أول أفواج المعتمرين تصل من خارج السعودية... ومدة إقامتهم 10 أيام

«شؤون الحرمين» تدعو إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية

وزارة الحج والعمرة أكدت جاهزية منظومة العمل لاستقبال المعتمرين لدى جميع نِقَاط الاتصال في رحلة المعتمر (الشرق الأوسط)
وزارة الحج والعمرة أكدت جاهزية منظومة العمل لاستقبال المعتمرين لدى جميع نِقَاط الاتصال في رحلة المعتمر (الشرق الأوسط)
TT

أول أفواج المعتمرين تصل من خارج السعودية... ومدة إقامتهم 10 أيام

وزارة الحج والعمرة أكدت جاهزية منظومة العمل لاستقبال المعتمرين لدى جميع نِقَاط الاتصال في رحلة المعتمر (الشرق الأوسط)
وزارة الحج والعمرة أكدت جاهزية منظومة العمل لاستقبال المعتمرين لدى جميع نِقَاط الاتصال في رحلة المعتمر (الشرق الأوسط)

تبدأ اليوم المرحلة الثالثة لاستكمال السعودية مراحل العودة لأداء العمرة تدريجياً في المسجد الحرام، المتمثلة في السماح للمعتمرين من خارج المملكة وداخلها بأداء الزيارة والصلوات، وسط حزمة من الإجراءات الاحترازية المشددة حفاظاً على صحة وسلامة ضيوف الرحمن، بطاقة استيعابية تصل إلى 20 ألف معتمر في اليوم، و60 ألف مصل، و19.500 زائر.
وتصل إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة اليوم أول طائرة تحمل أفواج المعتمرين من الخارج قادمة من إندونيسيا. وكان الدكتور عبد الفتاح مشاط، نائب وزير الحج والعمرة السعودي، قد لفت في حديث خاص بـ«الشرق الأوسط» إلى أن المقاعد المحددة للمعتمرين من خارج المملكة تقدر بـ10 آلاف مقعد يومياً، من إجمالي الأعداد المسموح لهم بتأدية المناسك.
وأوضحت وزارة الحج والعمرة، عبر حسابها الخاص «خدمات المستفيدين» على موقع «تويتر»، أن مدة الإقامة داخل المملكة للقادمين لأداء العمرة من الخارج هي 10 أيام، في ردها على أحد الاستفسارات حول مدة الإقامة للقادمين من الخارج لأداء العمرة. وأضافت أن الفترة التي أتيحت للحجز منذ تشغيل تطبيق «اعتمرنا» هي إلى نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل فقط.
ودعت رئاسة شؤون الحرمين المعتمرين القادمين من الخارج التقيد بالإجراءات الاحترازية في الحرمين الشريفين حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.
وأكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والنبوي، أن الرئاسة تعمل على تهيئة الأجواء المثالية، وتفعيل الخطط الصحية والإرشادية والتوجيهية لضمان أداء المعتمرين والمصلين عبادتهم بكل يسر وسهولة، وذلك وفق تطلعات القيادة السعودية، مؤكداً أهمية التقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لضمان سلامة المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام والمسجد النبوي من فيروس كورونا، وذلك انطلاقاً من مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو للحفاظ على النفس البشرية ودرء المفاسد وجلب المصالح.
واستقبل المعتمرون في المطار، بحسب الخطة التي جرى تنفيذها، من قبل وزارة الحج والعمرة والجهات المعنية، وتم نقلهم عبر حافلات مخصصة إلى فنادق في مكة المكرمة، خصص منها 10 في المائة من الطاقة التشغيلية للفنادق المؤهلة لإسكان المعتمرين لوضع حالات العزل، المقدرة بنحو 3 أيام، أو لحالات الاشتباه قبل التحرك في أي اتجاه للوقوف على آخر المستجدات الطبية وحالة المعتمر.
ووفقاً لخطة المرحلة الثالثة لمعتمري الداخل والخارج، سيصل عدد الفوج الواحد لـ3300 معتمر، منهم قرابة 1666 معتمراً من الخارج، وستتاح لكل فوج 3 ساعات لأداء مناسك العمرة لضمان تطبيق الإجراءات، من خلال الدخول عبر مراكز تجمع المعتمرين التي أنشأتها وزارة الحج والعمرة بالتنسيق المباشر مع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين ووزارة الداخلية ووزارة الصحة، بحيث يجري التفويج حسب الأوقات المعتمدة من تطبيق «اعتمرنا».
وكانت وزارة الحج والعمرة قد أعلنت عن جاهزية منظومة العمل لاستقبال المعتمرين في أثناء جميع نِقَاط الاتصال في رحلة المعتمر، بدءاً من بلده مروراً بوصوله عبر المنافذ المحددة، وتنفيذ برامج تنقلات المعتمرين بعد إنهاء إجراءات القدوم، وفي أثناء تأديتهم المناسك، حيث قامت الوزارة بوضع المعايير والضوابط لجميع مزودي الخِدْمات وشركات العمرة لضمان تطبيق أقصى معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية المعتمدة من وزارة الصحة.
ودعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، تزامناً مع إعلان وصول أولى رحلات المعتمرين القادمين من الخارج، المعتمرين إلى الحفاظ على أنفسهم وأسرهم، بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المعتمدة من الجهات المختصة في المملكة.
وقال الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام للمنظمة، إن منظمة التعاون الإسلامي، بصفتها الصوت الجامع للعالم الإسلامي، تبارك للمسلمين حول العالم عودة العمرة والزيارة بعد تعليقهما مؤقتاً، في إجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وتدعوهم إلى الحفاظ على سلامتهم باتباع كامل التعليمات والإرشادات الصحية.
وأشاد الأمين العام بمنظومة العمل التي أعلنت جاهزيتها، وبوزارة الحج والعمرة لاستقبال المعتمرين والحفاظ على صحة الإنسان، مضيفاً أن المنظمة تثمن جميع التدابير الوقائية والبروتوكولات المتخذة من الجهات الرسمية حفاظاً على صحة وسلامة ضيوف الرحمن، وذلك بتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».