جميع التساؤلات التي راودت المشاهد وهو يتابع المشهد الأخير من الجزء الثالث للمسلسل (الهيبة الحصاد) عندما تعرّض جبل شيخ الجبل وزوجته نور رحمة وطفله سلطان إلى اعتداء مسلّح.
ولمن يهمّه الأمر فإنّ غالبية أبطال العمل لا يزالون أحياء كجبل شيخ الجبل (تيم حسن) وشقيقه صخر (أويس مخللاتي) ووالدته أم جبل (منى واصف) وشقيقته روزينا لاذقاني (منى) وابن عمّه شاهين (عبدو شاهين) إضافة إلى رئيس حرسه الأمني واليد اليمنى له أبو علي (ناظم عيسى).
كل شيء تغّير وتبدّل في الجزء الرابع من مسلسل «الهيبة» الذي بدأت قناة «إم تي في» اللبنانية عرضه ابتداء من مساء أمس الأحد. ومنذ دقائقه الأولى استطاع مخرجه سامر البرقاوي شدّ انتباه المشاهد بحيث لا يرفّ له جفن. فيتابع أحداث ومجريات حصلت في قرية الهيبة منذ تعرض زعيمها (جبل شيخ الجبل) إلى كمين مسلح أدّى إلى خلط أوراق قصّة العمل من جديد.
أمّا أبرز الغائبين عن هذا الموسم فهم سيرين عبد النور التي جسّدت في الجزء الثالث منه شخصية الإعلامية نور رحمة فوقع في حبها وتزوجها وقتلت في الكمين المسلح الذي تعرض له. وكذلك الممثل خالد السيد (العم أبو شاهين) والممثل السوري نجاح سفكوني (خال جبل) وجوزيف بو نصّار (رجل الأعمال ثروت).
مع الاعتداء المسلّح هذا أسدلت يومها الستارة على الحلقة الأخيرة من الجزء الثالث من «الهيبة الحصاد» الذي تابعه المشاهد في آخر موسم رمضاني قبل الجائحة. واليوم ومع أولى حلقات موسمه الرابع تختلف المشهدية بشكل عام. البطل تيم حسن يبدو هائماً في أرض الجرد التي لجأ إليها يخطط لعودة مشرّفة له. فالخيانة التي تعرّض لها جاءت نتائجها عليه كارثية مما اضطره إلى التوقيع على تسوية مع رجال الأمن تحفظ رأسه وشقيقه من السجن المؤبد. وكما يبدو في الحلقة الأولى من «الهيبة الرد»، فإن نمر سعيد (عادل كرم) سيلعب دوراً بارزاً في سياق أحداث القصة، سيما وأنه من الأسماء الجديدة المنتسبة إلى هذا المسلسل التي نلحظها في حلقته الأولى. فيما يبقى ظهور بطلة الجزء الرابع الممثلة السورية ديما قندلفت منوطاً بحلقاته المقبلة، إذ لم يرها المشاهد سوى من خلال شارة المسلسل. وبقيت أغنية العمل (مجبور) بصوت الفنان ناصيف زيتون الوحيدة التي رافقت أجزاء العمل منذ بداياته حتى اليوم، محدثة الحنين لدى المشاهد في كل مرة تسللت إلى مسمعه.
التغييرات لامست أيضاً كاتب العمل، بحيث حلّ فيها فؤاد حميرة بدلاً من هوزان عكو في الجزأين الأولين وباسم السلكا في الجزء الثالث.
وكان اللبنانيون قد تسمّروا ليلة أمس الأحد أمام شاشة قناة «إم تي في» المحلية يتابعون العمل الدرامي الذي جذبهم لثلاثة مواسم متتالية. فهم كانوا موعودين بجزئه الرابع (الهيبة الرد) في رمضان 2019 إلّا أنّ جائحة «كورونا» حالت دون إنهاء تصويره فتأجل إلى اليوم.
وكان الممثل تيم حسن قد نشر في أواخر سبتمبر (أيلول) الفائت بوستر العمل، معلناً موعد بداية عرضه في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عبر منصة «شاهد» الإلكترونية لتلحقها باقي شاشات التلفزة («إم بي سي» و«إم تي في»). وكانت «شاهد» قد أعلنت عن بدء توفّر مشاهدتها في بلدان أميركا وكندا.
أمّا شاشة «إم تي في» اللبنانية فوزّعت بياناً صحافياً عن موعد بداية عرض العمل، مؤكدة أنّه رغم أنّ الأزمات التي يواجهها كل من لبنان والمنطقة وفي مقدمتها الأزمتان الصحية والاقتصادية، قرّرت أن تستكمل مشوارها مع المشاهدين مع مسلسل الهيبة في جزئه الرابع مساء الأحد الأول من نوفمبر الحالي. وأرفقت البيان بنبذة مختصرة عن الأحداث التي يتخللها تفاصيله والصورة الرسمية للعمل. فالعمل أقفل ستارته في موسمه السابق على مشهد الرصاص يخترق سيارة جبل شيخ الجبل (تيم حسن). سنوات عديدة مرت على حادثة الكمين هذه التي مزقت روحَ جبل وجسدَه، وسلبته ابنَه وزوجته. نجح زيدان (شخصية مجهولة حتى اليوم) الذي دبر الكمين بإزاحة جبل عن مشهد الهيبة، فهام هذا الأخير في الجرود وأمعن زيدان في أعمال التهريب غير القانونية. الوقت لم يُنسِ جبل وجعَه، بل علمه متى يعود وكيف يسترد حقه ممن سلب عائلة شيخ الجبل نفوذَها في بلدة الهيبة.
وعلّق الممثل عادل كرم عن مشاركته في «الهيبة الردّ»، الذي من المتوقّع أن يكون الجزء الأخير من هذه السلسلة، بأنّه سيطلّ بدور مختلف جداً لم يسبق له أن قدّمه، إذ إنّه سيعمل ضدّ «جبل شيخ الجبل». وأوضح مازحاً: «أنا أكيد إنو فانز جبل شيخ الجبل رح يكرهوني، أنا بقلكون قبلانها منكن، كرهوني ما في مشكلة».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».