الاتحاد الأوروبي يحمّل الحوثيين مسؤولية «كارثة صافر» الوشيكة

26 جهة سعودية تشارك في فرضية لمكافحة تلوث الزيت في البحر الأحمر

أعلنت الأمم المتحدة تفاقم حالات سوء تغذية الأطفال في ظل الانقلاب الحوثي (رويترز)
أعلنت الأمم المتحدة تفاقم حالات سوء تغذية الأطفال في ظل الانقلاب الحوثي (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يحمّل الحوثيين مسؤولية «كارثة صافر» الوشيكة

أعلنت الأمم المتحدة تفاقم حالات سوء تغذية الأطفال في ظل الانقلاب الحوثي (رويترز)
أعلنت الأمم المتحدة تفاقم حالات سوء تغذية الأطفال في ظل الانقلاب الحوثي (رويترز)

حذرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، أمس، من الكارثة الوشيكة التي تمثلها ناقلة النفط اليمنية المتهالكة «صافر» وخطر انفجارها أو تسرب أكثر من مليون برميل من النفط الخام على متنها في مياه البحر الأحمر، وحمّلت الحوثيين المسؤولية.
وأعربت البعثة الأوروبية في البيان الذي أصدرته بالاتفاق مع سفراء دول الاتحاد لدى اليمن، عن «بالغ القلق حول وضع خزان صافر العائم قبالة ساحل الحديدة على البحر الأحمر، إذ ظلت ناقلة النفط من دون صيانة خلال السنوات الخمس الماضية، وهي الآن في خطر وشيك ستنجم عنه كارثة صحية وبيئية واقتصادية كبرى ستؤثر على ملايين الناس في اليمن وأبعد من ذلك».
وأوضح البيان أن الدراسات العلمية بيّنت أن «حدوث تسرب كبير للنفط سيؤدي على الأرجح إلى خروج ميناء الحديدة من الخدمة، ما سيؤثر على الأمن الغذائي لملايين اليمنيين. وإضافة إلى ذلك، سيؤثر بشكل كبير على الثروة السمكية في البحر الأحمر والنظام البيئي البحري، وقد يؤثر على التجارة البحرية، كما أن إمكانية فقدان خاصية طفو النفط ستعقد أي عملية لتنظيف التسرب».
وأضاف أنه «في حالة حدوث حريق أو انفجار ستكون سحابة ضخمة من الدخان السام آثاراً بالغة على صحة الأجهزة التنفسية والمحاصيل الزراعية، ما يتسبب بحدوث ضغط على المنظومة الصحية المنهكة أساساً جراء النزاع والكوليرا و(كوفيد 19)».
ودعا سفراء الاتحاد الأوروبي الجماعة الحوثية إلى «التعاون الكامل مع الأمم المتحدة، بالسماح لفريق الخبراء بالوصول إلى السفينة من دون قيود أو شروط مسبقة أو تأخير». وأكدوا أنه في حال لم يُسمح لفريق الأمم المتحدة الوصول إلى السفينة من دون أي عوائق، سيكون الحوثيون «مسؤولين في حالة حدوث كارثة على مستوى الإقليم، وبالتالي يجب عليهم التحرك مع استشعار مدى إلحاح الأمر وبإحساس بالمسؤولية».
كما دعا السفراء الأطراف إلى «الامتثال للتوصيات التي ستلي تقييم فريق الخبراء»، مشددين على أنه «من مصلحة اليمنيين المنهكين للغاية القيام بكل شيء ممكن لمنع حدوث كارثة محتملة».
وقال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، إن ميليشيا الحوثي تستخدم الناقلة «ورقة تفاوض سياسية». وأشار خلال لقائه في الرياض، أول من أمس، سفير البرتغال لدى اليمن لويس ألميدا، إلى استمرار الحوثيين المدعومين من إيران «في المماطلة والتلاعب بملف (صافر)، وعدم سماحهم للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول إلى الخزان لتقييم حالته تمهيداً لتفريغه من النفط والتخلص منه وتجنيب اليمن والمنطقة كارثة إنسانية وبيئية قد تمتد لعقود». وشدد على ضرورة فصل ملف «صافر» عن القضايا السياسية «نظراً إلى الخطر البيئي والإنساني الذي يشكّله الخزان والحاجة الملحة إلى معالجته».
وقال عضو اللجنة الاقتصادية في الحكومة اليمنية، الدكتور فارس الجعدبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الخزان «صافر» بالنسبة إلى الحوثيين «قضية سياسية عسكرية من الدرجة الأولى تستخدم للابتزاز الاقتصادي». وأوضح أن «حلولاً اقتصادية كثيرة عُرضت على الحوثيين من قِبل الشرعية وكثير من دول العالم، إلا أن جميعها قوبلت بالرفض وأصروا على موقفهم ببقاء الخزان بحالته المتهالكة لتهديد الملاحة في البحر الأحمر وتفجيره في حال كانت هناك محاولة لتحرير ميناء الحديدة».
وذهب الجعدبي إلى أن ملف الخزان يمكن مناقشته بيئياً للحد من إيقاف الضرر الذي سيحدث في حال نفّذ الحوثي تهديده وفجّره أو تسرب منه النفط، مشدداً على «ضرورة ضغط مجلس الأمن والمجتمع الدولي على الميليشيا الحوثية الانقلابية لإنهاء التصرفات العدائية التي تقوم بها والتي تضع المنطقة بأسرها قاب قوسين أو أدنى من كارثة مدمرة أثرها سيبقى لعشرات السنين».
إلى ذلك، أطلق وزير البيئة والمياه والزراعة السعودية، المهندس عبد الرحمن الفضلي، التمرين التعبوي الثالث لتنفيذ فرضية الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت، أمس، في منطقة جازان (جنوب البلاد) بمشاركة 26 جهة حكومية معنية.
وأوضح الرئيس العام والرئيس التنفيذي للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، المهندس علي الغامدي، أن الهدف من التمرين لتنفيذ فرضية الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت، الوصول إلى أقصى درجات الاستعداد والتأهب وإظهار الجاهزية التامة للتعامل مع أي تلوث بحري في شواطئ المملكة. وتفقد الفضلي مركز عمليات الفرضية بمركز الاستجابة للطوارئ البحرية بجازان واطلع على تجهيزات المركز والمعدات التابعة.
في سياق آخر، ندد مكتب منسّق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن بالهجوم الحوثي على أحد المستشفيات في تعز، والذي تسبب بإصابة اثنين من العاملين في المجال الصحي وإرهاب المرضى.
وقال البيان إن الضربة التي شنّها الحوثيون يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) على مستشفى الأمل لعلاج الأورام السرطانية في محافظة تعز «تسببت بإصابة اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وألحقت أضراراً بالمرفق، وخلّفت المرضى، ومعظمهم من الأطفال، في حالة من الذعر».
ونسب البيان إلى منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي قولها إن «أي هجوم على أي مركز صحي أمر غير مقبول. فهجمة على مستشفى لعلاج السرطان؛ حيث يتلقى الأطفال المريضون للغاية العلاج المنقذ للأرواح، تعدّ أمراً بغيضاً».
وأضافت أن «شركاء العمل الإنساني في مجال الصحة وثقوا 163 هجمة على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى في جميع أنحاء اليمن منذ بداية الحرب في عام 2015. علماً بأن نصف المرافق الصحية فقط في أنحاء البلد تعمل حالياً، كما تواجه الغالبية العظمى من هذه المرافق التي تعمل نقصاً في الأدوية والإمدادات والمعدات والعاملين».
ولفتت المنسقة الأممية إلى أنه «إذا كان هناك ضغط على النظام الصحي حتى قبل تفشي جائحة كورونا، فالنظام بنفسه الآن على المحك وقائم على الدعم. وفقط عندما أصبحت الحاجة ماسة إليه، لم نعد قادرين على تقديم نفس مستوى الدعم كما كنا نفعل في الماضي، وذلك لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه».
وأشارت غراندي إلى أن عدداً هائلاً يبلغ 9 ملايين يمني سيفقدون بصورة شبه مؤكدة إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية مع حلول نهاية العام إذا لم تحصل الأمم المتحدة على مزيد من الدعم.
في السياق ذاته، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، في تقرير جديد، أن أجزاء من اليمن تشهد أعلى مستويات سوء التغذية الحاد بين الأطفال. وذكر التقرير أن مسببات سوء التغذية تفاقمت مع تفشي فيروس «كورونا» والتراجع الاقتصادي والسيول وتصاعد القتال والنقص الكبير هذا العام في تمويل المساعدات، ما زاد وضع الجوع سوءاً بسبب الحرب المستمرة منذ 6 سنوات.
ووفقاً لتحليل وضع سوء التغذية في جنوب اليمن بناء على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الخاص بالأمم المتحدة، زادت حالات سوء التغذية الحادة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بنحو 10 في المائة في 2020 إلى أكثر من نصف مليون.
كما زادت حالات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 15.5 في المائة ونحو ربع مليون امرأة حبلى أو مرضعة تحتاج لعلاج من سوء التغذية، وفق التقرير الذي أكد أيضاً أنه لم تتح بعد بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في شمال اليمن حيث يقيم أغلب السكان تحت سيطرة الجماعة الحوثية.


