سموم وزيت كبد سمك القرش ودم السلطعون... أغرب المكونات الموجودة في اللقاحات

لأكثر من قرن من الزمان، اعتمد العلماء في مختلف أنحاء العالم على استخدام بعض المكونات الغريبة التي قد لا تخطر على بال أحد لتطوير لقاحاتهم، مؤكدين على أهميتها في ضمان فاعلية التطعيم.
وبحسب تقرير نشرته شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن التقديرات تشير إلى أن اللقاحات تنقذ حياة ما بين مليونين وثلاثة ملايين شخص سنوياً، فضلاً عن الوقاية من الإعاقات مدى الحياة.
وقد بدأ استخدام العلماء للمكونات الغريبة في صنع اللقاحات منذ حوالي قرن من الزمن. ففي عام 1925، كان الطبيب البيطري الفرنسي غاستون رامون يعمل على تطوير لقاح جديد للدفتيريا، حيث أجرى تجاربه على عدد من الخيول، ليصل إلى نتائج وصفها بأنها «مثيرة للاهتمام».
فأثناء التجربة، قام رامون بحقن عدد من الخيول بمجموعة متنوعة من المكونات الغريبة، الكثير منها كان يوجد في خزائن مطبخه.
فجنباً إلى جنب مع لقاح الدفتيريا، تم حقن هذه الخيول بالنشا والجيلاتين النباتي والليسيثين، وهو مستحلب يستخرج من الزيت، يوجد عادة في الشوكولاته، وحتى بفتات الخبز.
واندهش رامون حين وجد أن الحيوانات التي أُعطيت هذه اللقاحات المحتوية على مكونات غريبة أنتجت أجساماً مضادة أكثر بكثير من تلك التي لم تتلق هذه اللقاحات.
ومنذ ذلك الحين، نشأ مصطلح «المواد المساعدة» وهي مواد يمكن إضافتها إلى اللقاحات لجعلها أكثر فعالية. وقد تم استخدامها على نطاق واسع حتى يومنا هذا، ولم تصبح أقل غرابة مما كانت عليه في البداية.
والمادة المساعدة الأكثر استخداماً على هذا الكوكب هي الألومنيوم. وتوجد المادة الكيميائية في غالبية اللقاحات، بما في ذلك لقاح الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي، بالإضافة إلى اللقاحات الخاصة بأمراض «التهاب الكبد أ» و«التهاب الكبد ب» والتهاب الدماغ الياباني والتهاب السحايا الفيروسي والجمرة الخبيثة والمكورات الرئوية.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم العلماء خلال تطوير اللقاحات مستخلصات من شجرة تدعى «كويلاجا»، تستخدم تقليدياً لصنع الصابون، كما يستخدمون دماء السلطعون الزرقاء، ومادة سكوالين، وهي مادة زيتية تستخرج من كبد سمك القرش.
ويتم حالياً التحقق من إمكانية استخدام مادة سكوالين في لقاحات كورونا، إلا أن هذا الأمر تسبب في بعض الجدل، بعد التقارير التي تفيد بأنه إذا تم إنتاج مثل هذا اللقاح بكميات كبيرة فسيلزم ذبح حوالي 250 ألف سمكة قرش.
واعتمد العلماء أيضاً في لقاحاتهم على استخدام سموم مستخرجة من كائنات حية دقيقة، تتم معالجتها بشكل خاص، كما استخدموا بروتينا موجودا في بياض البيض، بالإضافة إلى الجيلاتين والسكر.
ويستخدم لقاح كورونا الذي يطوره علماء جامعة أكسفورد حاليا فيروسا موجودا في قرود الشمبانزي.
ويقول بينغبينغ صن وهو مهندس كيميائي من جامعة داليان للتكنولوجيا بالصين: «بدون مادة مساعدة، تختفي الأجسام المضادة بشكل عام، ربما بعد بضعة أسابيع أو شهور. لكن باستخدامها قد تبقى هذه الأجسام لبضع سنوات».
وظل سبب تأثير هذه المكونات العشوائية في قوة اللقاحات لغزاً تاماً لسنوات طويلة، ويتسابق العلماء الآن لكشف السر وراء ذلك.
ولا يوجد دليل على أن أياً من المواد المساعدة المستخدمة حالياً يؤدي إلى آثار جانبية، بل في الواقع، فقد انتشرت هذه المواد المساعدة في المقام الأول بسبب سلامتها.