قبل 5 أيام على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يحافظ المرشح الديمقراطي جو بايدن على تقدّمه في استطلاعات الرأي على الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بعدة نقاط، فيما تحتدم المواجهة في الولايات المتأرجحة. وترسم الاستطلاعات الأخيرة، الصادرة قبل نشر معدل النمو الاقتصادي الذي يدعم حظوظ الرئيس الأميركي، صورة معقّدة تعكس بشكل عام تقدّم المرشح الديمقراطي بين الناخبين الذين شاركوا في التصويت المبكر، يقابله دعم واسع للرئيس ترمب بين الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم حضوريا الثلاثاء المقبل في الولايات المتأرجحة.
صورة معقدة
أظهر استطلاع رأي لشبكة «سي إن إن»، نُشر أمس، أن بايدن يحظى بشعبية أكبر من ترمب في أوساط الناخبات، إذ يحظى بدعم 61 في المائة من النساء، مقابل 37 في المائة لصالح الرئيس. فيما تتقارب نتائج الاستطلاع بين أصوات الناخبين، إذ يتوقع دعم 48 في المائة من الناخبين الرجال ترشيح بايدن، مقابل 47 في المائة لصالح ترمب. وفي محاولة لرصد شعبية المرشحين لدى فئة كبار السن، وجد الاستطلاع أن بايدن يحظى بتأييد 55 في المائة، مقابل 44 في المائة لصالح ترمب. أما في أوساط الناخبين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، فإنه 68 في المائة من الأصوات تصب لصالح بايدن، مقابل 30 في المائة لترمب.
من جهتها، نشرت صحيفة «يو إس إيه توداي»، أمس، استطلاع رأي يرصد قلق الناخبين الأميركيين من اندلاع أعمال عنف خلال الأيام المقبلة، وفي يوم الاقتراع. وأشار الاستطلاع إلى أن 3 من كل 4 أشخاص قلقون بشأن احتمالات حدوث عنف خلال الانتخابات، وعما إذا كانت عملية التصويت ستتم بشكل سلمي وإن كانت النتيجة ستُقبل على نطاق واسع. وقال شخص واحد فقط من كل 4 أشخاص إنهم «واثقون جدا» من أن الولايات المتحدة ستتمتع بانتقال سلمي للسلطة، إذا فاز المرشح الديمقراطي على الرئيس ترمب.
بدوره، قام مركز أبحاث الانتخابات بجامعة «ويسكونسن ماديسون» بإجراء استطلاع للرأي لناخبي ولاية الغرب الأوسط على مدار العام، خلال شهور فبراير (شباط) وأغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) لرصد تغير وجهات نظرهم على مدار هذا السباق في كل من ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن. ووجد الاستطلاع أن بايدن يتقدم للمرة الأولى بشكل كبير بين الناخبين المحتملين في الولايات الثلاث. ووجد الاستطلاع أن بايدن يقود ترمب بنسبة 52 في المائة، مقابل 42 في المائة لصالح ترمب، في ولاية ميشيغن، وبنسبة 52 في المائة مقابل 44 في المائة في بنسلفانيا، و53 في المائة مقابل 44 في المائة في ويسكونسن. ويشير الاستطلاع إلى أن تقدم بايدن حتى الآن يدل على قدرته على الفوز بأغلب الناخبين المترددين.
وحدد الاستطلاع 3 فئات من الناخبين، الأولى للموالين لترمب الذين لم يتزعزعوا قط في دعمهم للرئيس، وشكلوا 43 في المائة من المستطلعين. والثانية للموالين لبايدن، الذين شكلوا أيضا 43 في المائة. أما نسبة 13 في المائة، فتشكلت من الناخبين المترددين أو الذين غيروا وجهة نظرهم خلال السباق. ويتقدم بايدن بين هذه المجموعة الثالثة بنسبة 55 في المائة مقابل 23 في المائة لصالح ترمب.
لماذا تقدم بايدن؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن حظوظ المرشح الديمقراطي جو بايدن تعززت على مرحلتين. الأولى جاءت مباشرة بعد الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، والثانية خلال الفترة الانتخابية الحاسمة بين شهري سبتمبر وأكتوبر. وفي المرحلة الأولى، انخفضت نسبة الناخبين المترددين، وتعززت شعبية بايدن بين الناخبين ذوي الميول الديمقراطية بعد تأكيد ترشيحه عن الحزب الديمقراطي. وحقق بايدن مزيدا من النجاحات خلال شهر سبتمبر، قبل المناظرة الرئاسية الأولى وإصابة الرئيس ترمب بفيروس «كوفيد - 19».
وبشكل عام، يتقدم بايدن على الرئيس ترمب بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا عبر البريد، بينما يتأخر بين الناخبين الذين سيصوتون حضوريا في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، خاصة في الولايات المتأرجحة. وفي ولاية ميشيغن، أفاد 44 في المائة بأنهم صوتوا بالفعل، مقارنة بـ41 في المائة في ويسكونسن و22 في المائة فقط في بنسلفانيا. ومن بين الناخبين المبكرين، يتقدم بايدن وفق استطلاعات الرأي في كل من ميشيغن، وويسكونسن، وبنسلفانيا. في المقابل، فإن ترمب يتقدم بفارق ملحوظ عن منافسه الديمقراطي بين الناخبين الذين يخططون للتصويت شخصيا في يوم الاقتراع. وفي ولاية ميشيغن على سبيل المثال، فإن 40 في المائة يخططون للتصويت حضوريا. وفي هذه الفئة، يحظى الرئيس ترمب بدعم 68 في المائة من الناخبين، مقابل 23 في المائة لصالح بايدن. ويتكرر المشهد في كل من ويسكونسن وبنسلفانيا.
صعوبة التنبؤ بالنتائج
إلى جانب صعوبة الاعتماد على توقّعات استطلاعات الرأي بعد المفاجأة الانتخابية في عام 2016 يطرح انتشار وباء «كورونا» والنزاعات القانونية المحيطة بالتصويت عبر البريد عدة تحديات.
ففيما يتعلق بالجدل المحيط بالتصويت عبر البريد، أتاحت المحكمة العليا أمس لولاية نورث كارولاينا إمكانية فرز الأصوات لمدة تصل إلى 9 أيام بعد الانتخابات، طالما تم ختم بطاقات الاقتراع بالبريد بحلول 3 نوفمبر. كما أقرّت المحكمة حكما مماثلا في ولاية بنسلفانيا، ما يسمح بفرز الأصوات التي تم تسلمها حتى 3 أيام بعد يوم الاقتراع. وتعد هذه الأحكام القضائية بمثابة هزيمة للمسؤولين الجمهوريين الذين يسعون إلى تقييد نوافذ فرز الأصوات المرسلة عبر البريد، كما تذكّر بحقيقة غير مريحة أنه قد لا يكون الفائز واضحا ليلة الانتخابات، كما هو معتاد.
إلى ذلك، تواجه بعض الولايات كولاية ويسكونسن تحديا صحيا قد يثني بعض الناخبين عن التوجه إلى مكاتب الاقتراع، مع اتساع رقعة انتشار «كوفيد - 19»، ما قد يصب في صالح بايدن التي يتقدم في التصويت المبكر.
ورغم ذلك، فإن المحللين يتوقعون أن تشهد الانتخابات الرئاسية إقبالا واسعا، حيث من المقرر أن يدلي ما لا يقل عن 145 مليون أميركي بأصواتهم.