«حماس» تفرج عن 3 فلسطينيين تحدثوا مع إسرائيليين عبر الإنترنت

الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» إياد البزم (وسائل إعلام فلسطينية)
الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» إياد البزم (وسائل إعلام فلسطينية)
TT

«حماس» تفرج عن 3 فلسطينيين تحدثوا مع إسرائيليين عبر الإنترنت

الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» إياد البزم (وسائل إعلام فلسطينية)
الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» إياد البزم (وسائل إعلام فلسطينية)

أفرجت وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» في قطاع غزة عن ثلاثة ناشطين مجتمعيين فلسطينيين شاركوا قبل أشهر في لقاءٍ مع إسرائيليين عبر تطبيق «زووم» عدّته سلطة «حماس» «نشاطاً تطبيعياً مع الاحتلال».
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» إياد البزم، اليوم (الثلاثاء)، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «تم الإفراج مساء أمس (الاثنين) عن الناشط المجتمعي والصحافي رامي أمان، وناشطين آخرين اعتُقلوا لمشاركتهم مع (نشطاء) إسرائيليين عبر تطبيق (زووم)».
وقضت المحكمة العسكرية في غزة بالحكم على «ر.أ (39 عاماً) بالحبس لمدة سنة مع وقف التنفيذ، (في إشارة إلى رامي أمان)، وعلى م.ش (32 عاماً) من مواليد سوريا وأ.ل (25 عاماً) من سكان غزة بالاكتفاء بمدة» الاحتجاز.
وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الناشط في قطاع غزة أن «المحكمة العسكرية الدائمة بغزة أفرجت عن ثلاثة معتقلين على خلفية نشاطات سلام، والاكتفاء بالفترة التي أمضوها في السجن، بعد تغيير التهمة الموجهة إليهم إلى إضعاف الشعور الثوري، وفق المادة (164) من قانون العقوبات الثوري لسنة 1979».
واعتقلت قوات الأمن في غزة رامي أمان، مؤسس «لجنة شباب غزة»، وهي منظمة غير حكومية محلية، في التاسع من أبريل (نيسان)، بعد ثلاثة أيام من محادثة عبر الإنترنت مع منظمة إسرائيلية يسارية مؤيدة للفلسطينيين.
وأشارت وزارة داخلية غزة إلى اعتقال أمان «والمشتركين معه لإقامة نشاط تطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي عبر الإنترنت».
وقدم ائتلاف مكون من 70 منظمة غير حكومية في التاسع من سبتمبر (أيلول) شكوى لمجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة والتي تعد آراؤها غير ملزمة، للمطالبة بالإفراج عن الناشط أمان الذي كان قد مضى على احتجازه أكثر من أربعة أشهر دون أن تُوجَّه إليه تهمة ولم تُتح له الفرصة للطعن في احتجازه أمام المحكمة.
وأشارت الشكوى إلى أن رامي أمان «مدني سيُحاكم أمام محكمة عسكرية تابعة لحركة (حماس) في انتهاك للمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية».
وتسيطر حركة «حماس» على قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة وتحاصره إسرائيل منذ 2006 ويعاني من أزمات إنسانية خانقة.
وأدى الإغلاق الشامل في القطاع بسبب وباء «كوفيد - 19» إلى تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع الذي يعاني نحو ثلثي سكانه من الفقر.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.