«40 سنة خزف» يبحث عن الجمال وسط «القبح»

معرض فتحية معتوق بالقاهرة يضم عشرات القطع

«40 سنة خزف» يبحث عن الجمال وسط «القبح»
TT

«40 سنة خزف» يبحث عن الجمال وسط «القبح»

«40 سنة خزف» يبحث عن الجمال وسط «القبح»

هل يمكن اكتشاف الجمال وسط القبح، وهل يصبح العادي والمألوف مصدراً للدهشة بل والانبهار؟ تجيبنا فنانة الخزف المصرية المخضرمة د. فتحية معتوق إجابة عملية بالإثبات عبر أحدث معارضها «40 سنة خزف» الذي يثبت أن فن الخزف لا يزال قادراً على التربع على عرش الفنون رغم ما يعانيه من عدم اهتمام نقدي أو احتفاء إعلامي حسب الشكوى الدائمة لمعظم فرسان هذا الفن.
تشتغل فتحية معتوق في هذا المعرض الذي يضم أربعين عملاً على فكرتين أساسيتين، تتعلق الأولى باكتشاف السحر وسط ما يبدو للوهلة الأولى اعتيادياً مثل تلك الأصداف التي نطأها بأقدامنا من دون أن نلقي بالاً لها ونحن نتمشى على شاطئ البحر قبيل الغروب. تصبح الأصداف هنا منحوتات مصقولة بالرهافة والنعومة على نحو تصعب معها مقاومة تلك الرغبة العاتية في لمسها بأناملك لتختبر بنفسك المادة المصنوعة، رغم الرهافة الشديدة، تبدو كل صدفة كما لو كانت زورقاً لا ينقصه سوى أن يتهادى على صفحة ماء هادئ الموج كما تبدو أحياناً، كما لو كانت مركبة فضائية قادمة من مجرة بعيدة، لكنها تبقى في كل الأحوال منحوتة عظيمة قادرة على خطف الدهشة من عيونك.
«الثيمة» الثانية التي تشتغل عليها الفنانة فتحية معتوق في معرضها المقام بقاعة «راغب عياد» بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك، هي سلاسل الحديد الصدئة التي لا يمكن أن تشي لدينا سوى بالقبح أو على الأقل تكوينات مهملة، وهنا تتجلى قدرة الفنانة عبر أربعين عاماً من ترويض خامة «الطمي» وصهرها بالنار بعد أن نفخت فيها إبداعاً مدهشاً لا تخطئه العين حيث يحتوي المعرض على العديد من المنحوتات التي تبدو وكأنها مجموعة من تلك السلاسل الحديدية لكنها ليست سوى خزف تم تشكيله على نحو يبوح بالجمال والتكوينات الفاتنة، بحيث لا نملك سوى أن نتساءل: كيف لم ننتبه لهذا الجمال المفعم بالطاقة الروحانية من قبل.
ومن جانبها تؤكد د. فتحية معتوق، المولودة في 1950. وتعمل أستاذة بجامعة حلوان أنها تسعى في جميع أعمالها إلى الإنصات لما تسميه «القانون الداخلي»، للخامة والإحاطة بعناصرها الشاملة بما يتجاوز ملامحها الخارجية كالطول والعرض واللون وصولاً إلى «روح» الخامة نفسها وطبيعتها وأسرارها، وتضيف في تصريح خاص إلى «الشرق الأوسط»: «يحتاج فن الخزف إلى رؤية علمية رياضية وليس فقط رؤية فنية حيث يصبح بإمكانه اكتشاف جماليات الخامة وتطويعها حسب فكرته النهائية للعمل في شكل الأخير.
من جانبه، يؤكد الناقد التشكيلي د. عبد الرازق عكاشه أن فتحية معتوق تتمتع بتاريخ مشرف في مسيرة فن الخزف المصري أو ما يسمى بـ«النحت الخزفي»، مشيراً إلى أن هذا الفن بات يتعرض في مصر إلى ما يشبه «الانقراض» لعدة أسباب، منها هشاشة الخامة وضيق مساحات العرض وندرة مراكز التدريب وضعف الدعم الرسمي المقدم من وزارة الثقافة.
ويضيف د. عكاشة لـ«الشرق الأوسط»: «تعد فتحية معتوق إلى جانب نبيل درويش ومحمد شعراوي وسعيد الصدر، واحدة من جيل المحاربين والمناضلين من أجل إعلاء قيمة فن الخزف، فهي بعد مسيرة أربعين عاماً في هذا المجال، لم تفقد قط شغفها بخامة الطمي وتزداد براعتها معرضاً بعد آخر في صهرها وتشكيلها على نحو يدل على مدى ما تتمتع به من خبرة وصبر بحيث تعطينا منتجاً نهائياً يعزف على وتر الجماليات المدهشة كما يقدم عدداً من المفاهيم مثل الليونة والتناقض والتكامل التي ينضح بها العمل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.