مقالات ذات صلة

استقرار نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

الاقتصاد جانب من نهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)

استقرار نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

استقر نشاط الأعمال في منطقة اليورو خلال الشهر الماضي، محققاً تحسناً طفيفاً مقارنةً بالتراجع الطفيف الذي شهدته المنطقة في سبتمبر (أيلول) الذي سبقه.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)

تسارع التضخم في منطقة اليورو يعزّز الحاجة إلى الحذر بخفض الفائدة

تسارع التضخم في منطقة اليورو أكثر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وقد يرتفع أكثر في الأشهر المقبلة؛ مما يعزّز من الحاجة إلى توخي الحذر في خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد متداولون في قاعة «بورصة نيويورك»... (رويترز)

ارتفاع الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة الأميركية بعد موجة بيع سابقة

ارتفعت الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الخميس، بعد أن عانت أسواق الأسهم من عمليات بيع يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن - سيدني)
الاقتصاد أفق مدينة فرنكفورت في حي المصارف (رويترز)

استمرار تراجع نشاط الأعمال في منطقة اليورو

شهد نشاط الأعمال في منطقة اليورو تراجعاً مرة أخرى هذا الشهر؛ حيث ظلّ في منطقة الانكماش بفعل انخفاض الطلب من الداخل والخارج.

«الشرق الأوسط» (برلين - فرنسا)
الاقتصاد أوراق مالية من عملة اليورو (رويترز)

ارتفاع عوائد السندات الأوروبية وسط توقعات بتيسير السياسة النقدية

شهدت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو ارتفاعاً الاثنين بعد انخفاضها بنهاية الأسبوع الماضي حيث زادت الأسواق من رهاناتها على مسار التيسير النقدي

«الشرق الأوسط» (لندن )

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.